30% من الأسر المتضررة من زلزال الحوز ما تزال تقطن بالخيام
بعد عام على فاجعة زلزال الحوزر، عادت مجموعة من الأسر بالجماعة الترابية تالكجونت، وعلى غرار الجماعات التابعة لإقليم تارودانت، إلى منازلها، التي اكتست حلة جديدة، بعد أن خضعت لعمليات الإصلاح والترميم بعد زلزال 8 شتنبر الماضي.
وحسب معطيات السلطات المحلية على مستوى اقليم تارودانت، فإنه من بين 15 ألف و394 أسرة تهدمت مساكنها أو تضررت، فإن 3 آلاف و825 أسرة تقطن حاليا في الخيام. وتجري أشغال إعادة الإعمار هاته، التي تتواصل بدون توقف، في احترام تام للبعد البيئي والتراثي ونمط العيش الخاص بهذه المنطقة. بينما كشفت السلطات الاقليمية بالحوز أن 8187 أسرة من ضمن 27 ألفا و205 أسر أنهارت منازلها أو تضررت على مستوى إقليم الحوز، ما زالت تقطن بالخيام (بنسبة 30بالمائة)
فبفضل التعبئة المستمرة التي أبانت عنها جميع الأطراف المعنية، وكذا روح التعاون والتفاعل الإيجابيين للساكنة المستهدفة، تم الانتهاء من أشغال إعادة بناء 21 مسكنا، بما في ذلك أشغال الصباغة والتبليط، بينما يوجد 127 مسكنا آخرا في مراحله النهائية.
وتشرف السلطات المحلية واللجن التقنية المكلفة بالتتبع والمواكبة على عملية إعادة الإعمار هذه، وذلك من أجل السهر على احترام المعايير الهندسية المعتمدة، وطرق البناء الملائمة واستعمال الآليات المناسبة.
وقال عزيز الفقير، تقني بجماعة تالكجونت، إن عملية إعادة تأهيل المنازل المهدمة جزئيا أو كليا تتقدم بإيقاع مدعم، مؤكدا إصدار ما مجموعه 636 رخصة بناء لحد الأن للأسر المستفيدة، مشيرا في في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، منذ الأيام الأولى بعد الزلزال، تم بذل جهود ضخمة لضمان حسن سير هذه الأوراش المفتوحة وتأمين، في الآجال المحددة، وإعادة إسكان المتضررين، وفك العزلة عن الدواوير وإعادة تأهيل الطرق.
من جانبه، عبر محمد أيت لشكر، أحد المستفدين من عملية إعادة بناء المساكن المتضررة من الزلزال بجماعة تالكجونت، عن سعادته وارتياحه للتقدم المحرز في أعمال إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن هذا العمل لم يكن من الممكن أن يكتمل لولا الالتزام الثابت من جانب السلطات المحلية وباقي الأطراف المعنية.
وأضاف أن هذه العملية واسعة النطاق تتواصل في ظروف جيدة، مشيدا “بالعمل الكبير الذي تقوم به السلطات المحلية على مستوى التتبع الدقيق للأشغال والاستعداد الدائم لتقديم العون للمواطنين في هذه الظروف الاستثنائية”.
ونوهت مجموعة من الأسر بالمبادرات التي قامت بها السلطات العمومية، مؤكدة أنها تستفيد هي أيضا من ألفين و500 درهم كدعم شهري.وفي انتظار استكمال أشغال إعادة بناء وتأهيل منازلها، أفادت بعض الأسر بأنها تقطن لدى الأقارب أو الجيران، في حين قامت أسر أخرى باكتراء منازل بفضل الدعم الشهري المقدم لها، في وقت لا زالت فيه بعض الأسر تقطن في الحيام.
وبعد مرور عام على الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، تتواصل أشغال إعادة بناء وتأهيل المساكن التي انهارت كليا أو جزئيا، على قدم وساق، من أجل تمكين العائلات المتضررة من العودة في أسرع وقت ممكن إلى منازلها.
وتعد السرعة والتعبئة والالتزام والجدية بمثابة الركائز التي تقوم عليها هذه الدينامية الإيجابية التي تتمثل أولويتها المطلقة في إعادة إسكان الأسر في أفضل الظروف، وذلك وفقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، عبرت العديد من الأسر عن عميق امتنانها للملك محمد السادس وكذا للسلطات ومختلف المتدخلين الذين لا يدخرون أي جهد من أجل ضمان السير الجيد لعملية إعادة البناء والتأهيل التي ستمكنهم من العودة إلى منازلهم، شهورا بعد الهزة الأرضية المأساوية.
وأكد رئيس قسم التجهيزات بعمالة الحوز، أنس البصراوي، أن هذه العملية انطلقت مباشرة بعد إزالة الأنقاض ومنح التراخيص اللازمة، مشيرا إلى أنه تم حفر الأساسات وتسليم الهيكل والواجهات الأمامية والسقف العلوي.
وأوضح أن “عدد الأساسات التي تم حفرها بالفعل بلغ 11 ألف أساس، وهو ما يمثل 47 في المائة من إجمالي عدد المساكن، بينما تم تسليم ألف مسكن من أصل 23 ألف و500 مسكن، أي بنسبة 5 في المائة من إجمالي عدد المساكن”.
وقد تم هدم أكثر من 23 ألف و360 مسكنا من إجمالي 23 ألف و500 مسكن، في حين تناهز نسبة تقدم الأشغال 99 في المائة، وذلك بفضل الجهود المشتركة بين مديرية التجهيز ووزارة الداخلية، على الرغم من وعورة التضاريس في بعض الحالات.
وبالفعل، فقد تم إحراز تقدم مهم جدا في ما يتعلق بتأهيل وإعادة بناء المساكن التي دمرت كليا أو جزئيا بسبب الزلزال، على الرغم من التحديات، وخاصة الجيولوجية منها، التي تميز هذه المنطقة.
وأجمعت العديد من الأسر في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء على الإشادة بالجهود المبذولة في هذا الصدد من قبل السلطات وكافة المتدخلين، مؤكدة أنها تستفيد من دعم شهري قدره 2500 درهم.
وإذا كانت بعض هذه الأسر تقطن مع أقاربها أو جيرانها، فإن أسرا أخرى صرحت بأنها استأجرت مساكن بفضل المساعدات التي قدمت لها، فيما أشارت أسر أخرى إلى أنها ما تزال تقطن في الخيام في انتظار انتهاء أشغال إعادة بناء أو تأهيل مساكنها.
وتجدر الإشارة إلى أنه حسب معطيات السلطات المحلية، فإن 8187 أسرة من ضمن 27 ألفا و205 أسر انهارت منازلها أو تضررت على مستوى إقليم الحوز، ما زالت تقطن بالخيام.
المصدر: العمق المغربي