إلى الأستاذة رشا عوض..! السودانية , اخبار السودان
إلى الأستاذة رشا عوض..!
شمس الدين ضوالبيت
ما تتعرضين له الآن من حملة تكفيرية جائرة هو قدر كل وطني خلوق مثلك، يعمل لخير بلدنا واهلها، ويحمل في فكره وروحه قيم الإسلام بوجهه الأخلاقي الإنساني الحقيقي، قولا وفعلا، تعاملا وسلوكا.. حرفا وكتابة ..
لايمكن ان نتوقع من الذين خططوا وحرضوا واحتفلوا بتنفيذ اغتيال مفكر سوداني عظيم، تتنادي المنابر الاقليمية والعالمية اليوم لدراسة اعماله ومساهماته الفكرية، مثل الأستاذ محمود محمد طه، عحزا منهم عن مقارعة حجته، لا يمكن ان نتوقع من هؤلاء خلافا لما يحيكونه ويمارسونه ضدك اليوم، فهكذا هم، وذلك ديدنهم ..
لا يمكن ان نتوقع من الذين أوصلوا بلادنا إلي الكارثة التي نعيشها حاليا غير هذا الذي يفعلون معك الآن .. فبالتضليل ذاته، وبالفكر الشائه المحرف واستغلال العاطفة الدينية عينه، الذي يمارسونه اليوم ضدك، انقلبوا بالدبابات على ارادة الشعب السوداني في عام 89′.. وبها ذاتها اججوا الحرب ضد المواطنين في جنوب السودان لتصبح حربا (جهادية)، ثم اشعلوا من بعدها أربع حروب أخرى ضد مواطني مناطق خارج الجنوب، كل ذلك بغرض صهر شعوبها في محرقة (فرنهم) الايديولوجي البالي، المصنوع في. ظلام القرون الوسطى ..
لا يمكن ان نتوقع ولا يرجى ممن شعاره (أن ترق كل الدماء)، دماء جميع السودانيين، لقهرهم والتحكم في رقابهم، من أجل الحفاظ على سلطة دنيوية وثروات من عرق وموارد الشعب السوداني منهوبة. لا يمكن ان نتوقع من هؤلاء غير التكفير والتهديد بسفك دماء كل من يرفع قلما أو ينطق فكرا أو يقف مانعا أمام فسادهم واستبدادهم المترع بدماء الأبرياء والشرفاء ..
لا يمكن ان نتوقع، ويجب ألا نتعجب أو نستغرب هذا العداء لك، ممن دمر طاقاتنا ومقدراتنا الانتاجية الزراعية والصناعية والخدمية، ودفع الملايين من اهلنا في الريف إلى فقر مدقع، يسدد كل السودانيين، اليوم، تبعاته من وجودهم البدني والوطني.. وعندما ثار شبابنا وشعبنا وألقوا بالمشروع الكارثي الفاشل لتنظيمهم الفاشي في الركن الذي يستحقه كل مشروع فاشل ابتر، اشعلوا حربا لا تبقي ولا تذر ..
لقد اصبت كبد الحقيقة وجوهرها، والواحب علينا إزاءها الاخت العزيزة رشا باعلانك انك لن تتوقفي عن نقد نموذج “التدين” الشائه المحرف، الذي فرضه هؤلاء الناس علينا، وانتهى بدمار بلادنا وهلاك أهلنا.. أصلا، فقد قام صعود حركة الاخوان المسلمين في السودان على هذه القاعدة: منع كل مسلم سوداني غيرهم ان ينبت ببنت شفة حول أي مسألة تختص بالدين أو التدين .. فذلك سبيلهم الوحيد لحماية واستغلال صيغة من التدين، باطشة، ولا إنسانية، غير قابلة للتطبيق في المجتمعات المعاصرة، استغلالها من أجل الوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها، وتحويلها لمفرخة تبيض الذهب المنهوب في جيوبهم، ووتنفث مشاعر الجاه والحظوة الزائفة في قلوبهم ..
بعد ثلاثين عاما من التطبيق الباطش الصارم، لم يعد من شك بأن لا علاقة لمشروعهم الحضاري المزعوم ولا لأساليبهم الحزبية النابذة، بقيم وغايات الإسلام الكبرى من حرية وكرامة وقوة انسانية وعدالة وعلم وسلام، جواهر الإسلام، التي أكد القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، أنها اركان كل مجتمع إسلامي واساسه المتين ..
لقد اخترنا معك ومع المستنيرين من شعبنا أن يكون قدرنا وغاية وجودنا وتاج جهودنا التصدي لهذه المنظومة الشائهة فكرا وتاريخا وممارسة، ولن يمنعنا ولم يمنعنا عن ذلك بطش، ولا تهديد أو تكفير..
وسلام عليك في العالمين..
شمس الدين ضوالبيت
المصدر: صحيفة التغيير