اخبار السودان

إعلان سياسِي جامِع وشامِل لكل القوي السياسِية والثورية

نضال عبدالوهاب

في ظل كُل الذي يتعرض له الشعب السُوداني من إبادة وتهجيّر ونزوح وموت يومي ، ومع إستمرار الحرب ووصول البلاد لمرحلة المجاعة وإنعدام الغذاء والدواء ، إضافة لكارثة السيول والأمطار والفيضانات التي هي أيضاً قتلت العشرات وهدّمت الآف المنازل ولاتزال المياه تُحاصر مناطق باكملها في الولاية الشمالية والشرقية للبلاد ، مع نزوح جديد حتي للذين نزحوا بسبب الحرب ، ومعلوم ما تُخلفه هذه الأمطار والسيول من إضرار بالبئية وأمراض وإنتشار للثعابين والعقارب في ظل إنعدام الأمصال والمستشفيات وإنقطاع للكُهرباء والخدمات ، في ظل أنهيار كامل لإقتصاد البلاد جراء آثار الحرب ، وعدم وجود أي عون خارجي وإغاثة حقيقية ، بسبب الحرب وتلكؤ المجتمع الدولي والإقليمي عن الدعم وبُطئ عمليات الإنقاذ والإغاثة ، كل هذه الأوضاع الكارثية تضع في عاتقنا جميعاً وكُل القوي السياسِية والثورية والديمُقراطية والفاعِلين التنادي وفوراً ووفق إرادة سياسِية ووطنية لإنقاذ البلاد من مصير قاتم وتُوقِف إبادة كُل الشعب السُوداني في كُل أجزائه ، وعليه نقترح مُسودة إعلان سياسِي جامع وشامل لكل تلك القوي السياسِية الوطنية وكافة الأجسام الفاعِلة يكون الأساس والمُنطلق لعمل جماعِي لها ومُشترك يُساهم في إنفاذ كُل أولويات المرحلة وعلي رأسها إيقاف الحرب ووقف إطلاق النار ، وتقديم العون والإغاثة لكل الشعب السُوداني المُتضرر بسبب كارثتي الحرب والسيول ووصول البلاد لحافة المجاعة الشاملة ، هذا الإعلان السياسِي أهمّ ملامحه خمسة بنود رئيسية وهي علي الترتيب:

١/الضغط علي طرفي الحرب للذهاب للمفاوضات باعجل فرصة لإيقاف الحرب ووقف إطلاق النار والتوصل لإتفاق واضح في كُل العمليات الفنية المُرتبطة به علي الأرض تحت إشراف محلي وإقليمي ودولي .

٢/الضغط المُباشر علي طرفي الحرب ، والتعاون مع المُجتمعين الإقليمي والدولي في الضغط أيضاً عليهما بالتوصل لإتفاق لوقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة وفتح الممرات الآمنة والدعم لكل المُتضررين من الشعب السُوداني .

٣/العمل المُشترك وتوحيد الجُهدين الداخلي والخارجي لكافة السُودانيّن بالداخل والمهاجر لتقديم الدعم العاجل والمُساهمة في إغاثة الشعب السُوداني من كارثتي الحرب والسيول .

٤/التمهيّد والعمل لعودة كافة المُهجرّين والنازحين بسبب الحرب لمناطقهم وبيوتهم بعد إنفاذ إتفاق وقف إطلاق النار وإشتراطاته ومراقبته وتأمين البلاد .

٥/التمهيّد لعملية سياسِية تأسيسية وحوار سُوداني شامل وداخلي بعد ضمّان وتنفيذ الأربع بنود الأولي أعلاه ، وعلي رأسها وقف دائم لإطلاق النار وتقديم العون والإغاثة .

هذا الإعلان السياسِي الجامِع هو السبيل لتوحيد كافة الجهود الداخلية والخارجية لوقف الحرب وإيقاف كارثة إبادة الشعب السُوداني بالحرب والجوع والمرض ، ووقف تشريده ومُعاناته ، وهو غير خاضع لأي مُزايدات أو محاولات لخلافات لامعني لها ولا تفيد بلادنا وشعوبنا فيه وهي تواجه هذا المصير الغير مسبوق والمرحلة الحرجة والعصيبة الحالية.

وهو إتفاق علي الحد الأدني الذي يُناسب هذه المرحلة ، ويمكن أن تبتدره كُل القوي السياسِية السُودانية لما لها من تاريخ مُشترك وتفاهمات حول كافة القضايا الوطنية علي مر تاريخها السياسِي الطويل منذ الإستقلال وحتي ثورة ديسمبر ومابعدها ، وفي كافة المحكات والأزمات ، وهنا نقترح أيضاً أن تتبناه أي مجموعة وطنية أو نقابية دون إنفراد أو إختطاف ، وبإرادة حقيقية للتعاون والعمل المُشترك لتحقيق أهداف الإعلان ، وكذلك هنالك تفاهمات سابقة لأحزاب وطنية كالأمة والشيوعي والبعث وحركتي الحلو وعبدالواحد ، يمكن أيضاً أن تتنادي لأجله وتدعوا الآخرين للتوقيع عليه والعمل به ، وأيضاً نفس الأمر ينطبق علي بقية الكتل والأحزاب سواء التي في تقدم أو الكتلة الديمُقراطية وغيرهم ، طالما الجامع هو أهداف إيقاف الحرب ووقف مُعاناة السُودانيين ومصالحهم وإنقاذ الوطن والبلاد.

نتمني صادقيّن أن يرتفع الجميّع لمستوي المسؤلية الوطنية لهذه المرحلة والعمل لصالح تحقيق مصلحة جميّع السُودانيّن في هذا التوقيت الحرج والمفصلي وبشكل فوري لايحتمل التأجيل والمُزايدات والمساومات.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *