اخبار السودان

أنشأها الدعم السريع..«الإدارة المدنية» ..فرص النجاح والفشل؟

توقع خبير إداري فشل تشكيل الإدارة المدنية في ظل عدم وجود هيكل تنظيمي للخدمة المدنية بالولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع

التغيير: الخرطوم 

ما زالت ردود الأفعال تتوالى بخصوص الإدارة المدنية التي عينتها قوات الدعم السريع في بعض مناطق سيطرتها في كل من ولايتي غرب وجنوب دارفور برئاسة الزين أحمد الحاج وولاية الجزيرة برئاسة صديق عثمان.

وفي الخامس والعشرين من مايو الماضي، أعلن رئيس الإدارة المدنية بولاية الجزيرة صديق عثمان، عن تشكيل هياكل السلطة المدنية التي تتولى إدارة الولاية في ستة محليات تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع.

وكشف عثمان عن تعيين مصطفى ضيف الله أمينا عاما للحكومة، وعثمان محمود وزيرا للمالية وهديل كمال وزيرة للصحة وإجلال حامد للإعلام.

وفي 28 مايو الماضي، أنشئت الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور عن طريق الدعم السريع، وعُين الزين أحمد محمد رئيساً لها بعد سلسلة لقاءات أجرتها اللجنة المكونة من قبل قوات الدعم السريع، والتي تضم حوالي 70 عضوا.

وعززت الخطوة مخاوف الكثيرين في السودان من تقاسم الجيش و«الدعم السريع» السلطة المدنية والعسكرية في البلاد، وتحويلها إلى مناطق نفوذ، يحكمها أحد طرفي النزاع، في سيناريو شبيه ببعض الدول في المنطقة.

ووصف القيادي بحركة العدل والمساواة سليمان صندل، تشكيل هياكل الإدارة المدنية بالخطوة الشجاعة لتأسيس حكم الشعب، وقال إنها تضع لبنات النظام الفيدرالي المدني المنشود.

وأشار إلى أن الولاية في حوجة ماسة لإدارة مدنية، لكي تنهض بكافة المسؤوليات المدنية، والخدمات الضرورية من صحة وتعليم، وتوفير الطعام وفوق هذا وذاك توفير الأمن.

فيما توقع عضو مجلس السيادة المقال الهادي إدريس أن يعلن الدعم السريع تشكيل حكومات وتعيين إدارات في مناطق سيطرته.

وقال إدريس خلال حوار صحفي مع (سودان تايمز) إن سياسات حكومة “الأمر الواقع” في بورتسودان ستقسم البلاد.

وأشار إلى أن عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو يمكن أن يعلنا نفس الخطوة وبالتالي نجد أنفسنا مقسمين.

وتابع: لذلك سبق واقترحنا قيام إدارة أهلية شعبية في الفاشر بخروج الجيش والدعم السريع من المدنية والإبقاء علي الحركات المسلحة بالمدينة، لكنهم رفضوا المقترح، وخرجوا من الحياد، وشاركوا في القتال مع الجيش.

نماذج

من جانبها، أكدت قيادة قوات الدعم السريع أن الإدارة التي تم تعيينها خاصة في الجزيرة حققت بعض النجاحات بقيادة اللواء عبد الله حسين آدم الذي ساهم في علاج أعطال ضخ مياه أحياء مدينة ود مدني بعد انقطاع طويل.

كما أكدت أن إدارة الدعم السريع بأنها نجحت في إعادة تشغيل المستشفى السوداني البريطاني بمدني وتعاقدت مع أفضل الكوادر الطبية خدمة للمجتمع.

وكشفت هيئة الإسناد المدني لقوات الدعم السريع بجنوب دارفور عن إعادة تشغيل محطة برام للمياه وافتتاح مكاتب بمحلية قريضة.

فشل الإدارة المدنية

وتوقع الخبير الإداري يحي الصديق فشل تشكيل الإدارة المدنية في ظل عدم وجود هيكل تنظيمي للخدمة المدنية بالولايات التي يسيطر عليها الدعم السريع.

وقال الصديق في تغريدة علي صفحته بالفيسبوك قدمت لي الدعوة إلى المشاركة في الإدارة المدنية، لكنني اعتذرت عن العمل لقناعتي بأنها تجربة فاشلة وولدت ميتة.

ولفت إلى أن الظروف والأحداث تجاوزت فكرة الإدارة المدنية إما أن يتم تشكيل حكومات ولائية قادرة على دفع مرتبات الموظفين وإعادة الخدمة المدنية في دارفور وكردفان، أو التعامل مع أمر واقع أكثر تعقيدًا يكتسب فيه الجيش شرعية جديدة من خلال دفع مرتبات الخدمة المدنية في أي ولاية تشكلت فيها إدارة مدنية.

ورأى الأكاديمي والأستاذ بالجامعات السودان ياسر سالم، أن القصد من الإدارة المدنية لقوات الدعم السريع هو توصيل رسالة للعالم بأنه قادر علي إدارة العمل المدني والعسكري في آن واحد؛ وبالتالي الضغط علي الجيش في أي مفاوضات قادمة.

وأوضح سالم أن أي جهاز تنفيذي لن يستطيع أداء مهامه وسط المدنيين في حالة الحرب، سواء كان مكلفاً من الجيش أو الدعم السريع.

وأضاف: بدون الخوض في التفاصيل حول الخدمات التي يجب أن تقدم للمواطنين من الطبيعي أن تفشل الإدارة المدنية التي عينتها قوات الدعم السريع في الجزيرة وجنوب وغرب دارفور لجهة أن فرص النجاح ضئيلة، ولكن يمكن أن نبني قياسا علي التجربة كيفية إقامة حكم فيدرالي بالولايات عقب الحرب.

ولفت إلى أن القضية ليست تعيين قيادي بحزب كبير أو أكاديمي مؤهل.واعتبر أن الإدارة ترتبط بالوضع العام للبلاد.

وأكد أنه مع استمرار الحرب، فإن التوقيت ليس مناسباً لقيام تجربة نظام مدني أو ديمقراطي ناجح

ورهن الأكاديمي والأستاذ بالجامعات السودان ياسر سالم، قيام الانظمة والأجهزة التنفيذية بتوفر الأمن.

وتساءل قائلاً: الجانب الآخر والمهم هل المواطن يثق في الدعم السريع والجيش بعد الانتهاكات التي ارتكبها الطرفان منذ بدء الحرب؟

وتابع: أرى أن الحل يتمثل في إيقاف هذه الحرب التي دمرت السودان؛ ومن ثم الترتيب لكيفية إدارة وحكم البلاد بطرق حديثة وعلمية بعيداً عن الكيد السياسي والرصاص.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *