أصحاب المصلحة!! السودانية , اخبار السودان
صباح محمد الحسن
بعد أن نجحت لجان المقاومة في هزيمة إنقلاب الفريق البرهان على الحكومة المدنية وجعلته إنقلابا مشلولا عاجزا و كسيحا، وحاصرته بالمناهضة الشرسة التي قدمت فيها عشرات الشهداء.
وأفلحت المقاومة في إجهاض إتفاق (حمدوك / البرهان) إنتبه العالم الي أنه لايمكن أن يكون هناك حلا سياسيا ناجعا دون أن يكون للجان المقاومة نصيب الأسد فيه، وإن كلمة (إشراك) المقاومة لابد أن تستبدل وتصبح للمقاومة (الحق الأصيل) في الحل، لذلك بدأت البعثة الأممية والآلية الثلاثية بإطلاق إستشارات مع لجان المقاومة بشأن حل الأزمة السياسية وفقاً لوجهة نظرها، أن كيف يمكن للسودان الخروج من الأزمة!؟ أزمة الإنقلاب وكيفية إستعادة الحكم المدني.
سؤال أجابت عليه لجان المقاومة عندما قدمت رؤيتها مكتوبة للمجتمع الدولي سلمتها الي فولكر والتي لخصت فيها نقاط جوهرية مهمة قدمت معها نموذجا للدستور الإنتقالي، ورؤية لتشكيل حكومة كفاءات يقودها رئيس مجلس وزراء بكامل الصلاحيات بالإضافة الي إنشاء مجلس تشريعي يكون فيه للجان المقاومة النسبة الأعلى من التمثيل، وقدمت المقاومة رأيها القاطع في إبعاد العسكريين نهائيا من المشهد السياسي وتمسكت بتحقيق أهم شعاراتها (العسكر للثكنات والجنجويد يتحل).
وجسور التواصل التي شيدها المجتمع الدولي مع لجان المقاومة سبقت الإجتماع الأول لبعض القيادات الحزبية في بيت السفير السعودي، حتى عندما طُرح السؤال على فولكر قبل الإتفاق الإطاري، (هل له تواصل مع لجان المقاومة)؟ قال فولكر: ( لدينا اتصالات معها، بعضها (مكتوم)، وسبقت رؤية الدستور الإنتقالي التي سلمتها لجان المقاومة الي فولكر إعلان دستور المحامين، وهنا يأتي السؤال هل رسمت المقاومة خارطة طريق الحل السياسي للمجتمع الدولي والأحزاب السياسية، وسمي الإتفاق السياسي بالاتفاق الإطاري لأن الموقعين عليه يعلمون أنهم يشكلون إطاراً للوحة سياسية لم يكونوا جزءاً في رسمها او صياغتها، وأوكلت لهم مهمة رعايتها وتسويقها حتى تصبح واقعا سياسيا على الأرض !!
حتى فولكر في آخر تقرير قدمه لمجلس الأمن قبل التوقيع على الإطاري ذكر أنهم جلسوا الي أصحاب المصلحة من لجان المقاومة السودانية.
كل هذه الخطوات ومايدور خلف كواليس الحل السياسي هو عمل خالص صنعه (الديسمبريون) والذي يُعد الإتفاق الإطاري احد ملامحه الظاهرية وليست الجوهرية، وقتها علمت السلطات الأمنية والقيادات الإسلامية باللقاء الثنائي الذي جمع فولكر والمقاومة، وجن جنونها أن كيف للثوار الذين تمت محاربتهم وإشأنة سمعتهم وقتلهم أن يقدموا دستورا انتقاليا لبناء دولة مؤسسات ستنسف وجودهم للأبد ومن هنا أعلنوا الحرب اولا على الثورة وعلى فولكر ومن بعدها على قحت و الإطاري لأنهم يعلمون أن الإتفاق ماهو إلا شاشة عرض لخطوات سياسية قادمة أخطر بكثير، لذلك قال انس عمر في خطابه نحن مشكلتنا ما مع قحت (ديل مساكين ساكت) كان الرجل يعلم أن الثورة تتربص بهم لذلك أشعلوا الحرب على البلاد لقطع هذا الطريق نهائيا لكن هيهات.
وكما قلنا من قبل هنا أن الثورة ولجان المقاومة ستفاجيء الفلول من حيث لاتحتسب، فما يحدث الآن خارجيا ومايقوم به المجتمع الدولي وكل الجهود والمبادرات السياسية لإستعادة الحكم الديمقراطي يأتي إمتثالاً لأوامر ثورة ديسمبر المجيدة، فواهم من يظن إنهم ينتظرون حلولاً خارجية، الخارج الآن يتحرك برغبتهم لتحقيق أهداف الثورة بعد أن خاب ظن المجتمع الدولي في كل الذين قدموا تجارب فاشلة في الحكم.
طيف أخير:
اليقين .. إن القادم مدنية خالصة ( بلا شق ولاطق) !!
نقلاً عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير