رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار في يومه الـ 58 يوما، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها المتكررة في حق المدنيين، فيما أعلنت “الأونروا” تشخيص 508 حالات إصابة بسوء تغذية حاد في صفوف الأطفال بالقطاع، ما يفاقم المخاوف من انهيار التهدئة والعودة إلى مربع الحرب، في ظل تصعيد ميداني متواصل جنوب ووسط قطاع غزة.

وأفاد مصدر طبي وفق “الجزيرة”، بأن طفلاً أصيب بجروح جراء إطلاق نار من طرف الجيش الإسرائيلي استهدف حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث جرى نقله إلى المستشفى المعمداني وسط المدينة. وأكدت مصادر محلية أن المنطقة التي أصيب فيها الطفل سبق أن انسحب منها الاحتلال ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي السياق ذاته، قال مراسل القناة القطرية إن قوات الاحتلال نسفت مباني سكنية وأطلقت النار بكثافة شرق خان يونس جنوبي القطاع، في وقت أفادت فيه وسائل إعلام محلية أن آليات الاحتلال واصلت إطلاق نيرانها شمال مدينة رفح جنوب القطاع.

كما شنّت طائرات الاحتلال، فجر اليوم الأحد، غارة جوية استهدفت شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، دون تسجيل ضحايا إلى حدود اللحظة.

حصيلة ثقيلة للضحايا

وفي آخر تحديث لها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 70 ألفاً و360 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، فيما بلغت حصيلة الجرحى 171 ألفاً و47 مصاباً، مع استمرار وجود عدد من الضحايا تحت الأنقاض.

وأوضحت الوزارة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية 6 شهداء و17 إصابة جديدة، مشيرة إلى أن عدد الشهداء منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي بلغ 373 شهيداً، مقابل 970 مصاباً، إضافة إلى انتشال 624 جثماناً.

توغل وخروقات متواصلة

وشهد يوم أمس السبت توغلاً جديداً لقوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس، مع توسيع ما يُعرف بالمنطقة الصفراء، وذلك بعد تأكيد استشهاد نحو 7 فلسطينيين بنيران الاحتلال، خمسة منهم في مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، خارج مناطق انتشار القوات الإسرائيلية.

في المقابل، زعم جيش الاحتلال أن قواته أطلقت النار على “ثلاثة مسلحين اجتازوا الخط الأصفر”، في وقت تؤكد فيه مصادر رسمية بغزة أن الاحتلال واصل خروقاته للاتفاق وارتكب مئات الانتهاكات، أودت بحياة 367 فلسطينياً منذ بدء وقف إطلاق النار.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 50 في المائة من مساحة قطاع غزة، خصوصاً في الشريطين الجنوبي والشرقي وأجزاء واسعة من شمال القطاع، في خرق واضح لبنود التهدئة.

أطفال تحت الجوع والحصار

في موازاة التصعيد العسكري، أعلنت وكالة “الأونروا” تشخيص 508 حالات إصابة بسوء تغذية حاد في صفوف الأطفال بقطاع غزة، في ظل شح كبير في المساعدات الإنسانية ونقص حاد في التمويل، ما اضطر الوكالة إلى تقليص خدماتها.

وأكدت مسؤولة العلاقات الخارجية والإعلام في الأونروا أن تدفق المساعدات لا يغطي الحد الأدنى من حاجيات السكان، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية يوماً بعد يوم.

تحذيرات من انفجار جديد

سياسياً، حذّر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، من أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار تهدد بتجدد الصراع، مؤكداً أن السلام لا يمكن أن يتحقق دون انخراط جميع الأطراف.

من جهته، جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي التأكيد على أن معبر رفح مخصص للمساعدات الإنسانية فقط والحالات الطبية المستعجلة، مشدداً على رفض القاهرة القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.