تطرح المبادرة رؤية تقوم على الالتزام بالحكم المدني الديمقراطي كخيار لا بديل عنه، ورفض التعاون مع أي جهة تتبنى مواقف مناقضة لهذا المبدأ، مع التمسك بقيم الشفافية والمهنية والاستقلالية، والانحياز لقضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
كمبالا: التغيير
أعلن عدد من الصحفيين السودانيين اليوم الثلاثاء، عن قرب تدشين “مبادرة الصحفيين السودانيين” ككيان مهني ووطني مستقل، يهدف إلى المساهمة في وقف الحرب وبناء سلام دائم، وإعادة الاعتبار لدور الإعلام كسلطة رابعة فاعلة.
المبادرة التي تجري تحضيراتها منذ أكثر من شهرين، اختارت العاصمة الأوغندية كمبالا مقراً لانطلاقتها، حيث تواصل لجنتها التمهيدية استكمال الترتيبات قبل الإعلان عن الاجتماع التأسيسي الأول، وسط ترحيب واسع من صحفيين داخل السودان وخارجه.
وبحسب القائمين عليها، تنطلق المبادرة من قناعة بأن غياب كيان وطني مستقل أسهم في تعقيد الأزمة السودانية، خاصة في ظل استمرار الحرب وعجز القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني عن تجاوز الانقسامات الحزبية والفكرية.
ويؤكد مؤسسو المبادرة أن الصحفيين، لقربهم من الحدث وملامستهم للواقع، يمتلكون قدرة على تقديم قراءات دقيقة للأوضاع والمساهمة في صياغة حلول وطنية إذا توفرت لهم المنصات والإرادة الجماعية.
وتطرح المبادرة رؤية تقوم على الالتزام بالحكم المدني الديمقراطي كخيار لا بديل عنه، ورفض التعاون مع أي جهة تتبنى مواقف مناقضة لهذا المبدأ، مع التمسك بقيم الشفافية والمهنية والاستقلالية، والانحياز لقضايا السلام والعدالة وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
كما تؤكد أن الصحافة يجب أن تكون أداة لترميم النسيج الاجتماعي وتعزيز الوعي، لا وسيلة للتحريض والاستقطاب.
وتسعى المبادرة إلى المساهمة في إنهاء الحرب عبر خطاب إعلامي مسؤول يتجاوز الانقسامات، ويعزز التعايش، ويدعم الانتقال نحو دولة مدنية قائمة على المواطنة والعدالة.
كما تضع في أولوياتها قضايا العمل النقابي، مشددة على ضرورة فصل النقابات عن الولاءات الحزبية، وتبني مبدأ “لكلٍ حزبه والنقابة للجميع”، بما يضمن حرية النقابات في الدفاع عن حقوق أعضائها بعيداً عن الاصطفافات السياسية.
إلى جانب ذلك، تتعهد المبادرة بإطلاق حملات لمناهضة خطاب الكراهية والعنصرية، وتوثيق الانتهاكات ضد الصحفيين وتوفير الدعم القانوني والمعنوي لهم، فضلاً عن بناء شراكات وطنية وإقليمية ودولية تعزز جهود الصحفيين في الدفع نحو السلام والديمقراطية.
ويؤكد القائمون على المبادرة أن الخطوة تمثل مشروعاً وطنياً طويل الأمد، يستمد قوته من ضمير الصحفيين المهني، ويضع السودان في المقدمة دون ارتهان لأجندات خارجية أو حسابات حزبية ضيقة.
ومن المنتظر أن يشهد الاجتماع التأسيسي، المقرر الإعلان عن موعده خلال أيام، نقاشاً موسعاً حول آليات التنفيذ وخطط العمل، في ظل تزايد الحاجة إلى كيان وطني مستقل يقود هذا الدور.
المصدر: صحيفة التغيير