91 سنة على معركة بوكافر .. معقل المقاومة ينتظر اللحاق بركب التنمية
91 سنة مرت على معركة بوكافر التي شهدت مواجهات دامية بين قبائل آيت عطا والجيش الاستعماري الفرنسي، استعمل فيها هذا الأخير أسلحة ثقيلة تسببت في قتل عدد كبير من المجاهدين ونفوق المواشي.
يوم 13 فبراير من سنة 1933، شن جيش الاستعمار الفرنسي أول هجوم على رجال قبائل آيت عطا، لكن بالرغم من الخسائر البشرية والحيوانية التي خلفها الهجوم الفرنسي الذي استعمل أسلحة ثقيلة والقصف بالطيران، تكبد المستعمِر خسائر كبير في صفوف جيشه، ضمنها قتل كبار الضباط، والآليات.
وتفيد الروايات الشفهية التي يرويها بعض ممن حضروا هذه المعركة بأن رجال ونساء قبائل آيت عطا، بقيادة المجاهد الراحل عسو أوبسلام، خاضوا هذه الحرب للدفاع عن الأرض وعن الكرامة وعن رمز المملكة ومقدساتها.
ودارت أحداث معركة بوكافر في قمة جبل بوكافر بمنطقة صاغرو، وتكبد فيها الجيش الفرنسي خسائر كبيرة على يد المجاهدين، قبل أن تنتهي هذه الحرب بعد 42 يوما بتوقيع الهدنة عقب قبول فرنسا بشروط المقاومة.
بعد 91 سنة .. صاغرو يعاني التهميش
يدير نايت علي أوداود، من ساكنة جماعة إكنيون، والده شارك في حرب 1933 ضد الاستعمار الفرنسي، قال: “بعد 9 عقود على هذه الحرب، ما تزال منطقة صاغرو، وعاصمتها إكنيون، تعاني جميع أشكال التهميش والركود التنموي”، مضيفا أن “هناك مجموعة من المشاريع سبق تدشينها في المنطقة لم تر النور بعد، على رأسها متحف المقاومة”.
وذكر المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “منطقة إكنيون تعتبر من أكبر المناطق على المستوى الوطني التي لم تنل نصيبها من المشاريع التنموية، ولا تتوفر على مجموعة من المرافق الإدارية مثل دار الأمومة وغيرها من الإدارات”.
بدوره، قال سعيد آيت يشو، من ساكنة إكنيون: “لا يعقل أن تبقى هذه المنطقة التي تعتبر معقل المقاومة العطاوية خارج البرامج التنموية المركزية، وخارج برامج المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير”.
وأضاف آيت يشو، في تصريح لهسبريس، أن “منطقة إكنيون ظلت لعقود من الزمن بدون تنمية، وبقي الوضع كما تركه الاستعمار الفرنسي”، ملتمسا “تحرك الجهات المسؤولة على مستوى القطاعات الحكومية لبرمجة مشاريع تنموية كبرى وانتشال المنطقة من قوقعة التهميش”.
مقاومون منسيون
كريم الحسني، فاعل جمعوي بمنطقة إكنيون، شدد في تصريح لهسبريس على أن “الدولة لم تعط لهذه المنطقة الاهتمام الذي يليق بتاريخها المجيد في الدفاع عن الوطن ومقدساته”، موردا أن “هذه المنطقة لم تدافع عن الوطن في هذه الرقعة فقط، بل كان سكانها الأوائل في المسيرة الخضراء المظفرة”.
وزاد: “بالإضافة إلى تهميش المنطقة تنمويا واقتصاديا، فإن المقاومين بهذه المنطقة منسيون ولم يدرج المئات منهم في لوائح المقاومة، وبذلك تقوم المندوبية السامية بتهميشهم ونسياهم مقابل توشيح وتكريم أناس من خارج المنطقة في معركة بوكافر”.
والتمس المتحدث “إعادة تحيين وتعديل لوائح المقاومة، وإدراج الأسماء التي تستحق التكريم”، مؤكدا “رفض غالبية ساكنة قبائل آيت عطا المنطق الحالي الذي تعتمده المندوبية السامية للمقاومة في تكريم بعض المواطنين، مقابل تهميش وإهمال المقاومة الحقيقية التي دافعت بأرواحها وأبنائها عن حوزة الوطن”.
زيارة ملكية ستحل العقدة التنموية
وأجمع عدد من شباب قبائل آيت عطا المنتمين لعدد من الجماعات الترابية بتنغير وزاكورة على أن تخليد معركة بوكافر “يجب إعادة النظر فيه، لأن التخليد يجب أن ترافقه مشاريع تنموية كبرى تكون فيها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساهما رئيسيا”.
وذكر هؤلاء الشباب، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن “قبائل آيت عطا ترفض الاحتفال بهذه الذكرى الغالية بالبهرجة والفلكلور، وتطالب بجعلها محطة لتنزيل برامج تنموية كبرى وفرصة للوقوف على المنجزات والمكتسبات”، ملتمسين زيارة الملك محمد السادس إلى المنطقة من أجل إعطاء دفعة قوية ونفس جديد للتنمية بهذه المنطقة الجبلية.
في هذا الإطار، قالت السعيدة، شابة من منطقة إكنيون، إن “أحلامنا نحن أبناء قبائل آيت عطى هي زيارة ملكية سامية للوقوف على معاناة أبناء وأحفاد المقاومة”، مضيفة أن “المنطقة كانت ستكون مهمشة أكثر لولا تدخلات السلطات الإقليمية لبرمجة عدد من المشاريع بتنسيق مع بعض الشركاء”.
وتابعت السعدية، في تصريح لهسبريس، أن “الساكنة المحلية تطالب أيضا بتنفيذ الاتفاقيات السابقة، من بناء متحف المقاومة ودار الأمومة وملاعب القرب بمركز الجماعات، وإحداث مراكز المهن والكفاءات بالوسط القروي بتاكموت، وتوفير الماء الصالح للشرب”، موردة: “لا يعقل أن تروي الساكنة ضمأها في فصل الشتاء بالصهاريج المتنقلة”.
المصدر: هسبريس