(الأمباز) وهو بقايا الحبوب الزيتية بعد عصرها ويستخدم عادة كعلف للحيوانات، بلغ سعر الجوال في أسواق الفاشر يوم الأربعاء نحو «90» ألف جنيه سوداني مما زاد من صعوبة الحصول عليه حتى للاستخدام البشري في ظل شح الخيارات المتاحة.

الفاشر: التغيير

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عددا من النساء في مدينة الفاشر وهن يعانين أوضاعاً إنسانية قاسية برفقة أطفالهن وسط استمرار الحصار والاشتباكات المسلحة في المدينة.

وتعيش الفاشر منذ أشهر ظروفاً إنسانية متدهورة نتيجة للمعارك المتواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تواصل فرض حصار خانق على المدينة ما أدى إلى شح كبير في المواد الغذائية وتفاقم معاناة السكان.

وفي الفيديو المتداول عبرت النساء عن قلقهن من تزايد حالات الإسهال بين الأطفال بسبب اعتمادهم على علف الماشية (الأمباز) كمصدر غذاء رئيسي بعد نفاد معظم المواد الأساسية.

وأضافت إحدى النساء لا يوجد طعام حتى (الأمباز) لم يعد متاحا فأطفالنا صغار ولا يستطيعون تحمل الجوع.

وتزامن ذلك مع ارتفاع جديد في أسعار (الأمباز) وهو بقايا الحبوب الزيتية بعد عصرها ويستخدم عادة كعلف للحيوانات حيث بلغ سعر الجوال في أسواق الفاشر يوم الأربعاء نحو «90» ألف جنيه سوداني مما زاد من صعوبة الحصول عليه حتى للاستخدام البشري في ظل شح الخيارات المتاحة.

‎تأتي هذه التطورات في سياق الحرب المستمرة في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي امتدت إلى ولايات دارفور، حيث تشهد مدينة الفاشر منذ منتصف 2024 حصارًا خانقًا واشتباكات عنيفة، أدت إلى شلل شبه كامل في الخدمات الإنسانية والطبية.

‎ورغم المناشدات الأممية المتكررة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية، لا تزال المدينة تتعرض للقصف، ما أدى إلى نزوح الآلاف وانهيار شبه تام للقطاع الصحي. وتعتبر الفاشر آخر حواضر دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، ما جعلها ساحةً لمعارك شرسة، وهدفًا متكررًا لهجمات قوات الدعم السريع.

‎ويحذر المراقبون من أن استمرار الحصار وغياب الإمدادات الإنسانية يهددان بتحول الوضع في الفاشر إلى مجاعة واسعة النطاق، على غرار المجاعات التي ضربت مناطق أخرى من السودان في فترات سابقة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.