إسرائيل ترفض طرح حماس الأخير حول “الصفقة الشاملة”، ومليون فلسطيني يُتوقع نزوحهم من مدينة غزة
صدر الصورة، Getty Images
دفع القصف الإسرائيلي المزيد من الفلسطينيين إلى النزوح في مدينة غزة يوم الخميس، بينما تحدى آلاف السكان الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة وبقوا بين الأنقاض في مواجهة أحدث تقدم إسرائيلي، وفق وكالة رويترز للأنباء.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي، منذ 13 أغسطس/آب الماضي، عملية عسكرية برية داخل مدينة غزة، أسفرت عن قتل 1,100 شخص وإصابة 6,008 آخرين.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن 28 شخصاً على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية في القطاع يوم الخميس، معظمهم في مدينة غزة حيث تقدمت القوات الإسرائيلية عبر الضواحي الخارجية وأصبحت الآن على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة.
وشنت إسرائيل الهجوم على مدينة غزة في العاشر من أغسطس/ آب، في ما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها خطة لهزيمة مقاتلي حركة حماس بشكل نهائي في منطقة من القطاع خاضت فيها القوات الإسرائيلية أشد المعارك في المرحلة الأولى من الحرب.
وأثارت الحملة الإسرائيلية انتقادات دولية بسبب الأزمة الإنسانية الشديدة في القطاع، وتسببت في تعبير غير معتاد عن القلق داخل إسرائيل تضمن روايات عن وجود توتر بين بعض القادة العسكريين السياسيين بشأن استراتيجية الحرب.
تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة
الأكثر قراءة
الأكثر قراءة نهاية
ورفضت إسرائيل طرح حركة حماس الأخير المتضمن “صفقة شاملة” تنهي الحرب في غزة وتطلق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين.
صدر الصورة، Khames Alrefi/Anadolu via Getty Images
“52 قتيلاً و285 مصاباً يومياً في الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة”
وبحسب بيان المكتب الإعلامي الحكومي، فإن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة شملت قصفاً جوياً مكثفاً بأكثر من 70 غارة مباشرة نفذتها طائرات مقاتلة، إضافة إلى تفجير أكثر من 100 روبوت متفجر في مناطق مأهولة بالسكان، لا سيما داخل الأحياء السكنية في مدينة غزة والشمال، ما أدى إلى موجات تهجير قسري واسعة النطاق.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
وأشار البيان إلى أن متوسط عدد الضحايا اليومي خلال هذه الفترة بلغ أكثر من 52 قتيلاً و285 مصاباً، في ظل ما وصفه بـ”الانهيار الشامل في المنظومة الصحية”، نتيجة الاستهداف المتكرر للمرافق الطبية.
ودعا المكتب الإعلامي في ختام بيانه المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى “اتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجمات على المدنيين، والعمل على مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات أمام المحاكم الدولية المختصة”.
وفي تصريحات لبرنامج “يوميات الشرق الأوسط” المذاع عبر بي بي سي قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بخصوص استخدام الروبوتات المفخخة في الحرب:
“نحن لا نتحدث عن طرق عمل القوات العسكرية الإسرائيلية، لكن استطيع القول إننا نستخدم وسائل مختلفة منها المبتكر والنوعي والذي يستخدم لأول مرة من أجل الوصول إلى الهدف، والقضاء على إرهابيي حماس وللحفاظ على حياة الجنود الإسرائيليين وكذلك المدنيين.”
وأدت الحرب في قطاع غزة إلى مقتل 64,231 شخصاً، وإصابة 161,583 آخرين، منذ اندلاعها في 2023، وفق أحدث بيانات الوزارة المنشورة اليوم الخميس.
وأضيف للإحصائية التراكمية للقتلى401 شخص ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية المتابعة لملف التبليغات والمفقودين، وفق بيان الصحة.
وبحسب البيان ذاته، قُتل 17 شخصاً وأصيب 174 آخرين، خلال انتظار أو محاولات الوصول للمساعدات ليرتفع إجمالي من وصلوا للمستشفيات من قتلى المساعدات إلى 2,356 شخصاً، إلى جانب أكثر من 17 ألف إصابة.
فيما سجّلت الوزارة 3 وفيات جديدة نتيجة “المجاعة وسوء التغذية”، مما يرفع أعدادهم الإجمالية إلى 370 وفاة، من بينهم 131 طفلاً، بحسب وزارة صحة غزة.
نتنياهو: مناورة جديدة من حماس
وكانت حركة حماس قد أكدت في بيان، يوم أمس، استعدادها للتوصل إلى “صفقة شاملة” يُطلق بموجبها سراح “الرهائن” مقابل عدد متفق عليه من (المعتقلين والسجناء) الفلسطينيين في إطار اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وأضافت حماس “تجدد الحركة التأكيد على موافقتها لتشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزة كافة وتحمل مسؤولياتها فوراً في كل المجالات”.
وجاء بيان حماس بعد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحركة إلى إطلاق سراح كل “الرهائن الأحياء المتبقين” وعددهم 20.
وقال ترامب في منشور بمنصة تروث سوشيال: “أبلغوا حماس أن تعيد جميع الرهائن العشرين فوراً (وليس اثنين أو خمسة أو سبعة!)، والأمور ستتغير سريعاً. ستنتهي (الحرب)!”.
وانتقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ما أعلنته حماس.
وقال البيان “للأسف، هذه مناورة أخرى من حماس لا جديد فيها”.
وأضاف مكتب نتنياهو أن الحرب في غزة “لن تنتهي إلا بإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس وجعل قطاع غزة منزوع السلاح وفرض إسرائيل سيطرتها الأمنية عليه وتأسيس إدارة مدنية بديلة”.
توقع نزوح مليون فلسطيني
صدر الصورة، EPA
قال مسؤول رفيع في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنّ إسرائيل تتوقع أن “ينزح مليون شخص” من مدينة غزة نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطاراً زمنيا لذلك.
وأضاف المسؤول في الوحدة التابعة لوزارة الدفاع والذي تحدّث للصحافيين بشرط عدم كشف هويته “حتى الآن، غادر حوالى 70 ألف غزّي شمال القطاع”.
واضطرّت الحرب الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل “تسعى لتحديد منطقة إنسانية”، وسيعلن عنها رسمياً في الأيام المقبلة.
ومن المقرر أن تمتد هذه المنطقة من مجموعة من مخيمات اللاجئين في وسط غزة إلى منطقة المواصي الساحلية جنوباً كما ستمتد نحو الشرق، بحسب المسؤول.
وفي بداية الحرب، صنّفت إسرائيل المواصي “منطقة إنسانية”، لكن خيم النازحين فيها لم تسلم من القصف المتكرر للجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش الاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي يقطنها قرابة مليون شخص.
وبدأت إسرائيل هذا الأسبوع حشد قواتها بعدما استدعت عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
والأربعاء، أفاد بيان صادر عن الجيش بأنّ رئيس الأركان إيال زامير جال في القطاع وتفقّد الجنود في موقع يشرف على مدينة غزة، حيث قال “نكثّف عملياتنا على الجبهة الرئيسية”.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن أكثر من 76 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين من أنحاء مدينة غزة، حيث أُعلنت المجاعة.
المصدر: صحيفة الراكوبة