أطياف
صباح محمد الحسن
إكسبو!!
طيف أول:
للاستفهام ولنقّار الأسئلة، الذي ما فتئ يبحث في جذع الإجابات!!
وأفادت الأخبار بالأمس أن وزيرة الصناعة والتجارة، محاسن علي يعقوب، شهدت فعاليات يوم السودان في معرض إكسبو 2025 بمدينة أوساكا اليابانية، بحضور السفير الريح حيدوب، سفير السودان لدى اليابان وبحضور نائب المفوض العام الياباني لمعرض إكسبو أوساكا للعام 2025م.
وقد تضمن الاحتفال مشاركة بعض الفرق التراثية والفنية التي جاءت من السودان خصيصًا لهذه الفعالية.
وعبّرت السيدة محاسن عن شكر الحكومة السودانية لليابان على مواقفها الداعمة للسودان، مشيرة إلى رغبتهم في تطوير العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، وأضافت أن معرض إكسبو يُعد فرصة كبيرة للتعريف بالسودان وتنوع ثرواته.
جاء ذلك في وقت يئن فيه السودان تحت وطأة الحرب والجوع والنزوح، في لحظة تاريخية تستدعي أقصى درجات المسؤولية والتقشف، إذ بعثت حكومة بورتسودان الوزيرة والوفود المشاركة في المعرض، غير آبهة بما تركته خلفها من دمار وموت وجوع ومرض، وكان للحكومة أن تعتذر عن هذه المشاركة، بسبب الظروف التي تمر بها البلاد ومايعانيه المواطن من ويلات.
مواطن تضيع أسباب موته بين تقارير الكوليرا والكيماوي، وعشرات الجثث تحت الأنقاض في ترسين بجبل مرة، حيث ما زالت الآلات تحفر لإخراج الجثث من تحت التراب!!
والوزيرة تمثل حكومة لا تشعر بوجع المواطن كعادتها. ففي العام الماضي، احتفلت بمهرجان التسوق في بورتسودان، بينما كانت الخرطوم والجزيرة تحت وطأة الحرب، يموت فيها الناس قتلاً بالرصاص والمسيرات، وتُحتل منازلهم وتُحاصرهم قوات الدعم السريع.
فأي رسالة أرادت الوزيرة إيصالها للعالم عن بلادها وهل كان التعريف بالتراث أولى من إنقاذ الأطفال الذين ينامون على الأرض بلا غذاء أو دواء؟
وكم من الأموال التي أُهدرت على تذاكر السفر، والإقامة، والتنقلات؟ أليست هذه الأموال أولى بأن تُوجّه لدعم النساء اللواتي فقدن المأوى، والأطفال الذين فقدوا الأمان والعلاج
إن هذه المشاركة، مهما كانت مبرراتها، تعكس انفصالًا مؤلمًا عن واقع الشعب السوداني وما يعيشه.
فبينما تُعرض الأزياء والرقصات في أوساكا، تُدفن الأحلام في دارفور وكردفان. وكان الأجدر بالوزيرة أن تكون صوتًا للمعاناة، لا وجهًا للاحتفالات، وتستغل المناسبة لتحث العالم ليلتفت إلى ما يعانيه السودان وتعانيه المرأة في الحرب
ولكن لأن الوزيرة تمثل حكومة لا ترى حربًا في السودان، وظلت حدود مشاعرها وإحساسها بالمواطن لا تتعدى المسافة الفاصلة بين بورتسودان والخرطوم، لذلك ظنّت الوزيرة أنها تمثل دولة تعيش أجمل أيام الرفاهية، تجعلها سفيرة للأحلام لا للآلام
ولأن الحكومة لا علاقة لها بالمواطن المفجوع الموجوع فرأت أنه من الأفضل لها أن تعيش أيام “الهيافة” السياسية بالمشاركة في هذه المناسبة
والمحتفلون بإكسبو 2025، وبعد أن عاشوا أجواء الفرح والرقص والموسيقى، يبدو أنهم تذكروا الحرب في كلمة، حيث عبّر السفير الريح حيدوب، سفير جمهورية السودان لدى اليابان، عن شكرهم لإدارة إكسبو أوساكا على دعمهم للجناح السوداني، مشيرًا إلى اهتمام السيد رئيس الوزراء، كامل إدريس، بإعادة الإعمار بعد حرب الدعم السريع على الدولة
ولأنهم وصلوا إلى قناعة بأن الحرب انتهت، لذلك تحدث الرجل عن فترة ما بعد الحرب، قال إنه يأمل أن تلعب اليابان دورًا في ذلك، لا سيما وأن حرب الكرامة تمضي إلى نهاياتها بانتصار القوات المسلحة والقوات المساندة لها.
وتناقلت وسائل الإعلام زفة دخول الوزيرة إلى معرض أوساكا مع الوفد السوداني، كعنوان عريض يفسّر عزلة الحكومة، ليس لفرحة الوفد بالمشاركة في المعارض الخارجية، ولكن لعزلتها عن معاناة المواطن.
والوزيرة والوفد المرافق عبروا في الزفة عن معنوياتهم العالية لطالما أنهم يستمتعون بنثرياتهم الدولارية لقضاء أجمل الأوقات في المعارض الفنية وسط أحواض السباحة وفناء الفنادق الفخمة، وشعبهم يموت!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
رحّب برنامج الأغذية العالمي بقرار إبقاء معبر “أدري” الحدودي مفتوحًا حتى نهاية عام 2025، مؤكدًا أنه يمثل شريانًا إنسانيًا مهمًا إلى إقليمي دارفور وكردفان، حيث تواجه المجتمعات مستويات حادة من الجوع.
المصدر: صحيفة التغيير