د. حامد برقو عبدالرحمن
(١)
في مارس ٢٠٢٤ كنت قد كتب مقالا تحت عنوان ( حميدتي و الممثل الهوليودي أدم الساير أدوات أبوظبي لتدمير السودان ) و أقتبس منه ما يلي:
(ان كانت هناك ثمة حسنة للحرب الحالية و المفروضة على شعبنا هو اكتشاف القدرات الفنية التمثيلية لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
الدور الذي يؤديه الممثل البارع السيد/ ادم الساير في تجسيد الاخ الراحل محمد حمدان دقلو يفوق اكثر ممثلي الهوليوود براعة و خبرة.
من الواضح ان الممثل ادم الساير قد استوعب التدريبات المكثفة التي تعرض لها لأكثر من ثماني اشهر بشكل أدهش معه المدربين و المخرجين معا.
قد أجاد التمثيل بشكل يمكنه معه منازعة الراحل حميدتي نفسه؛ اذا ما كتب للاخير العودة الي الحياة ثانية.
الا ان ذلك غير ممكن قبل ان ينفخ في الصور حيث ترى الجنجويد مكبلين في طريقهم الي الجحيم كما وعدنا به الحكيم الحليم)
أنتهى الاقتباس.
ذلك قبل إضافة مهارة سباقات الماراثون لأفراد المليشيا عندما تركوا الآليات المدرعة ليسبقوا سيارات الدفع الرباعي للقوات المشتركة يوم ام صميمة.
(٢)
أتصور أن لا أحد بين أفراد شعبنا من يمانع مبايعة الاخ عبدالفتاح البرهان على الاستمرار في الحكم لعشر سنوات أخرى طالما ذلك الأمر بات ضرورياً لإقناع قائد الجيش بضرورة إنهاء الحرب أما بالحسم العسكري المدمر العاجل أو بتجديد العفو العام عن المتمردين وسط الخلافات القبلية و العشائرية المشتعلة بينهم في هذه الأيام مع فتح نافذة مباحثات جادة و مسؤولة مع دولة الامارات العربية المتحدة لأنها المعنية بالأمر . بإعتبار أن الحرب الحالية هي حرب بين دولة الامارات العربية و الشعب السوداني المحمي بتشكيلاته الوطنية المختلفة و المنضوية تحت الجيش السوداني.
بإستثناء دائرته الأسرية الضيقة و سلطات الدولة التي أستخدمته لقلب نظام الحكم في السودان فإن أكثر الناس معرفة بمصير الاخ الراحل محمد حمدان دقلو هو رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان. اذا لماذا لا يعلن الاخ البرهان رسمياً وفاة حميدتي ، و ان من يظهر في اللقاءات و المناسبات مجرد شبيه ممثل تم إعداده بشكل احترافي لأداء الأدوار المخططة له بدقة عالية.. ؟
لماذا يتماطل البرهان و شعبنا يموت بالنيران و بالجوع و المرض ؟
(٣)
من المضحك أن عبدالعزيز ادم الحلو و الذي رفض المباحثات و لاحقاً اتفاق جوبا للسلام بسبب تواجد مليشيا الدعم السريع في السلطة يصبح نائباً للرئيس في الحكومة الاسيفيرية المعلنة من قبل المليشيا المتمردة و بعض مكونات قحت المجهرية تحت رئاسة شخص يقبع في القبر منذ النصف الثاني من ابريل ٢٠٢٣.
لكن من الإنصاف إيجاد بعض العذر للاخ عبدالعزيز الحلو الذي يعاني من نقص حاد في الموارد للإبقاء على حركته من التفكك و التلاشي.
لهذا آثر بالقبول على لعب دور الكومبارس الذي ظهر به في الصور المزعومة لإحتفالات مفترضة في عاصمتهم الخيالية تحت مسمى نيالا.
من الواضح أن الأزمة الأخلاقية التي أصابت قوى الشر الداخلى و الخارجي معاً اعظم من ما يتصوره الناس.
(٤)
بخبث إجتماعي لا يمكن إخفائه ؛ كثيراً ما أسأل نفسي عن مقدرة هؤلاء العباقرة الذين صنعوا من يمثل الراحل حميدتي إقناع أهل بيته الذين لا علاقة لهم بالسياسة خاصة صغار الأبناء و الزوجة . نعم الزوجة بالتحديد ؟
في خضم تقدم قواتنا الوطنية في كل جبهات القتال؛ من الملح فتح نافذة مباحثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإنهاء الحرب. و من المهم أن يتدارك اخوتنا في أبوظبي خطل مراهنتهم على مليشيا متمردة على حساب الدولة السودانية بإرثها الباذخ بالبسالة و الريادة و المعرفة و الكرامة.
الي حين ذلك ليت الأخ حميدتي لزم قبره .. قد أرهق شعبنا بتجواله .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة