مرتضى الغالي
لن نترك الهراء المؤذي يمر علينا..فيكفي أنوف السودانيين مهدوري الدم ما تستنشقه من (ملوثات) بسبب هذه الحرب اللعينة..! ويكفي ما هم فيه من أهوال.. هذا هو عين الهراء الذي يصفه أولاد جون بأنه “براز ثور” ويقصدون بذلك الكلام الفارغ السمج المرذول الذي لا جدوى منه ولا معنى له ولا خير فيه..!

من نوع هذا الهراء ما صدر عن أمراه عريقة في (استوزارات الكيزان) اسمها “إشراقة سيد محمود”؛ جعلها الكيزان للمفارقة في أيامهم السوداء (وزيرة لتنمية الموارد البشرية).. من باب (هملة) السودان وتعاسة حظه، ثم (ركنوها على جنب)..ولم يرق لها هذا الاستيداع..فنهضت (بعد غفوة) وهرعت إلى سلطة بورتسودان لتؤكد طول باعها في تنمية الموارد البشرية بتأييد الحرب والانقلاب والتشريد والخراب والقتل الجُزافي…!

ولكن عودتها كانت عودة عرجاء…فحين أرادت أن تمتدح الكيزان (أصحاب قرار الاستوزار) وقعت في شر جهلها بفنون التمويه وأسلوب الحكيم..وكشفت عن مفارقة بلهاء تصف فيها كيزان السودان بأنهم طيبون وليسوا مثل (إخوان مصر)..!

وطبعا الاخونجية هم السوء نفسه (حيثما كانوا)..ولكن نحن في السودان لا يهمنا أمر إخوان مصر..فبلادهم أولى بتقييم درجة سوئهم..ولكن نريد أن نفهم ما هي طيبة كيزان السودان التي قالت عنهم هذه المرأة بالحرف: (نؤكد أنهم غير متطرّفين ولا إرهابيين)..!

من أين وصلت هذه المرأة لهذه القناعة..؟! وهل هناك آية من آيات النفاق أبلغ من هذا التوصيف الكاذب والشهادة (المضروبة)..؟!

نقدم هنا لهذه السيدة بعض النماذج التبسيطية فقط (ولن ندخل في الغريق) حول عدم تطرّف وإرهاب إخونجية السودان..! فكيزان السودان ليسوا متطرّفين ولا إرهابيين عندما أشعلوا الحرب الجهادية في الجنوب، وحرب الإبادة في دارفور.. ولا عندما أمطروا مواطني جبال النوبة والنيل الأزرق بالبراميل المتفجرة…ولا عندما نفّذوا مذابح الخرطوم وكجبار وبورتسودان ورمضان والعيلفون وميدان الاعتصام ..إلخ ودفنوا الناس أحياء…!

ولا عندما أفتي مفتيهم المقيم الآن في اسطنبول بجواز( بل وجوب) قتل ثلثي الشعب من اجل بقاء نظام (الشريعة المدغمسة)..!

حقيقة الأمر لقد سمعنا كثيراً عن جرائم إخوان مصر وغير مصر..لكن لم نسمع بأخونجية في السلطة يقيمون بيوت أشباح خارج ضبطية السجون لممارسة حفلات التعذيب واغتصاب الرجال والنساء..!

والحقيقة أننا لم نسمع حتى عن فرق الحشاشين والقاديانية والجهمية أنهم قاموا بتعيين (مُغتصبِين عموميين) بأجر ووظيفة و(بدلات)..! كما لم نسمع بأن أياً من سفاحي “كوزا نونسترا” وعوائل المافيا الدموية في صقلية..قام بدق مسمار في رأس إنسان آو ادخل قضيبا خشبياً في دبره..!

هذه السيدة ليست من الحزب الايطالي الفاشي ولا تنتمي (للرايخ الثالث)..إنما هي كما تقول: زعيمة في الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب الليبرالية والحُكم المدني ..!

هذا الصنف من البشر المُترفين الباحثين عن (ريع الوزارة) عند الانقلاب والكيزان وبين أشلاء المواطنين وعبر نكران الحقائق والتغطية على الجرائم بالتزييف الصفيق..هؤلاء عار على الوطن وعلى الإنسانية..!!

هل يا ترى فشلوا في إيجاد أي وسيلة شريفة لكسب العيش.. وعزّت عليهم تكلفة (الكسرة والمُلاح)…الله لا كسّبكم…!

 

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.