اخبار السودان

إختفاء الطماطم من الأسواق البريطانية و وفرة و تدني أسعارها بالسودان

 

يعاني البريطانيون نقصا شديداً في بعض الخضار هذه الأيام خاصة الطماطم، وفي مُفارقة يشهد السودان إنتاجاً كبير اً و تدنياً مريعاً في أسعار الطماطم ما أدى إلى خسائر فادحة  للمزراعين بعضهم معرض للسجن.

الخرطوم ــ محمد جادين

وخلال الموسم الزراعي الشتوي الحالي في السودان شهد محصول الطماطم  إنتاجاً كبيراً  و إكتفاء السوق المحلي في ظل عدم وجود سوق صادر للطماطم خارج البلاد عدا محاولات محدودة للقطاع الخاص.

و تضرر المزارعون من تدني الأسعار في كل ولايات السودان و أكد عدد منعم لـ «التغيير» أن تكلفة الترحيل تفوق قيمة المحصول في ظل تراجع سعر الكيلو إلى 200 جنيهاً و إلى أقل من 50 جنيهاً في مناطق الإنتاج، وأشاروا إلى أن “صفيحة الطماطم” في أسواق العاصمة تتفاوات ما بين «1000» جنيه إلى «2000» جنيه، و أن قيمة ترحيل شحنة الطماطم عبر عربات النقل تفوق قيمة المحصول ما دفع عدد كبير من المزراعين إلى ترك المحصول يتلف في المزراع تجنباً لخسائر مضاعفة بسبب تدني الأسعار و الارتفاع الكبير للترحيل لأسواق الإستهلاك.

نقص حاد في بريطانيا

وفي مفارقة لا يجد البريطانون هذه الأيام مكونات كثيرة ألفوا أن يشتروها لأجل تحضير سلطات معروفة، وسط جدل في البلاد حول الطرق الممكنة لمعالجة الأزمة التي يبدو أنها سائرة نحو التفاقم مستقبلا، وفي مفارقة

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن نقص الخضار لا يقتصر على الخس، بل يمتد أيضا إلى ثمار أخرى يجري تناولها بكثرة مثل الطماطم البندورة.

نقص الطماطم في الأسواق البريطانية

وتأثرت واردات بريطانيا من خضار كثيرة، بسبب تراجع المحاصيل في جنوب أوروبا ودول شمال إفريقيا، خلال الفترة الأخيرة بسبب ظروف الطقس.

وأمام هذا النقص، بادرت متاجر في بريطانيا إلى الإلزام بـ «حصة محددة» لكل زبون، مثل عدم تجاوز عدد معين من حبات البندورة.

وقامت متاجر مثل «موريسونز» و «تيسكو» بتقييد بيع خضار وثمار مثل الطماطم والخس والخيار.

وتداول مستخدمون لمنصات التواصل في بريطانيا، صورا لرفوف الفواكه والخضار وقد باتت فارغة، في مؤشر واضح على نقص التموين.

في غضون ذلك، نشر بريطانيون يعيشون في دول أوروبية، صورا لرفوف المتاجر وهي ممتلئة عن آخرها بالخضار والفواكه.

وألقى بعض مستخدمي المنصات، باللوم على قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، لأنه أربك التجارة مع باقي الدول المجاورة، فيما أدى لنقص في العمال.
من جانبه، عزا وزير الزراعة البريطاني، مارك سبينسر، هذا النقص إلى موجة الصقيع التي ضربت كلا من المغرب وإسبانيا في شهري نوفمبر وديسمبر، فأثرت على ثمار مستخدمة بشكل كبير في السلطة، في حين كان البلدان مصدرا مهما للاستيراد في هذه الفترة من السنة.

السوق السوداني

و يشهد السوق السوداني وفرة كبيرة في إنتاج الحضروات خاصة الطماطم التي لا تجد طريقها إلى الصادر بسبب العديد من مشاكل التسويق  والنقص الكبير في عدد المصانع بالداخل لتعليبها.

وطرح عدد من الخبراء الزراعيين مبادرات للإستفادة من وفرة المحصول وتعويض خسارة المزارعين.

وفي صفحة على «فيسبوك» بعنوان «خبراء السودان» طرح عبدالرؤوف محمد علي أبو أنس حلول مستقبلية للاستفادة من وفرة محصول الطماطم، وقال «تطرقنا فى منشور سابق لإشكالية غزارة الإنتاج فى موسم الطماطم وما يتعرض له المزارعين من خسائر فادحة، والأن نبين بعض الحلول العملية”.
ونوه إلى تجفيف الطماطم يأتى فى المقام الأول لمصلحة المزارع وصاحب المحصول خلال انخفاض السعر فى موسم الإنتاج، لآفتاً إلى أن الفكرة تتلخص فى القيام بعملية تجفيف الطماطم بخفض العصارة المائية وزيادة نسبة اللحم بها فى الشمس لمدة 7 أيام أو أكثر بعد تقطيعها نصفين وإضافة الملح.
وأوضح أنه خلال التجفيف يحدث تركيز للمادة الصلبة فقط وكل 10 كيلو طماطم طازجة تعطى كيلو واحد من الطماطم الجافة.
ونوه إلى أن درجة حرارة الجو المثالية للتجفيف من 2035 °م يجب أن تتوفر عند بدء تجفيف الثمار و أعتبر أن الحرارة فى السودان مرتفعة وملاءمة .
وقال يفضل توزيع بذور أو شتلات الطماطم الجيدة والمحسنة على الجمعيات الزراعية والمزارعين.

حلول مستقبلية

ونوه عبدالرؤوف محمد علي أبوأنس، أن الطماطم المجففة يتم توريدها للدول الأوروبية وأمريكا لأهميتها الكبرى لديهم حيث يستخدمونها فى الصلصة وتضاف للبيتزا، حيث يباع 1 كيلو طماطم جافة بـ «2» دولار تقريبا.
وقال حتى يكون المنتج منافس ومطابق للمواصفات يتعين العمل وفقاً لعدة خطوات على رأسها التعاون مع شركات متخصصة تتعاقد على تصدير الطماطم وفقا للمعايير التى تطلبها الدول المستوردة للطماطم المجففة، على أن يتم تحديد الكميات بمعرفة المنتجين أو الجمعيات الأهلية الزراعية، على أن تتم عمليات التصدير بالتعاون والتنسيق مع المصدرين.
ودعا لإنشاء محطة للقيام بعمليات تعبئة وفرز للصادرات الزراعية بالقرب من مناطق الإنتاج الكثيف، على أن تكون وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية المطلوبة للصادر، وأن تشرف المحطة على أعمال تصدير المنتج مثل الطماطم المجففة، و «المنتجات الزراعية الاخري وفقا للمعايير والمواصفات» بالتنسيق مع المصدرين.

شروط الصادر

وقال عبد الروؤف «هنالك من يعتقد ان جودة منتجاتنا الزراعية في السودان تكفى للمنافسة الخارجية وهذا غير صحيح».
ونوه إلى شروط الصادر أولها أن تكون مطابقة المنتج للمواصفات المطلوبة، و استخدام العبوات الجذابة من حيث الشكل، و التركيز على التسويق والإعلام، مع  إستمرارية المنتج فى الاسواق بالكميات و الجودة المطلوبة، بجانب العمل على خفض تكلفة الإنتاج وإيجاد حلول لمشاكل النقل من وإلى مناطق الإنتاج.
وقال عبد الرؤوف «من دون هذه المتطلبات فلا جدوي من المنتجات حتي وإن كانت من أجود الأصناف».
و أضاف «هنا تأتى أهمية تكامل الأدوار والعمل على خلق شراكات ذكية بين المزارعين وشركات الإنتاج الزراعى ومصانع التعبئة والتغليف والمصدرين وشركات النقل خاصة المبردات وشركات التسويق والإعلان» لآفتاً إلى أن هذا التنسيق والتعاون يساهم بفاعلية فى إضفاء قيمة مضافة لمنتجات السودان الزراعية والحيوانية للوصول للأسواق العالمية وفتح أسواق جديدة.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *