إسرائيل “تصدّق على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا”، ومقتل قيادي بحماس في الضفة الغربية المحتلة
إسرائيل “تصدّق على بقاء الجيش في محور فيلادلفيا”، ومقتل قيادي بحماس في الضفة الغربية المحتلة
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، وافق على بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الذي يمتد على طول الحدود بين مصر وغزة.
وأشارت إلى أن الخرائط التي تحدد بقاء الجيش في محور فيلادلفيا رسمها الجيش واعتمدتها الولايات المتحدة “كجزء من صفقة قادمة مع حركة حماس”.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين قولهم إن وزير الدفاع يوآف غالانت عارض قرار الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا كجزء من صفقة محتملة. وأبلغ المجلس الأمني المصغر أنه لا يوجد عائق أمني يحول دون الانسحاب من محور فيلادلفيا.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر إن سبب مأساة السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو عدم السيطرة على الممر، على حد تعبيره.
وأضاف أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول وقع بسبب تهريب كميات هائلة من الأسلحة إلى قطاع غزة عبر محور فيلادلفيا، مؤكداً أن هذا لن يتكرر.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وانتقد أهالي الرهائن القرار قائلين إن “نتنياهو لا يفوت أي فرصة للامتناع عن التوصل إلى صفقة تبادل مع حماس”.
على الصعيد الميداني، قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الغربية من مدينة غزة في وقت مبكر من يوم الجمعة.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر الجنوبي إن غارة إسرائيلية قتلت ثلاثة بالقرب من مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فيما قالت طواقم الدفاع المدني إنها انتشلت أربعة قتلى من منطقة السطر الغربي والقرارة بالمدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة انتهاء عمليات الفرقة 98 في منطقة دير البلح وخان يونس جنوب قطاع غزة.
وتتضمن هذه الفرقة عدداً من الألوية في قطاع غزة، منها قوات الكتيبة 77 والفرقة 98 واللواء 7 وحدة يهلوم وقوات المظليين.
وأشار الجيش في بيانه إلى أن العمليات استغرقت نحو شهر؛ حيث قامت بمناورة “فوق الأرض وتحتها” وقضت على 250 مسلحاً فلسطينياً، ودمرت ستة أنفاق يصل طولها إلى ستة كيلومترات.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، خريطة للمناطق التي يمكن للنازحين العودة إليها في خان يونس، بعد انتهاء ما وصفها بـ”أنشطة” الجيش الإسرائيلي في المنطقة.
ووجه أدرعي نداءً على إكس، بإمكان عودة السكان والنازحين إلى “البلوكات 36, 2356 وفي الجزء الشمالي لبلوك 89 وفي أحياء حمد والجلاء والقرارة”، مؤكداً أن تلك المناطق باتت “من الآن جزءاً من المنطقة الإنسانية”.
وفي شمال القطاع، قالت هيئة الدفاع المدني إن القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين أدى إلى مقتل اثنين يوم الجمعة.
,في السياق ذاته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك رايان، الجمعة، إن 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تقدم الخدمات جزئيا للمرضى والمصابين.
جاء ذلك في مناقشة عبر الإنترنت للوضع الصحي في قطاع غزة، حيث أكد رايان أن المستشفيات معرضة للخطر بسبب الأضرار المادية ونقص الوقود ومحدودية الإمدادات الطبية وقلة الموظفين.
وأفاد بأن منظمة الصحة العالمية وثقت 1098 هجوماً على خدمات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و22 أغسطس/آب 2024، “وقع 492 منها في غزة”، مضيفا أن “تلك الهجمات أسفرت عن 747 قتيلا و969 جريحا”.
وتواصل القوات الإسرائيلية الحرب في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 40.602 فلسطيني، وإصابة 93.855 آخرين.
استمرار العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة لليوم الثالث
وفي الضفة الغربية المحتلة، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل وسام خازم، القائد في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، موضحاً أن إحدى “طائراته ضربت خلية إرهابية” بالقرب من مدينة جنين في وقت مبكر من يوم الجمعة.
وأصدرت حركة حماس الجمعة بياناً نعت فيه من وصفته بـ”القائد القسامي” أيمن خازم في قصف جوي، عقب اشتباكه هو واثنين آخريْن من “المقاومين” مع “قوات المستعربين” في قرية الزبابدة شرقي جنين.
كما أعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، مقتل “ميسرة سليمان مشارقة” الذي وصفته بأحد أبرز قادتها الميدانيين في جنين، في العملية التي وصفتها بأنها عملية “اغتيال”.
وأضافت في بيان على تلغرام، أن “مشارقة” الذي كان “أسيراً محرراً”، كان برفقة وسام أيمن خازم من كتائب القسام، وعرفات محمد عامر من سرايا القدس.
وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مدينة جنين صباح الجمعة، فيما واصل الجيش الإسرائيلي لليوم الثالث عمليته الكبرى في المنطقة، التي تعد واحدة من أكبر الهجمات في الأراضي المحتلة منذ شهور.
وأعلنت كتائب القسام نجاح مقاتليها في محافظات جنين وطولكرم وطوباس في إيقاع القوات الإسرائيلية فيما وصفتها بـ”كمائن محكمة” وتكبيدها خسائر “فادحة ومحققة” في صفوف قواتها في شمال الضفة الغربية المحتلة، مضيفة أن التفاصيل سيُكشف عنها في الأيام المقبلة.
وقالت حركة حماس اليوم الجمعة، إن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية “فشلت” في طولكرم وطوباس وغيرها من المناطق، موضحة أن هذا “ألفشل” هو “النتيجة الحتمية” التي سيُمنى بها الجيش الإسرائيلي في جنين التي تستمر فيها العمليات العسكرية.
ودعت الحركة المجتمع الدولي إلى التحرك “لإيقاف تغول الاحتلال وسلوكه الإجرامي” بحسب البيان، كما دعت الجماهير و”المقاومة” في الضفة الغربية “لمزيد من المؤازرة والانتفاض لصد العدوان، وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال والمستوطنين، استكمالاً لصورة التلاحم البطولي في معركة طوفان الأقصى المباركة” بحسب نص البيان.
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار كبير، خاصة في طولكرم، التي وصف محافظها مصطفى طقاطقة الغارات بأنها “غير مسبوقة” و”إشارة خطيرة”.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن 45 فلسطينياً على الأقل اعتقلوا في الضفة الغربية منذ يوم الأربعاء. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه “تم اعتقال 10 مطلوبين”.
وانسحبت القوات الإسرائيلية من بلدات أخرى في الضفة الغربية في وقت متأخر من الخميس لكن القتال استمر حول جنين، التي جرفت القوات الإسرائيلية أحياء واسعة من المنطقة الشرقية منها بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
كما دمر الجيش الإسرائيلي الشوارع وخطوط الكهرباء والماء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة في جنين والمخيم لليوم الثالث، كما لا تزال خطوط الهاتف والإنترنت تعاني من قطع جزئي في بعض مناطق المخيم وأجزاء من المدينة.
وكانت وزارة الاتصالات قد أعلنت الخميس أن تلفاً أصاب خطوط الاتصالات في جنين بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي، مضيفة أنها تعمل على إصلاحها.
وقال المدير الطبي لمستشفى جنين الحكومي مصطفى حمارشة، إن كمية المياه التي كانت متوفرة في المستشفى نفدت، وهو ما استدعى الاستعانة بالدفاع المدني لنقل المياه إلى خزان المستشفى الاحتياطي.
وأضاف حمارشة لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أنه “مع استمرار حصار المستشفى ومدينة جنين وعدم تمكن الطواقم من إصلاح خطوط المياه، فإن كمية المياه المتوفرة في الخزان الاحتياطي لن تكفي، وسنحتاج للتزود بالمياه من جديد”.
وبدأت العملية الإسرائيلية التي أطلق عليها “عملية المخيمات الصيفية” في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، بمئات الجنود الإسرائيليين المدعومين بالمروحيات والطائرات المُسيرة وناقلات الجنود المدرعة التي داهمت مدن طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.
وأفاد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي بمقتل 19 فلسطينيا على الأقل منذ الأربعاء، وقالت جماعتا حماس والجهاد الإسلامي إن 13 على الأقل من القتلى كانوا من مقاتليهما.
ووصفت إسرائيل غاراتها على البلدات ومخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية بأنها عمليات “مكافحة للإرهاب”.
إدانات أممية ودولية
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق البالغ بشأن التطورات الأخيرة، محذراً في بيان مما وصفه بـ”التطورات الخطيرة” التي “تشعل الموقف المتفجر بالفعل في الضفة الغربية المحتلة ويزيد تقويض السلطة الفلسطينية”.
كما أدانت الأمم المتحدة بشدة تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي توعد بتنفيذ عمليات “إجلاء مؤقت” للفلسطينيين من مدينتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة: “هذه التصريحات لا تؤدي إلا إلى تصعيد الوضع السيئ للغاية”، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات التي تصدر عن مسؤولين يمكن أن تشجّع على انتهاكات حقوق الإنسان.
من جانبها، قالت المملكة المتحدة الجمعة إنها تشعر بقلق عميق إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في الضفة الغربية المحتلة، وحثتها على “ممارسة ضبط النفس” و”الالتزام بالقانون الدولي”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: “نحن ندرك حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية، لكننا نشعر بقلق عميق إزاء الأساليب التي تستخدمها إسرائيل والتقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية”.
كما انتقد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، العمل العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، قائلاً “إن هذا الأمر لا يساعد بالتأكيد على استعادة السلام، ويزيد من تعريض حل الدولتين للخطر، وهو ما نعرف جميعاً أنه مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.
حماس تتهم السلطة الفلسطينية بملاحقة عناصرها
من ناحية أخرى، اتهمت حركة حماس أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بملاحقة النشطاء المنتمين إلى “المقاومة” في نابلس بالضفة الغربية، منتقدة ما قالت إنه “حملة اعتقالات” ضدهم.
وفي بيان نشر على تليغرام في 29 أغسطس/آب، قالت الحركة إن الحملة تركزت في نابلس، واستهدفت “المقاومين والنشطاء والأسرى المحررين”، مستنكرة “حملات التشويه التي تهدف لاغتيالهم معنوياً عبر بث الإشاعات والتهم الملفقة بحقهم”.
كما اتهمت حماس أجهزة السلطة الفلسطينية بالإصرار على استمرار استهداف “النسيج المجتمعي الفلسطيني”، من خلال مواصلة الاعتقالات والملاحقات السياسية، التي وصفتها بـ “التماهي التام مع الاحتلال وعدوانه المتصاعد”.
وتصاعدت الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بدأت حرب إسرائيل مع مسلحي حماس في غزة قبل نحو 11 شهرًا.
وقُتل أكثر من 660 شخصا وفقا لإحصاءات فلسطينية، بعضهم على يد المستوطنين اليهود الذين نفذوا هجمات متكررة.
ووفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية، قُتل تسعة عشر إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية، أو خلال عمليات للجيش خلال الفترة نفسها.
المصدر: صحيفة الراكوبة