أزهري محمد علي في مؤتمر تقدم وهج البشارات والمعاني الخالدة!
أزهري محمد علي في مؤتمر تقدم وهج البشارات والمعاني الخالدة!
رشا عوض
ازهري محمد علي صوت الثورة ، الشفيف النبيل ، توهجت قصائده بأعمق وأصدق إشراقات الوعي الثوري ، فليس غريبا ان يتقدم صفوف سُعاة السلام والديمقراطية وبعث قيم الثورة والوفاء لشهدائها .
حضور ازهرينا جعل صباح مؤتمر تقدم صباحا باهيا يشبه “وضَّاحة”!
التحية لأزهرينا الذي استنهض بقصائده العذبة الوجدان السوداني وبث فيه روح السماحة الصوفية ممزوجة بالتحدي والإرادة لإزالة خرائب القبح والطغيان واستئصال الحرب وتشييد المدائن والمدنية.
التحية لأزهرينا الذي جعل قلوبنا المحزونة والمثقلة بالظلم والظلام والإحباط تخفق للتلاقي في “وهج البشارات والمعاني الخالدة في بيت القصيد” !!
لم يكن يخطر ببالي ان تتجرأ سهام الكذب والتضليل المتخفية خلف البراقع الحمراء والصفراء على اتهام ازهري بانه التحق بمشروع جنجويدي! تأسيسا على أكذوبة ان تقدم غطاء سياسي للدعم السريع!
تقدم منذ ان تأسست وحتى الآن هي مشروع لتحقيق السلام مقترنا بالديمقراطية، هي الصوت المغاير لصوت الحرب والدكتاتورية، هي مشروع مناهض لعودة النظام البائد التي فشلت عبر الحرب وتراهن الآن على العودة بالاحتيال السياسي وتجريد الشعب السوداني من أي أدوات سياسية لخوض معركته ضد الاستبداد الكيزاني الزاحف!
سيول الكذب والتضليل والعمل الاعلامي المنهجي والمدروس ضد تقدم بهذه الشراسة والتوحش، واستنفار كل الكيزان الظاهرين والمستترين خلف البراقع بألوانها المختلفة، هو دليل على ان المرفوض ليس شخوص او ممارسات تقدم، بل المرفوض والمستهدف بالاستئصال هو فكرة وجود صوت مغاير لأصوات ابواق الحرب، هو فكرة وجود مشروع ديمقراطي من حيث هي! الاستهداف الجنوني هو لفكرة وجود أي محاولة لانتزاع مصير السودان السياسي من حملة السلاح وحصر نقاش مصير السودان بين الجيش وكتائب الكيزان من جهة والدعم السريع من جهة اخرى! واستئصال المشروع المدني الديمقراطي نهائيا واستبداله بواجهات مدنية مصنوعة على اعين العسكر ومدجنة على العيش تحت البوت العسكري!
هذه هي طبيعة الصراع الماثل أمامنا ، ولذلك مفهوم جدا ان ينخرط الكيزان وابواق العسكر في تخوين وتجريم وتسفيه وتبخيس تقدم بحملة مسعورة ومأجورة ومعدومة السقف الاخلاقي لان المعركة مع المشروع المدني الديمقراطي بالنسبة لهؤلاء وجودية!
ولكن غير المفهوم هو انخراط قوى سياسية ومدنية مناهضة للحرب ومعارضة للحكم العسكري في ذات الحملة وبذات الشراسة وذات الادوات وعلى رأسها اساليب الدعاية المسمومة المبنية على الكذب!
هذا امر مريب وعجيب! فالمنطق السياسي البسيط يقول ان العدو الاستراتيجي لقوى السلام والتحول الديمقراطي مهما كانت متباينة ومختلفة في رؤاها هو الحرب ودعاة استمرارها ، هو الاستبداد العسكري الزاحف، هو النظام البائد المدجج بالكتائب العسكرية والإعلامية والمتربص بالجميع و”ساعة الجد” لن يفرق بين هبوط ناعم وجذري ولا بين حزب واخر ما دام يرفع راية الدولة المدنية الديمقراطية.
لماذا لا يكون هناك اتفاق بين قوى السلام والتحول الديمقراطي في هذا الظرف التاريخي الحرج على تكامل جهودها مهما اختلفت رؤاها لهزيمة العدو المشترك ومن ثم تحقيق السلام واستعادة الحياة الديمقراطية ليكون بالإمكان ادارة الاختلافات بحرية وبصورة منتجة؟
منذ ان بدأ مؤتمر تقدم رصدت أهم منتجات الغرف الإعلامية الكيزانية لمهاجمة المؤتمر وابرزها: اكذوبة ان تقدم منعت ممثل المزارعين من ادانة الدعم السريع.
أكذوبة ان تقدم هي تجمع للخونة والعملاء لان هناك منظمات اجنبية مولت المؤتمر(الاسطوانة القديمة المتجددة)!
نصب مشنقة لتقدم لان احد المؤتمرين هتف باسم ام قرون وتضخيم ذلك وتصويره كهتاف رسمي لتقدم! بل طالب البعض تقدم باعتذار رسمي عن هتاف فردي في تعسف عجيب ومريب! ولن اخوض هنا في جدل ثقافي حول مشروعية ان يهتف اهل دارفور وكردفان بام قرون ونشاركهم الهتاف مثلما شاركونا هم لعقود الهتاف باسم عزة، ولكن السؤال الاهم: ألم يشهد المؤتمر هتافات مدوية من جميع الحضور: حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب؟! الم يهتفوا: لا للحرب لا للحرب! الم يهتفوا العسكر للثكنات والجنجويد ينحل! الم ينشد الشباب قصائد محجوب شريف؟!
لماذا التركيز حصريا على ما خططت الغرف الاعلامية الكيزانية لتضخيمه؟ لماذا كل ما انتجت الغرف اياها اسطوانة للدعاية المسمومة ضد تقدم تلقفها بعض “الزملاء” وجعلوها محور حديثهم وحملوها فوق رؤوسهم(زي كأس الدوري الممتاز) وتجولوا بها في كل الاسافير بنشاط وهمة ومثابرة أكثر من همتهم في توزيع بيانات الحزب الشيوعي!
تساؤلاتي هذه ليس الهدف منها مصادرة مشروعية نقد تقدم، فالنقد هو افضل وسيلة بناء عرفها الانسان كما قال كانط! ويجب ان تظل تقدم تحت مجهر الفحص الدائم لأقوالها وأفعالها، ومؤكد تقدم ليست سدرة منتهى العمل المدني الديمقراطي في السودان بل هي احد محاولاته، ان نجحت أضافت اليه انجازا تتعطش له الساحة الوطنية، وان فشلت لا سمح الله أضافت دروسا للفائدة وللاعتبار مستقبلا.
المصدر: صحيفة التغيير