اخبار السودان

أثر البنية الهيكلية في ضعف الأداء الحزبي ..نحو فدرالية حزبية(٤٦)

مجديعبدالقيومكنب

 

مجدي عبد الفيوم(كنب)

*إن الديمقراطية والمركزية مفهومان منفصلان ومستقلان ومن الخطأ الجمع بيهما*

*التجاني الطيب*

*قضية المركزية الديمقراطية*

*مجلة قضايا سودانية العدد 22*

قلنا ان مركزية الأبنية والهياكل الحزبية هي السبب الاساسي في ضعف الاحزاب السياسية وركزنا في المقالات السابقة علي الأبنية دون التطرق أو الاشارة للنمط القيادي مع ملاحظة أن هناك علاقة وثيقة بين نمط القيادة والأبنية والهياكل
تناولنا بإيجاز أهم العوامل المرتبطة بالقضية كتفويض السلطات والصلاحيات وكذلك خواص الأبنية في المنظومات وان خواص الأداء هي نتاج لخواص المنظومة
كذلك ضرورة الاتساق بين أبنية الأحزاب وهياكلها والنظام السياسي الإداري لحكم الدولة
في هذا المقال نتناول الأنماط القيادية المتعارف عليها وفقا
للمفهوم العام للادارة الانماط القيادية وهي :
١/القيادة الديمقراطية
٢/القيادة التشاركية
٣/القيادة المركزية
وقبل الدخول في تفاصيل هذه الأنماط نشير إلي اتفاقنا مع ما ورد في صدر المقال من مقتطف مقال للراحل الكبير الاستاذ التجاني الطيب بعنوان ( قضية المركزية الديمقراطية ) فيما ذهب إليه في معرض الدفاع عن المركزية الديمقراطية كمفهوم بأنه لايمكن الجمع بين نمطين من القيادة لان هناك فروقا جوهرية فمعلوم ان المركزية كنمط قيادي تختلف شكلا ومضمونا عن نمط القيادة الديمقراطية فلكل خصائصه ففي ظل استخدامك لنمط القيادة المركزية لا تستطيع ان تتحدث عن “إشاعة الديمقراطية في الممارسة الحزبية” كما يرد في كل دساتير الاحزاب لأن هذا النمط يكرس السلطة في يد القيادة ولا يسمح باي مساحة لتفويض السلطات او الصلاحيات سواء للأفراد أو الهيئات حين أن نمط القيادة الديمقراطية يمتاز بتفويض السلطات والصلاحيات وتتخذ القرارات في هذا النمط بعد مشاورات واسعة يشارك فيها كل أعضاء المنظومة ولا تنفرد فيها القيادة باتخاذ القرار وترتكز علي نظام فرق العمل وهذا يؤدي إلي بروز عناصر مؤهلة ومقتدرة ويفجر الطاقات والمواهب
بالنسبة لنمط القيادة المركزية وتسمي كذلك الاتوقراطية أو الدكتاتورية فهي تقوم علي إصدار الأوامر وتنفيذها دون إعطاء مساحة للمشاركة في وضع الخطط أو البرامج أو السياسات العامة أو حتي القرارات وعلي الرغم من أن هذا النمط يتميز بالسرعة في اتخاذ القرارات والقدرة العالية علي الإنجاز إلي أنه يخلق حالة من عدم الرضاء والقبول ولا يسمح بتفجير الطاقات والقدرات لدي أعضاء المنظومة
في نمط القيادة التشاركية أو القيادة الحرة والتي يطلق عليها احيانا الفوضوية أو المتساهلة أو قيادة عدم التدخل ومن أبرز عيوبها انعدام الرؤية بالنسبة للمنظومة والضبابية وقلة الانجاز والبطء في معالجة القضايا
هذه لمحة عن أنماط القيادة لاكان لابد من الاشارة إليها بإيجاز بالنظر للعلاقة الوثيقة بين الأبنية والهياكل التنظيمية ونمط القيادة المستخدم داخل المنظومة.
للكافة أن التراتيبية القيادية والمستويات الإدارية داخل الهياكل والأبنية ترتبط جدليا بالنمط القيادي بالمنظومة
نتناول في المقال التالي دون تفصيل أو اسهاب الأنظمة السياسية الإدارية علي مستوي الدولة حيث نشير إلي النظام الفدرالي والكونفدرالي والمركزي كمدخل لطرح رؤيتنا حول البنية الهيكلية التي نعتقد أنها تسهم في معالجة الخلل البنيوي الذي تسبب في إضعاف الأحزاب
إننا ينبغي ان نؤسس لبنية إضافة إلي اتساقها مع نظام الحكم في البلاد قادرة علي استيعاب التطورات التي يمر بها عالم اليوم واهمها التطور التكنولوجي في مجال الاتصالات والوسائط.

ونعود

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *