اخبار السودان

أعمال تكسير في حجارة الهرم الأكبر تثير ردود فعل غاضبة لدى المصريين ووزارة السياحة والآثار ترد

أعمال تكسير في حجارة الهرم الأكبر تثير ردود فعل غاضبة لدى المصريين ووزارة السياحة والآثار ترد

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، الهرم الأكبر في مصر أحد عجائب الدنيا السبع القديمة والتي مازالت موجودة حتى الآن

حالة من الجدل الشديد والغضب اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، بعد تداول مقطع مصور يظهر بعض العمال يقومون بأعمال تكسير في أحد حجارة الهرم الأكبر في الجيزة.

بعد ساعات من رواج هذا المقطع، أصدرت السلطات المصرية، بياناً نفت خلاله المساس بجسم الهرم، أو أحجاره الأثرية.

وبررت وزارة السياحة والآثار المصرية هذه الأعمال بأنها لتركيب منظومة إضاءة جديدة ضمن أعمال تطوير هضبة الأهرامات، مؤكدة أن تلك الأعمال طالت مواد بناء حديثة غير أثرية تم وضعها منذ عقود لتغطية شبكة إنارة الهرم دون المساس بجسم الهرم أو أحجاره الأصلية.

وأكدت الوزارة على التزامها الكامل بحماية وصيانة التراث الأثري والحضاري لمصر، كما دعت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة قبل تداول أي معلومات غير صحيحة قد تؤدي إلى إثارة البلبلة والرأي العام، بحسب البيان الذي صدر عن الوزارة.

أهمل Facebook مشاركة

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية Facebook مشاركة

تهكم ومطالب بالمحاسبة

يقول بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إن ما بدا أنه تكسير حجر تاريخي من هرم “خوفو” دون وجود مشرفين من هيئة الآثار المصرية يعد “كارثة”.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

واتهم كثيرون المسؤول عن الواقعة بالفشل، وأكد المستخدمون أن الأهرامات “خط أحمر” باعتبارها رمزاً للحضارة المصرية، وطالب كثيرون بمحاسبة المسؤولين عما وصفوه بالـ”الجريمة”.

وقدم آخرون بلاغاً مفتوحاً إلى من يهمه الأمر.

أهمل Twitter مشاركة, 1

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية Twitter مشاركة, 1

فيما رأى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن ما تم تداوله بشأن تكسير حجارة الهرم ما هو إلا محاولة للفت الانتباه، وأن ما حدث أمر عادي جداً ويحدث كثيراً في المناطق الأثرية المفتوحة بغرض تهيئتها للزيارة والعرض المتحفي وغيرها.

أهمل Twitter مشاركة, 2

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية Twitter مشاركة, 2

وفيما أشار البعض بأصابع الاتهام إلى وقوف إحدى الشركات الخاصة خلف هذا المقطع، علق الملياردير المصري ورجل الأعمال نجيب ساويرس على الواقعة، ونفى أن تكون الشركة الخاصة به هي المسؤولة عن أعمال التكسير في الهرم، وأعاد نشر بيان وزارة السياحة والآثار بشأن أعمال صيانة شبكة الإضاءة في هضبة الأهرامات.

وكانت شركة رجل الأعمال نجيب ساويرس وقعت عقداً قبل سنوات مع المجلس الأعلى للآثار للانتفاع بمنطقة الزيارة بهضبة أهرامات الجيزة، بهدف تقديم خدمات للزائرين لهذه المنطقة.

أهمل Twitter مشاركة, 3

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية Twitter مشاركة, 3

ونقلت وسائل إعلام مصرية محلية عن مصدر مسؤول بوزارة السياحة والآثار، أن وزير السياحة والآثار شريف فتحي أحال عدداً من المسؤولين المتسببين بالأمر في منطقة أهرامات الجيزة الأثرية للتحقيق.

وأوضح المسؤول المصري أن هذا الإجراء اتخذ بسبب غياب الإشراف أثناء الأعمال التي ظهرت في مقطع الفيديو المتداول حول أحجار الهرم الأكبر.

لماذا يعتمد الهرم على الأسلاك الكهربائية للإنارة؟

تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة

يستحق الانتباه

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

الحلقات

يستحق الانتباه نهاية

في حديثه لبي بي سي نيوز عربي، يقول مجدي شاكر كبير مسؤولي الآثار المصري بوزارة الآثار المصرية إنه لا توجد وسيلة لإضاءة المنطقة من دون استخدام الكابلات، لأن الكهرباء لا تنتقل مثلاً عبر أنظمة “الواي فاي” اللاسلكية، حتى لو لجأت الوزارة إلى الطاقة الشمسية والتي تحتاج أيضاً إلى أسلاك وكابلات لنقلها إلى وحدات الإضاءة.

