كشفت مفوضية  الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن تفاصيل جديدة مروعة بخصوص الفظائع التي ارتكبت أثناء وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في السودان.

الخرطوم _ التغيير 

وردت هذه التفاصيل اليوم على لسان المتحدث باسم المفوضية في جنيف ونيروبي «عبر زووم» وقال :”تلقينا روايات مروعة عن إعدامات بإجراءات موجزة وقتل جماعي واغتصاب وهجمات على العاملين في المجال الإنساني ونهب واختطاف وتهجير قسري، منذ شنت قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا على المدينة في الثالث والعشرين من أكتوبر”.

و اوضح أنه وصلتهم في مكتب المفوضية شهادات من الهاربين من الفاشر والناجين من الرحلة المروعة إلى طويلة على بعد حوالي سبعين كيلومترًا، وتستغرق ما بين ثلاثة وأربعة أيام مشيًا على الأقدام، و أضاف “تلقينا مقاطع فيديو وصورًا صادمة تُظهر انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وانتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان، يصعب الحصول على معلومات مباشرة من داخل المدينة بسبب انقطاع الاتصالات والوضع الميداني الفوضوي”.

وقدّرت المفوضية عدد القتلى والجرحى من المدنيين العاجزين عن القتال خلال هجوم قوات الدعم السريع على المدينة ومخارجها، وكذلك في الأيام التي تلت الاستيلاء عليها، أنه قد يصل إلى المئات، وقال “تلقينا تقارير مقلقة عن مقتل مرضى وجرحى داخل مستشفى السعودي للولادة وفي مبانٍ مختلفة بحيي الدرجة الأولى والمطار، والتي استُخدمت مؤقتًا كمراكز طبية”.

و أكدت المفوضية أنه ورد إليها أيضاً أيضًا تقارير مقلقة عن عنف جنسي، حيث أفاد شركاء العمل الإنساني بتعرض ما لا يقل عن خمس وعشرين «25» امرأة للاغتصاب الجماعي عندما دخلت قوات الدعم السريع إلى ملجأ للنازحين بالقرب من جامعة الفاشر، و أكد شهود عيان أن عناصر قوات الدعم السريع انتقوا نساءً وفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، مما أجبر النازحين المتبقين والبالغ عددهم حوالي مئة «100» أسرة على مغادرة الموقع وسط إطلاق نار وترهيب للسكان المسنين، وقال “وثّق زملاؤنا مقتل عاملين في المجال الإنساني ومتطوعين محليين يدعمون المجتمعات الضعيفة في الفاشر، وقُتل ما لا يقل عن اثنين من المستجيبين المحليين للمساعدات الإنسانية داخل الفاشر في السابع والعشرين من أكتوبر، و سجلنا حتى التاسع والعشرين من أكتوبر ما لا يقل عن أربع «4» حوادث اعتداء على عاملين في المجال الإنساني ومتطوعين محليين، أكدنا احتجاز قوات الدعم السريع لثلاثة أطباء في الفاشر”.

تتوالى التقارير عن انتهاكات خطيرة كذلك في سياق استيلاء قوات الدعم السريع على بارا في شمال كردفان، بما في ذلك إعدام خمسة «5» متطوعين من الهلال الأحمر بإجراءات موجزة، و يُقدر عدد القتلى المدنيين في السادس والعشرين من أكتوبر أو حوالي ذلك، قُتل بعضهم أثناء الأعمال العدائية، بينما أُعدم آخرون بإجراءات موجزة بتهمة دعم القوات المسلحة السودانية، مونوهت إلى أنه من المرجح أن يكون عدد الضحايا أعلى من ذلك.

و أكدت المفوضية أنها تواصل رصد الوضع الخطير للغاية، و أشارت إلى أنه قد ترقى هذه التقارير الأخيرة عن انتهاكات خطيرة إلى جرائم عديدة بموجب القانون الدولي في الفاشر ومحيطها وفي بارا، وشددت على أنه يجب إجراء تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة وشاملة في جميع هذه الانتهاكات للقانون الدولي ومحاسبة المسؤولين عنها، ويجب ضمان حقوق الضحايا وأسرهم في معرفة الحقيقة والعدالة والتعويض.

وكرر فولكر تورك دعوته للدول ذات النفوذ على أطراف النزاع إلى التحرك بشكل عاجل لوضع حد للعنف، ووقف تدفق الأسلحة الذي يغذي الانتهاكات التي لا نزال نشهدها، وضمان حماية فعالة للمدنيين.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.