أكاذيب “القوة المشتركة” وخيانة منّي أركو مناوي : من دماء معسكرات دارفور إلى صفقة الإسلاميين

حسن عبد الرضي الشيخ
في مشهد سياسي مأزوم، يتصاعد صوت الكذب والتضليل من أفواه قادة “القوة المشتركة”، التي يفترض أنها تمثل سكان دارفور، لكنها في الواقع لا تمثل سوى مصالحها الضيقة وتحالفاتها المشبوهة. في قلب هذه التراجيديا السياسية يقف مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، متخفياً وراء شعارات زائفة، واتهامات باطلة، في محاولة لتبرئة نفسه من الكارثة التي يعيشها الإقليم.
الكذبة الكبرى : “الحرية والتغيير أكثر فساداً من الإسلاميين”
لا يحتاج المرء إلى كثير من الذكاء ليكتشف أن هذا التصريح ليس فقط مفرغاً من المنطق، بل هو شهادة على فشل مناوي السياسي وفقدانه لأي بوصلة أخلاقية. فهل كانت الحرية والتغيير من بدأ الحرب الراهنة؟ وهل نهبت الحرية والتغيير أموال الدولة كما فعل الإسلاميون؟ وهل لعقت الحرية والتغيير “بوت العسكر” كما تفعل أنت يا مني وحلفاؤك؟ هذا القول ليس رأياً، بل جريمة في حق الحقيقة والتاريخ، ومحاولة لإعادة تدوير الفساد الإسلامي بثوب جديد.
أكذوبة “النجدة الدولية” والمأساة الإنسانية المفتعلة
ينادي مناوي ومصطفى طمبور وجبريل إبراهيم المجتمع الدولي لإنقاذ النازحين في معسكرات زمزم وأبو شوك، وكأنهم ليسوا المسؤولين المباشرين عن مآسي هذه المعسكرات منذ عشرين عاماً. كيف يطلبون العون الآن، بينما كانوا عاجزين عن حماية المدنيين أو إيصال أي نوع من الإغاثة لهم؟ بل كيف يتحدثون عن المأساة وهم من حوّل المعسكرات إلى ثكنات عسكرية، واستخدموا أهلها دروعاً بشرية في معاركهم المأجورة؟ .
المتاجرة بالقضية : دارفور ضحية الحركات المسلحة
لم تستفد دارفور شيئاً من هذه الحركات سوى الخذلان والانقسام. فالمواطن الدارفوري لم يفوض هؤلاء، ولم يستشرهم، ولم يجد منهم حماية. كل ما فعله مناوي وطمبور وجبريل هو ركوب قطار النضال لتحقيق مكاسب مالية وسياسية، وتقديم أنفسهم كأبطال زائفين في أسواق التفاوض، بينما تُهدر دماء الأبرياء ويُقتل الأطفال في الفاشر وزمزم.
خيبة النصر : من يقاتل من؟ ولماذا؟
الحقيقة المرّة أن هؤلاء القادة لا يريدون نصراً، لأن النصر في دارفور لن يعود عليهم بشيء، بل سيذهب إلى الإسلاميين الذين دفعوا لهم ثمن الخيانة مقدماً. لذا، يصرّون على استمرار الحرب، لأنها مصدرهم الوحيد للتفاوض والضغط. وكلما سقط شهيد، ازدادوا ابتهاجاً لأن الكارثة هي البضاعة الوحيدة التي يملكونها.
فضيحة الهادي إدريس : الشاهد من أهلها
في تصريحات نارية، كشف عضو مجلس السيادة الهادي إدريس لـ”الجزيرة مباشر” ما كان معروفاً في الشارع لكنه أخفي عمداً:
لا توجد قوات لقوى الكفاح المسلح في الفاشر.
القوات المشتركة تستخدم النازحين كدروع بشرية.
مناوي مسؤول عن إبادة جماعية بين ٢٠٠٦ ٢٠١٠.
تفاوض مع الدعم السريع في أديس أبابا وباريس لتحقيق مكاسب شخصية.
أجلي من الخرطوم بواسطة الدعم السريع.
أليست هذه الشهادات كافية لفضح حجم الكذب والتآمر الذي يمارسه مناوي؟ كيف يمكن لرجل تورط في الإبادة الجماعية أن يزعم تمثيل أهل دارفور؟ وكيف لمجرم حرب أن يطلب من الشباب “تحرير الفاشر” وهو لا يملك أي مشروع سوى إعادة الإسلاميين إلى السلطة؟ .
الخاتمة : عندما تصبح دارفور سلعة
يقول المثل السوداني : “الخيل تجقلب والشكر لحماد”، وها هو مناوي يتراقص على جثث الضحايا ليمنح الشكر لسادته في بورتسودان. لقد فقد كل شيء: كرامته، جيشه، مكانته السياسية، احترام المجتمع، وثقة إنسان دارفور، حتى الذين اشتروه بالأمس باتوا يسخرون من رخص ثمنه.
ودعني أذكّرك يا مني : “البباري الجداد بوديه الكوشة”. والآن، وأنت تمضي نحو الكوشة بقيادة الكيزان، اعلم أن خسارتك الكبرى لم تكن السلطة، بل نفسك.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة