أطباء بلا حدود تعلن تعليق أنشطتها في مخيم زمزم بدارفور

منظمة أطباء بلا حدود حثت الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات المسلحة على حماية المدنيين والسماح للراغبين بالفرار.
بورتسودان: التغيير
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم بالفاشر في ولاية شمال دارفور، وذلك بعد تصعيد الهجمات داخل المخيم وحوله.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر لقرابة العام ونفذت العديد من الهجمات على المنطقة، وكثفت هجومها في الأسابيع الأخيرة وشنت هجمات على مخيم زمزم، وشهدت المنطقة قتالًا عنيفًا بينها وبين القوات المشتركة.
استحالة العمل
وقالت المنظمة في بيان يوم الاثنين، إن التصعيد الحالي للهجمات والقتال داخل مخيم زمزم وحوله، يجعل من المستحيل عليها مواصلة تقديم المساعدة الطبية في مثل هذه الظروف الخطرة.
وأضافت أنه على الرغم من انتشار الجوع على نطاق واسع والاحتياجات الإنسانية الهائلة، “ليس لدينا خيار سوى اتخاذ قرار بتعليق جميع أنشطتنا في المخيم، بما في ذلك المستشفى الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود”.
وأشارت إلى أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى من فبراير، استقبلت فرق المنظمة في زمزم 139 جريحًا بالمستشفى الميداني لأطباء بلا حدود، يعاني معظمهم من إصابات بطلقات نارية وشظايا.
وأضافت: “لا يمكن لمرفق أطباء بلا حدود المصمم للمساعدة في معالجة أزمة سوء التغذية الهائلة التي يشهدها المخيم والذي أُعلن أنه يمر بظروف مجاعة وفق (التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في العام الماضي، توفير جراحة الإصابات لأشخاص لديهم حالات حرجة”.
قرار مؤلم
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان يحيى كليلة، “توفي 11 مصابًا أثناء وجودهم في مستشفى أطباء بلا حدود، بينهم خمسة أطفال، لأننا لم نتمكن من علاجهم بشكل صحيح أو إحالتهم إلى المستشفى السعودي، وهو المرفق الوحيد الذي يتمتع بالقدرة الجراحية في الفاشر القريبة”.
وأضاف: “في يناير وديسمبر، تعرضت سيارتا إسعاف تابعتان لنا تحملان مرضى من المخيم إلى الفاشر لإطلاق نار. وقد أصبح الأمر الآن أكثر خطورة، ونتيجة لذلك، فإن العديد من الناس بما في ذلك المرضى الذين يحتاجون إلى جراحة الإصابات أو حالات الولادة القيصرية الطارئة محاصرون في زمزم”.
وتابع كليلة: “إن إيقاف مشروعنا في خضم كارثة متفاقمة في زمزم هو قرار مؤلم. خلال أكثر من عامين، بذلت فرقنا قصارى جهدها لتوفير الرعاية رغم كل الصعاب، على الرغم من الحصار ونقص الإمدادات والتحديات الأخرى المتعددة، حيث دعت إلى استجابة إنسانية موسعة، وانتظرتها، لكنها لم تتحقق. ومع ذلك، مع احتدام معركة الفاشر ووصولها الآن مباشرة إلى مخيم زمزم، لا يتوفر حاليًا الحد الأدنى من الظروف الأمنية لنا للبقاء”.
وأردف، “إن القرب الشديد من العنف، والصعوبات الكبيرة في إرسال الإمدادات، واستحالة إرسال موظفين ذوي خبرة لتوفير الدعم الكافي، وعدم اليقين بشأن طرق الخروج من المخيم لزملائنا والمدنيين لا يترك لنا الكثير من الخيارات”.
وعبرت أطباء بلا حدود عن قلقها العميق بشأن سلامة موظفيها ومئات آلاف الأشخاص في مخيم زمزم، وحثت الدعم السريع والقوات المشتركة وجميع الجهات الفاعلة المسلحة في المنطقة على حماية المدنيين والسماح لأولئك الراغبين في الفرار بالقيام بذلك من دون أن يصابوا بأذى.
المصدر: صحيفة التغيير