أشار إلى أن الفاشر كانت تخضع لحصار امتد لأكثر من 500 يوم، عجزت خلاله الأمم المتحدة عن إدخال قوافل الإغاثة بسبب تدهور الوضع الأمني..

التغيير: الخرطوم

قال الناطق باسم نقابة أطباء السودان، الدكتور سيد محمد عبد الله، إن الأوضاع الإنسانية في البلاد بلغت مستوى «يفطر القلب»، مع تجاوز عدد المحتاجين للمساعدات نصف السكان، واستمرار الحرب التي خلّفت أكثر من 150 ألف قتيل منذ اندلاعها قبل أكثر من عامين ونصف.

وأوضح عبد الله، في تصريح لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن الأوضاع الصحية والإنسانية تدهورت بشكل غير مسبوق في مناطق النزاع، خصوصاً في مدينة الفاشر، التي شهدت مجزرة واسعة قُتل خلالها أكثر من ألفي شخص عقب سيطرة قوات الدعم السريع، ما أدى إلى توقف المستشفى الوحيد بالمدينة عن العمل بالكامل.

وأضاف أن مدينة بارا بولاية شمال كردفان شهدت بدورها أعمال قتل استهدفت مدنيين عُزّل، بينما لا يزال عدد كبير من الأهالي في عداد المفقودين.

وأشار إلى أن الفاشر كانت تخضع لحصار امتد لأكثر من 500 يوم، عجزت خلاله الأمم المتحدة عن إدخال قوافل الإغاثة بسبب تدهور الوضع الأمني، مضيفاً أن السكان اضطروا إلى تناول علف الحيوانات لمواجهة الجوع الحاد، فيما يعاني معظمهم من سوء تغذية حاد وظروف صحية متدهورة.

وأكد أن آلاف المدنيين اضطروا إلى السير لمسافات طويلة تجاوزت خمسين كيلومتراً بحثاً عن الأمان والغذاء، بعد أن فقدوا ذويهم وشهدوا مشاهد مروّعة من القتل والانتهاكات الجنسية.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، يعيش أكثر من نصف السكان في أوضاع إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بالكارثية. ووفق تقارير رسمية، تجاوز عدد القتلى مئة وخمسين ألفاً، فيما نزح أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، لتصبح أزمة النزوح الأكبر في العالم حالياً.
وتعاني مناطق النزاع، خصوصاً في دارفور وكردفان والخرطوم، من انهيار شبه تام للخدمات الصحية والتعليمية، وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية. كما أعلنت الأمم المتحدة في أكتوبر 2025 أن مدينتي الفاشر وكادوقلي دخلتا مرحلة المجاعة المؤكدة، في ظل صعوبة وصول المساعدات وغياب أي هدنة إنسانية فعّالة.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.