رغم أن الاستحمام بالماء الساخن يُعد لحظة استرخاء للكثيرين، إلا أن الدراسات الطبية الحديثة تنبه إلى أضرار صحية محتملة قد تنجم عن الإفراط في استخدام الماء الساخن، خصوصًا على الجلد والجهاز القلبي العصبي.

جفاف الجلد وتلف الحاجز الواقي

الماء الساخن يزيل الزيوت الطبيعية التي تفرزها الغدد الدهنية على سطح الجلد، وهي التي تشكل حاجزًا واقيًا يحمي البشرة من الجفاف والتلوث والبكتيريا. عند الاستحمام بالماء الساخن، يذوب هذا الحاجز، مما يؤدي إلى فقدان الرطوبة وظهور التشققات والجفاف.

هذا الجفاف لا يقتصر على الجلد فقط، بل قد يسبب أيضًا حكة مستمرة وشعورًا بعدم الراحة، ويزيد من تعرض الجلد للالتهابات، خصوصًا في البيئات الجافة أو الباردة.

تفاقم الأمراض الجلدية المزمنة

الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية تعتمد على حالة الحاجز الجلدي وحساسية البشرة. الماء الساخن يفاقم الالتهابات والتهيجات الجلدية من خلال تجريد الجلد من زيوته الطبيعية.

الأشخاص المصابون بهذه الحالات يلاحظون أن استخدام الماء الساخن يؤدي إلى تفاقم الحكة، واحمرار الجلد، وزيادة التهيج الذي قد يستمر أيامًا بعد الاستحمام.

لذلك، ينصح الأطباء هؤلاء المرضى باستخدام ماء فاتر أو بارد قدر الإمكان، والاعتماد على مرطبات مخصصة للحفاظ على رطوبة الجلد.

تأثيرات على القلب والدورة الدموية

الماء الساخن يتسبب في توسع الأوعية الدموية (vasodilation)، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وقد يسبب دوارًا أو إغماء خصوصًا عند الوقوف بعد الاستحمام.

هذه المشكلة أكثر وضوحًا عند كبار السن، أو المرضى الذين يعانون من أمراض القلب أو ضغط الدم المرتفع، حيث قد يضعف القلب من القدرة على التكيف مع هذا التغير المفاجئ في الضغط.

كما قد يشعر البعض بخفقان القلب أو إجهاد عام بعد الاستحمام بالماء الساخن لفترات طويلة، مما يشكل خطرًا على صحتهم.

تأثيرات على الجهاز العصبي

تشير الدراسات إلى أن التعرض لحرارة مرتفعة لفترات طويلة قد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مسببا دوارًا، ضعف التركيز، وتعبًا ذهنيًا.

وتؤكد الدراسات أن هذا التأثير يكون أكثر حدة لدى كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الأعصاب، وأن الإرهاق الناتج قد يؤدي إلى حوادث سقوط أو إصابات أخرى نتيجة فقدان التوازن أو الوعي لفترات قصيرة.

نصائح طبية للاستحمام الصحي

  • استخدام ماء دافئ وليس ساخنًا جدًا، بدرجة حرارة لا تتجاوز 3738 درجة مئوية، لتجنب تلف الجلد ومشاكل الدورة الدموية.
  • تقليل مدة الاستحمام إلى 510 دقائق فقط لتقليل تعرض الجلد للأضرار.
  • اختيار منتجات تنظيف ومرطبات لطيفة، خالية من العطور والكحول، لتجنب تهيج الجلد.
  • تجنب الاستحمام بالماء الساخن بعد ممارسة الرياضة أو عند وجود التهابات أو جروح جلدية، لأن ذلك يزيد من سوء الحالة.

مونت كارلو الدولية

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.