ويقول مجدي إن أي مكان أثري مفتوح للزيارة تتم فيه أعمال ترميم أو إصلاح أو صيانة يجب أن يتبع مجموعة من الضوابط التي لم تكن موجودة في واقعة الهرم الأخيرة، وأولها هو وجود مفتش أثار إلى جانب خبير ترميم لمتابعة هذه الأعمال، وثانياً أن هذه الأعمال يجب أن تتم قبل أو بعد فتح المنطقة الأثرية للزيارة مع وجود لافتة تظهر ما يتم من أعمال صيانة أو إصلاح وتحديد الجهة المسؤولة عنها.

ويؤكد مجدي شاكر أن منطقة الأهرامات هي منطقة مسجلة من قبل هيئة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة ضمن التراث الإنساني العالمي منذ العام 1979، ولا يحق للحكومة المصرية عمل أي إصلاحات أو ترميمات أو أي إجراءات تخص الحرم الأثري دون الرجوع لليونيسكو وأخذ موافقتها، وهو ما يتم بصورة دورية في هذا الإطار.

هضبة الأهرام المصرية في الجيزة، ويظهر فيها أبو الهول ومسار الزيارة الذي تم تطويره وفق خطة التطوير التي تنفذها الحكومة بالتعاون مع القطاع الخاص وبعض الشركات العالمية

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، مشروع تطوير هضبة الأهرامات

مشروع تطوير هضبة الأهرام

وتنفذ الحكومة المصرية منذ عام 2014 مشروعاً لتطوير هضبة الأهرامات بمشاركة بعض الشركات المصرية والعالمية، بهدف تطوير مسار الزيارة داخل هضبة الأهرامات وتنظيم حركة دخول المركبات وإقامة مركز للزوار، مع توفير الخدمات الأساسية للسياح من حمامات وأماكن للترفيه وتناول الأطعمة والمشروبات، مع إعطاء تراخيص للعاملين المحليين من أصحاب الدواب وعربات الخيول المستخدمة في التنزه والتي يستخدمها السياح من رواد المكان، وتوفير اللافتات والعلامات الإرشادية لمساعدة الزائرين وتوفير المعلومات التاريخية حول المكان.

وتنفذ إحدى الشركات المصرية الخاصة مشروع تطوير لعروض الصوت والضوء في منطقة الأهرمات، حيث تعمل على تعديل نظام الإضاءة وإحلال أجهزة العرض القديمة بأخرى حديثة.

وانطلق العرض الأول للصوت والضوء في منطقة أهرامات الجيزة، يوم 13 نيسان/ أبريل عام 1962 بحضور الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، بعد ذلك بدأ بالتتابع تنفيذ المشروع في العديد من المناطق الاثرية على مستوى جمهورية مصر العربية، حيث تم افتتاح العرض في معبد الكرنك عام 1072 ، بعد ذلك تم افتتاحه في جزيرة فيلة عام 1985 في أصوان جنوبي مصر.

محاولات سابقة للتدمير

يقول خبير الآثار المصري المعروف زاهي حواس في كتابه “معجزة الهرم الأكبر” إنه جرت محاولات عديدة على مر العصور لتدمير أو تكسير الأهرامات ومنها ما قام به الخليفة المأمون ابن هارون الرشيد لدى زيارته لمصر حيث حاول استكشاف ما بداخل الهرم الأكبر من كنوز سمع عنها في كتب الأساطير، واستخدم في محاولته هذه بعض الحدادين والمواد المتفجرة مثل البارود، وأحدث فتحة في الجهة الشمالية من الهرم بجوار الفتح الأصلية، تُعرف حالياً بفتحة المأمون، لكنه لم يجد الكنوز التي كان يبحث عنها ومن ثم ترك الهرم ورحل هو وجنوده.

وتذكر كتب الآثار المصريات أن عدد أحجار الهرم الأكبر يبلغ نحو مليونين وثلاثمائة ألف حجر، بكتلة تزن 5 مليون طن، وبعض هذه الأحجار يصل وزنها إلى 15 طن وبعضها يصل إلى طنين أو أقل، ويوجد حجر داخل حجرة الدفن يصل وزنه إلى 70 طناً.


المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *