عجز التمويل أدى إلى خفض أو تعليق برامج إنسانية بقيمة 1.4 مليار دولار، ما أجبر المفوضية على إيقاف عمليات إجلاء اللاجئين من المناطق الحدودية إلى أماكن آمنة في دول مثل تشاد وجنوب السودان، تاركة آلاف الفارين عالقين في مناطق نائية.
التغيير: وكالات
حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن نحو 11.6 مليون شخص مهددون بفقدان إمكانية الوصول إلى المساعدات الإنسانية الأساسية هذا العام، نتيجة تراجع حاد في التمويل وسط تفاقم الأزمات الإنسانية العالمية.
جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المفوضية الجمعة، حيث أكدت مديرة العلاقات الخارجية، دومينيك هايد، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن اللاجئين والنازحين يواجهون اليوم أوضاعاً معيشية كارثية تتسم بالحرمان، والاستغلال، ومخاطر النزوح المتكرر.
وقالت هايد: “وراء هذه الأرقام حياة حقيقية على المحك. العائلات تواجه خيارات قاسية: إما إطعام أطفالها أو شراء الدواء أو دفع الإيجار، فيما يتلاشى الأمل بمستقبل أفضل”. وأضافت أن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً، مع استمرار إغلاق المدارس، وتقليص الخدمات الصحية، وغياب الحماية.
ووفقًا لتقرير المفوضية، فإن عجز التمويل أدى إلى خفض أو تعليق برامج إنسانية بقيمة 1.4 مليار دولار، ما أجبر المفوضية على إيقاف عمليات إجلاء اللاجئين من المناطق الحدودية إلى أماكن آمنة في دول مثل تشاد وجنوب السودان، تاركة آلاف الفارين عالقين في مناطق نائية.
كما تم تقليص برامج التعليم والصحة، حيث يواجه 230 ألف طفل من لاجئي الروهينجا في بنغلاديش خطر التسرب من التعليم، بينما يهدد الإغلاق الكامل برامج الرعاية الصحية في لبنان بحلول نهاية العام.
وأشارت هايد إلى أن المساعدات النقدية وتوزيع الإغاثة الطارئة انخفضت بنسبة 60% عالميًا، وتراجعت كذلك برامج الإيواء، والاستشارات القانونية، وحماية الطفل، والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ففي جنوب السودان، أُغلقت 75% من المراكز الآمنة للنساء والفتيات، ما حرم نحو 80 ألف امرأة وفتاة لاجئة، من بينهن ناجيات من العنف الجنسي، من الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي.
ولم تقتصر الآثار السلبية على اللاجئين فقط، بل امتدت إلى برامج إعادة التوطين والعودة الطوعية. وذكرت هايد أن نحو 1.9 مليون أفغاني عادوا إلى بلادهم منذ بداية العام، إلا أن الدعم المتاح بالكاد يكفي للطعام، مما يقوض فرص الاستقرار وإعادة الإدماج.
وتبلغ الاحتياجات المالية للمفوضية لعام 2025 حوالي 10.6 مليار دولار أمريكي، لكنها لم تتلق حتى الآن سوى 23% فقط من هذا المبلغ، ما يضع عمليات الإنقاذ والمساعدة في خطر شديد. وختمت هايد بالقول: “لدينا القدرات والشراكات لاستئناف المساعدات وتوسيع نطاقها، لكننا بحاجة إلى تمويل عاجل لإنقاذ الأرواح”.
المصدر: صحيفة التغيير