آفة الحسد في ميزان ضياع وطن
….
قال فيدور دوستويفسكي صاحب الأخوة كرامازوف والجريمة والعقاب في قولة شهيرة
الحسد يأتي من اقرب الناس إليك. قد يجعل الحسد أقرب الناس إليك وقد ينتمي لك الأسوأ وحتى يمكنه أن يتلذذ
أن أصبت بمرض او مكروه فالضغينة ومرض النفس في كره النجاح يولد للحاسد ان يتمنى حتى موتك.
انتهى كلام الكاتب الروسي العظيم..
قال عبد الله الطيب المجذوب ان تسعة من عشرة قبائل اشتهرت بالحسد قد سافرت الي السودان
وهذا واضح في كل مجتمعاتنا
قال د. إبراهيم منعم منصور في مذكراته ان الانجليز لما خرجوا سأل الحاكم الانجليزي الشيخ منعم
هل يا شيخ منعم تستطيعون حكم السودان
. رد عليه الشيخ منعم منصور نعم ولماذا لا. لقد نجح الاحباش في حكم أنفسهم ونحن مثلهم قادرون لحكم السودان
رد عليه الحاكم الانجليزي
لا لا يا شيخ منعم
انتم شعب حاسد جدا
في بلادنا ويعني بلاد الانجليز لو ان شجرة اثمرت
ولو كانت شجرة مرتفعة
فإن الانجليز يساعدون بعضهم كل يطلع في ظهر الاخر
ويصلون الي الثمر وياتون به ويتقاسمون بالتساوي
اما في السودان فانتم تذهبون وتجرون اول متسلق
وترمونه في الأرض وكذلك مع الباقين ولا احد يستفيد من الثمر.
انظرو الي هذا الكلام وانزلوه في واقعنا.
كل ناجح ومبدع وفنان ورجل أعمال او سياسي يكرهونه
جدا ويأتي الكره اولا من الناس الذين حوله
ليس هذا تعميما لكنها آفة اجتماعية
الدول تبني بالتضامن والحب والتقدير للنجاح
اما نحن والحمد لله
. كل ما خدمت شخصا ستجد انه يكرهك أكثر
في عملك ويحسد فيك كل خطوة
حتى لو انقذته من الموت سينسي لك
فإن نجحت قد ياتيك التقدير من ناس لايعرفونك
أكثر من الذين يعرفونك.. ناكر المعروف
سيشكرك أمامك لكنه سيعمل جاهدا للنيل من صورتك
أن أفة الحسد واللامبالاة والنظر الي الآخرين واقدار الآخرين هي مشكلة اصيلة
أن كل مصائب شعبنا يأتي من هذه الأفة اللعينة
اننا نحتاج إلى إصلاح أنفسنا من الداخل
اننا نحتاج إلى تطوير تفكيرنا والنظر الي الامام
علينا أن لا نفكر في نجاحات واخفاقات الأخيرين
الا بنفوس طيبة.. علينا أن نعمل بمساعدة الآخرين دون النظر إلى شي يتعلق بالشخص الذي تريد خدمته
عليك بالنصيحة والتوجيه واترك امر التقدير الي الله
لا تفكر في عائد وشكر من احد
فد ينجح الإنسان ويحاول بعض منهم افساد ذلك
لا تكترث
النفوس الضعيفة والحاقدة قد تحاول النيل منك لا تكثرت
على الإنسان أن يحاسب نفسه ويعرف ان كل عمل خير
إنما مرجعه الي الله
وصلت اوضاعنا الي النحو الذي نراه
رغم كل الامكانيات لان السوداني لا يحب أن يطور نفسه ناهيك عن الاخرين وهو منشغل جدا بأخبار الناس حتى يستمتع بفشلهم.. هذا ليس عاما لكن منتشر بكثرة
انظر لحولك وتحقق.. هذا المرض أفسد مجتمعنا
وشوه تاريخنا وقتل مستقبل شعبنا.
الحسد ثم الحسد ثم الحسد آفة مجتمعنا
نحن شعب نكره النجاح.
شعب يلهي نفسه بمحاربة كل نجاح
نحتاج إلى مصلحين اجتماعيين أكثر من السياسيين
وكان الله في عوننا
عادل.احمد يوسف
المصدر: صحيفة الراكوبة