أزمة دارفور.. الموت والمرض واليأس يسيطر على المدينة السودانية المحاصرة
تقف دارفور على شفا كارثة أخرى حيث تواجه مدينة الفاشر قتالاً مكثفاً، مما يثير مخاوف من حدوث كارثة إنسانية. وتقدم الجارديان تقريراً من الميدان، يرسم صورة قاتمة للأزمة التي تتكشف.
الحصار والصراع
الفاشر، آخر مركز سكاني رئيسي لا يخضع لسيطرة القوات شبه العسكرية، محاصرة من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى محاصرة أكثر من مليون شخص في المنطقة. وأدت الاشتباكات الأخيرة بين مقاتلي قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة مع الجيش إلى تصاعد العنف، حيث سقطت قذائف على معسكر أبو شوك، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا.
الأزمة الإنسانية
يصف الدكتور هارون آدم هارون، الطبيب الوحيد في أبو شوك، الوضع المزري الذي يتسم بالوفيات الناجمة عن أسباب يمكن الوقاية منها مثل سوء التغذية والإجهاض والملاريا. ويعاني المخيم أيضًا من مرض تنفسي غامض يشتبه في أنه مرتبط بالتلوث الناتج عن القصف.
مخاوف دولية
خبراء يحذرون من خطر تفكك السودان، حيث وصفته الأمم المتحدة بأنه أزمة إنسانية ذات أبعاد أسطورية. السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد تحذر من وقوع مذبحة واسعة النطاق إذا تحركت قوات الدعم السريع إلى الفاشر، داعية إلى التدخل الدولي.
معضلة المساعدات
أدى استيلاء قوات الدعم السريع مؤخراً على مدينة مليط، مما أدى إلى قطع آخر طريق للمساعدات إلى الفاشر، إلى تفاقم الأزمة. وتكافح منظمات الإغاثة من أجل العمل، مما يترك الآلاف في حاجة ماسة إليها. أفادت منظمة أطباء بلا حدود عن مستويات مثيرة للقلق من سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل في مخيم زمزم.
تصاعد التوترات
على الرغم من تأكيدات قبيلة المحاميد المتحالفة مع قوات الدعم السريع، اشتدت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وترتفع الخسائر في صفوف المدنيين، وتشكل هجمات القناصة تهديداً كبيراً للجنود. يحذر توبي هاروارد، نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، من تكرار التاريخ في دارفور.
يتطلب الوضع في دارفور اهتماما وتدخلا دوليا عاجلا لتفادي وقوع كارثة إنسانية. وبينما يسيطر الموت والمرض واليأس على المدينة المحاصرة، هناك حاجة إلى بذل جهود متضافرة لحماية أرواح المدنيين واستعادة الاستقرار في المنطقة.
وكالات
المصدر: صحيفة الراكوبة