اخبار السودان

(أبي) نص شعري لمحمد نجيب محمد على

شعر : محمد نجيب محمد على

أعرِفُ أنِّي تجاوزتُ حدَّ الحياةِ وأحيا،

وأنِّي في لحظةٍ قادمةٍ

صادمة..

سيصمتُ قلبيَ في لحظةٍ فجأةً،

ويَشخَصُ منِّي البّصَر..

فأنظرُ ما لا يُرى..

وأرى .

فأبي صار يَصغُرُني بسنينٍ عديدة..

صرتُ أكبُرُهُ بسنينٍ مديدة..

مات فجرَ الشَّباب.

وأنا كنتَ مختبئاً في كتاب.

لو أنَّني كنتُ أعلمُ.

ما لستُ أعلم..

وأنِّي سأنظرُ ما لا أريدُ،

وأَشهَدُ هذا الجحيم..

وكيف بلادي تُصارعُ جوعَ الذُّئاب..

الوُحُوشَ الخراب..

لكنتَ هربتُ من الأرض، من كلِّ هذا السَّراب..

وكنتُ هناك بدار النَّعيم..

ولكنَّ حظِّيَ ما كان يُشبِهُ حظَّ أبي..

أبي كان يعرِفُ ما لستُ أعرِف..

يعلمُ ما لستُ أعلمُ.

كان يكبَرُني في الحياةِ

ويصغَرَني في السِّنين.

قال لي..

قبل أن تعصفَ الرِّيحُ

قبل أن ينزوي مركبُ الضَّوء،

قبل أن يُطلقَ الموتُ صرخاتِهِ في الوطن..

أين قبري

وأين الكفن؟

كنت أجهلُ أنَّ لكلُّ زمانٍ ثمن!

وأنَّ لكلِّ مكانٍ ثمن !

صباح  الأول من يناير ٢٠٢٥ _ القاهرة

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *