أزمة السودان.. مشاورات استباقية في جدة قبل محادثات جنيف
مشاورات استباقية لحكومة السودان مع الولايات المتحدة في جدة، قبل محادثات وقف إطلاق النار المقررة في جنيف الأسبوع المقبل.
ووفق بيان للحكومة السودانية، اليوم الجمعة، فإنها سترسل وفدا إلى جدة للتشاور مع الحكومة الأمريكية بخصوص الدعوة المقدمة منها لحضور مفاوضات ستنعقد في جنيف في 14 أغسطس/آب لبحث وقف إطلاق النار في السودان.
وتهدف المحادثات إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 16 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وستكون محادثات جنيف، التي وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة كبيرة منذ أشهر للتوسط بين الطرفين المتحاربين في السودان.
قيادي سوداني يكشف لـ«العين الإخبارية» فرص محادثات جنيف ومخاطر الإخفاق
ووفق الكاتب والمحلل السياسي، الطاهر أبو بكر، فإن إرسال وفد حكومي رفيع المستوى إلى مدينة جدة للتشاور حول الدعوة الأمريكية لحضور مفاوضات جنيف خطوة إيجابية بعد الغموض الذي اكتنف الموقف بشأن قبول الدعوة.
وأوضح أبو بكر في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن مفاوضات سويسرا المرتقبة تمثل بارقة أمل لرفع كاهل المعاناة عن النازحين واللاجئين.
وأضاف: “وقف إطلاق النار المنتظر توقيعه في جنيف، يمهد الطريق لفتح المسارات الإنسانية الآمنة لتوصيل الإغاثة للمحتاجين والمحاصرين في مناطق النزاع الذي أنهكهم الجوع والمرض”.
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي، عباس عبد الرحمن، إن إرسال وفد حكومي للتشاور مع الوفد الأمريكي سيناقش شواغل الحكومة السودانية الخاصة بضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في منبر جدة والبناء عليه.
وأشار عبد الرحمن في حديثه لـ”العين الإخبارية” إلى أن “مرحلة التشاور في مدينة جدة السعودية ستمهد الطريق لإنجاح مفاوضات سويسرا.”
وأضاف: “المرحلة الأولى من التفاوض ستكون لوقف إطلاق النار الطويل، ومن ثم التفاوض حول القضايا الأخرى الإنسانية والسياسية”.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن واشنطن تسعى لإنهاء النزاع “ودعت الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 أغسطس/آب في سويسرا”، مضيفا أن المحادثات التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر ودولة الإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب.
بلينكن أوضح أن المحادثات “تهدف إلى تحقيق وقف العنف في جميع أنحاء البلاد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجون إليها، ووضع آلية مراقبة وتحقق فعالة من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق”.
وآنذاك، رحّب قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، عبر منصة إكس بدعوة بلينكن قائلا: “أعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار القادمة في 14 أغسطس/آب 2024 في سويسرا”.
كما وافقت حكومة السودان على المشاركة، إلا أنها اشترطت “عقد اجتماع مع مسؤولين أمريكيين للتحضير لمفاوضات السلام”.
وعند سؤاله عن مدى فرص نجاح المحادثات، قال ماثيو ميلر الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إنه لا يمكنه “تقييم احتمال التوصل إلى اتفاق، لكننا نريد ببساطة إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات”، مضيفا “نأمل أن تكون هذه فرصة للوصول أخيرا إلى وقف لإطلاق النار”.
وفي 19 يوليو/تموز الماضي، اختتمت محادثات غير مباشرة في جنيف، برعاية أممية، لتعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بعد مرور 16 شهرا من القتال العنيف في السودان.
وآنذاك، قال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، في تغريدة على منصة “إكس”: “لقد اختتمت المحادثات الحوارية التي عقدتها في جنيف مع وفدي الطرفين المتحاربين في السودان”.
وأضاف: “أشكر الجميع على مساهمتهم في إنجاز هذه الخطوة الأولية والمشجعة في سياق عملية أطول نحو تعزيز وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين”.
بينما أفادت مصادر دبلوماسية “العين الإخبارية”، بأن المبعوث الأممي عقد خلال المباحثات في الفترة من (1119) يوليو/تموز الماضي، أكثر من 20 جلسة مناقشات مع الوفدين، كل على حدة، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى تفاهمات مشتركة.
وأوضحت المصادر، أن الأمم المتحدة اعتمدت مقاربات لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر معابر حدودية إلى دارفور من دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى، وإلى ولاية كردفان من دولة جنوب السودان، وولايتي الجزيرة وسنار، عبر الحدود الإثيوبية.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات “الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
ويعاني 18 مليون سوداني من بين إجمالي السكان، البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
المصدر: صحيفة الراكوبة