أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في “ثالث أقدم كنيسة في العالم”، كيف بدت الأجواء؟

أحد الشعانين: مسيحيو غزة يحتفلون في “ثالث أقدم كنيسة في العالم”، كيف بدت الأجواء؟
صدر الصورة، Saint Porphyrios Orthodox Church Gaza
احتفلت كنيسة القديس بورفيريوس في مدينة غزة، يوم الأحد 13 أبريل/نيسان 2025، بـ”القداس الإلهي لعيد الشعانين”، ويُعرف هذا اليوم أيضاً باسم “أحد الشعانين” أو “أحد السعف”، إلى جانب تسميات أخرى أقل تداولاً.
تقع كنيسة القديس بورفيريوس، وهي كنيسة أرثوذكسية شرقية، في حي الزيتون بمدينة غزة وتُعد أقدم كنيسة في القطاع، ويُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة قائمة في العالم.
تحمل الكنيسة اسم القديس بورفيريوس، أسقف غزة في القرن الخامس الميلادي، الذي دُفن فيها، ولا يزال قبره قائماً في الزاوية الشمالية الشرقية من المبنى، وتُعرف الكنيسة محلياً باسم “كنيسة الروم الأرثوذكس”.
صدر الصورة، Saint Porphyrios Orthodox Church Gaza
يعود تاريخ كنيسة القديس بورفيريوس إلى عام 407 ميلادية، وقد شُيّدت على الطراز البيزنطي.
كانت في الأصل معبداً وثنياً مبنياً من الخشب، إلى أن جاء القديس بورفيريوس وبدأ بنشر تعاليم المسيح في المنطقة، فحوّل المعبد إلى كنيسة.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
تضم الكنيسة ثلاثة مداخل: المدخل الرئيسي من الجهة الغربية، ومدخلاً شمالياً، بالإضافة إلى مدخل جنوبي فُتح في السنوات الأخيرة. وتتميّز جدران الكنيسة بسماكتها وزخرفتها الغنية بالنقوش والأيقونات الدينية التي توثّق مراحل تاريخية متعاقبة.
وشهدت الكنيسة تجديداً شاملاً في شكلها الحالي عام 1856، كما خضعت لعدة أعمال ترميم لاحقة، كان آخرها في عام 2020.
صدر الصورة، Saint Porphyrios Orthodox Church Gaza
ما هو أحد الشعانين؟
هو الأحد السابع من الصوم الكبير في التقويم المسيحي، ويُعد آخر أحد يسبق “الجمعة العظيمة”، التي تسبق بدورها الاحتفال بـ”أحد القيامة”.
يُحيي المسيحيون في هذا اليوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استُقبل من الجموع بأغصان النخيل والزيتون، وفرشوا له الطريق وحيّوه كملك، بحسب المعتقدات المسيحية.
صدر الصورة، Getty Images
ماذا نعرف عن المسيحيين في غزة؟
يُشكّل المسيحيون في غزة أقلية صغيرة، قُدّر عددهم بنحو ألف نسمة قبل بدء الحرب منذ أكثر من عام ونصف، ويمثلون أقل من 0.05 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة.
وينتمي نحو 70 في المئة من مسيحيي غزة إلى طائفة الروم الأرثوذكس، التي تتخذ من القدس مقراً كنسياً مركزياً، بينما ينتمي الباقون إلى طائفة اللاتين الكاثوليك.
ويتوزع المسيحيون في مدينة غزة بين عدة أحياء، منها حي الرمال، والميناء الجنوبي، وتل الهوى، ويعملون في قطاعات مدنية متنوعة مثل التعليم، والوظائف الحكومية، والطب، والصياغة وغيرها.
أهمل Facebook مشاركة
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Facebook مشاركة
وتختلف أوضاع مسيحيي غزة عن من هم في باقي الأراضي الفلسطينية، بفعل الأوضاع المعيشية القاسية التي يفرضها الحصار، إضافة إلى صعوبة الحصول على تصاريح السفر التي تعيق تواصلهم مع عائلاتهم أو مشاركتهم في المناسبات الدينية خارج القطاع.
فجر يوم أحد الشعانين، استيقظ السكان في غزة على قصف استهدف المستشفى الأهلي المعمداني القريب من كنيسة القديس بورفيريوس، حيث شنّت طائرة إسرائيلية غارة جوية فجر الأحد 13 أبريل/نيسان، ما أدى إلى تدمير قسم الطوارئ والاستقبال والصيدلية، وتوقف المستشفى عن العمل.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه استهدف “مجمعا للقيادة والسيطرة في شمال قطاع غزة كان يقع داخل مستشفى الأهلي المعمداني والذي استغله عناصر إرهابية من حماس للتخطيط والإشراف على تنفيذ مخططات إرهابية”.
ويقع المستشفى في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة، إذ تأسس عام 1882.
تضرر من الهجمات الإسرائيلية
صدر الصورة، MOHAMMED SABER/EPAEFE/REX/Shutterstock
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه نهاية
في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023، أصاب صاروخ إسرائيلي أحد المباني الخارجية للكنيسة، ما أسفر عن مقتل 18 شخصاً، وإصابة آخرين.
وأكد الجيش الإسرائيلي حينذاك أن جزءاً من الكنيسة تضرر في غارة، قال إنه نفذها على مركز قيادة عسكرية قريب لحماس. وقال إنه يؤكد “بشكل لا لبس فيه أن الكنيسة لم تكن هدفاً للهجوم”، وأن الحادث “قيد المراجعة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليور هايات، لبي بي سي إن ما حدث كان “أضراراً جانبية” بعد أن شنت إسرائيل “هجوما على البنية التحتية لحماس التي كانت قريبة جدا من الكنيسة”، على حد قوله.
وفي يوليو/ تموز من عام 2024، تعرضت الكنيسة لهجوم إسرائيلي. وأشارت تقارير واردة من داخل الكنيسة إلى سقوط قنبلتين أو صاروخين على الطابق الأول من المبنى، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل. وأضافت أن الانفجارات ناجمة عن قذائف مدفعية عيار 155 ملم، أطلقتها مدفع هاوتزر ذاتي الحركة من طراز M109 تابعة للجيش الإسرائيلي.
وأدان مجلس الكنائس العالمي (WCC) “تعرّض كنيسة القديس بورفيريوس للاعتداءات الإسرائيلية للمرة الثانية على التوالي”. كما استنكرت منظمة اليونسكو “الاعتداء على الكنيسة”، ودعت إلى ضرورة عدم استهداف الممتلكات الثقافية والدينية، أو استخدامها لأغراض عسكرية، باعتبارها بنية تحتية مدنية.
المصدر: صحيفة الراكوبة