أقبل رمضان أعظم شهور العام

ظِلَال القمــــــر
عبدالرحمن محمـــد فضــل
يُعتبر شهر رمضان من أعظم الشهور في التقويم الإسلامي، حيث يحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم فهو شهر الصيام والعبادة، ويجمع بين الجوانب الروحانية والاجتماعية، مما يجعله فترة متميزة تعكس القيم الإسلامية السامية، فنجد ان رمضان يتميز بأجوائه الروحانية التي تدفع المسلمين إلى التقرب من الله عبر الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والصدقات، فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتطهير النفس، وتعزيز الصبر، وتقوية الإرادة، كما أن صلاة التراويح تضفي طابعًا خاصًا على الشهر، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين في مشهد يعكس وحدة القلوب و الأمة الإسلامية، وايضا يكون التكافل الاجتماعي في رمضان مشهودا ومحسوسا وملموسا حيث يُعرف رمضان بأنه شهر العطاء والتكافل، وتزداد فيه مظاهر التعاون والمساعدة بين أفراد المجتمع تنتشر موائد الرحمن في الشوارع، وتتكاثر المبادرات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين كما يحرص الكثيرون على إخراج الزكاة والصدقات، مما يعزز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية ويقوي أواصر المحبة بين الناس وهنالك بعض العادات والتقاليد المرتبطة بشهر رمضان حيث يحتفظ كل بلد بعاداته وتقاليده الخاصة بشهر رمضان، من الأطباق التقليدية التي تزين موائد الإفطار والسحور، إلى الفوانيس والزينة التي تملا الشوارع والطرقات كما أن المسحراتي، الذي يوقظ الناس لتناول السحور، لا يزال جزءًا من التراث الرمضاني في العديد من الدول العربية التي رسمت لها حدود جغرافية من قبل الغرب عبر مايسمي “بسايس بيكو” واليوم بعضها يعيش في حالة من الحروب والتشتت والانقسام مثل الصومال والسودان وليبيا والاخر يعاني من الإحتلال والاعتداء مثل سوريا ولبنان والعراق وفلسطين وهاهو يعود رمضان ومازال السودان في حالة من الشتات والالم والانين والتفرق والتمزق بفعل ايدي اثمة لاتريد خيرا ولا امنا للسودان لقد كان لرمضان تميز واختلاف عن سائر الشهور وتفوح روائح تحضيرات العصير الرمضاني الشعبي الشهير “الحلو مر” وغيرها من الطقوس الرمضانية والمائدة السودانية المتميزة في رمضان وتحلق الجيران في الافطار امام منازلهم مجتمعين مع بعضهم البعض ويدعون كل مار بالطريق للافطار، رمضان حزين كسابقه الماضي وهاهو الحز يكتسي رمضان لهذا العام ايضا في السودان وتلك الاماكن التي كان يجلس فيها الجيران اصبحت خاوية حزينة كئيبة وبعضها اصبح قبورا دفن فيها بعض سكان تلك الدور، لقد عاد رمضان والحزن يكتسي السودان ورائحة الدخان والبارود والموت والدماء تفوح وتملأ المكان والزمان، ولم يعد عبق ورائحة وطعم “القمر الدين، والابري، والحلو مر، والتمر والتين المجفف والزبيب وعصير الجوافة والمانجو والبرتقال والليمون والفيمتو لم يعد هؤلاء يعطرون المكان بطعمهم ولا روائحم الذكية كما في السابق، ورغم ان لرمضان رونق خاص بعد صلاة التراويح خصوصا مع تطور العصر ، لقد كان لرمضان طابع مختلف من حيث التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الامسيات ، حيث يشارك الناس تجاربهم الرمضانية، ويتبادلون التهاني والنصائح حول التغذية والصحة والونسة وتبادل التهاني وتقديم الدعوات للافطار لقد انقطع هذا التواصل الحميم نتيجة للمعاناة وظروف الحرب وصعوبة الانترنت والكهرباء اضافة الي الظروف الاقتصادية الضاغطة وتفرق الناس بين جريح وشهيد واسير اوبين نازح او لاجي ومع ذلك، يظل الجوهر الروحي والإنساني للشهر الفضيل ثابتًا في القلوب والانفس، مما يجعله فرصة سنوية لتجديد الإيمان وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية حتي ولو عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم شح الانترنت والكهرباء، والحقيقة الراسخة يبقى رمضان أكثر من مجرد شهر للصيام، فهو مناسبة لتجديد الروح، والتواصل مع الآخرين، وتقدير النعم ومع انتهاء الشهر، يودعه المسلمون بفرحة العيد، حاملين معهم دروسًا مستفادة من الصبر، والعطاء، والتقوى، ليواصلوا مسيرة حياتهم بروح جديدة وأمل متجدد، ونسال الله قبل ان يعود رمضان المقبل وقبل ان يقف الحجيج بجبل عرفات لهذا العام ان يكون قد عاد الامن والامان والسلم والسلام لوطنا العزيز الغالي السودان علي قلوبنا ويظل موحدا قويا عزيزا، كما نسأله الامن والامان والسلم والسلام لاخواننا في غزة والضفة الغربية وكل ارض فلسطين والامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها، والانسانية جمعاء.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة