22 عاما من اللكم في الهواء.. هل تنهي أولمبياد باريس عهد بلحاج على رأس الملاكمة المغربية؟
كشفت المشاركة المغربية في أولمبياد باريس 2024 عن ضعف ملحوظ في مستوى رياضة الملاكمة بالمغرب، خصوصا بعد فشل تأهل الملاكمين في فئة الرجال إلى الأولمبياد، وخروج الملاكمات الثلاث (ياسمين متقي ووداد برطال وخديجة المرضي) دون أي إنجاز يذكر، مما يضع علامة استفهام كبيرة حول أداء الجهاز الوصي على رياضة الملاكمة بالمغرب.
وبعد هذا الإخفاق الأولمبي الجديد، أثبت جواد بلحاج، رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، مجددا فشله الذريع في منصبه منذ انتخابه لأول مرة في عام 2002، أي لما يقارب 22 عاما، وخلال هذه الفترة الطويلة، لم يتمكن بلحاج من تحقيق أي إنجازات بارزة تذكر في مجال الملاكمة، بل ظل يراكم الفشل والإخفاق على مدى هذه السنوات.
فمنذ أولمبياد أثينا 2004، مرورا بأولمبياد بكين 2008، ولندن 2012، وطوكيو 2020، وصولا إلى أولمبياد باريس 2024، عجز المغرب عن تحقيق أي ميدالية ذهبية في الملاكمة، خلال هذه الفترة، لم يتمكن سوى الملاكم محمد ربيعي من انتزاع برونزية يتيمة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، مما يعكس تراجعا مستمرا في الأداء والنتائج على الصعيد الأولمبي.
ومع كل إخفاق، تتوجه الأنظار نحو المكتب المديري لجامعة الملاكمة ففي الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة أن يقدم استقالته، يتبنى المكتب المديري موقفا مغايرا، حيث يصر رئيس الجامعة على عدم تقديم استقالته، ويستمر في الترشح للرئاسة في كل جمع عام دون أي منافس، ويعكس هذا الوضع استمرار أزمة القيادة ويزيد من تعقيد مسألة تطوير الملاكمة المغربية.
في سياق متصل، تتبنى الجامعة الملكية للملاكمة برئاسة بلحاج سياسة “التبرير”، حيث تقوم بعد كل إخفاق دولي بإعفاء جميع عناصر الإدارة التقنية والأطر المشرفة على الفرق الوطنية، في محاولة لإسكات الأصوات المنتقدة. وفي الوقت الذي يطالب فيه المغاربة بتغيير جذري في الجامعة وضخ دماء جديدة فيها، يظل النحس ملازما لها منذ 22 عاما تحت قيادة بلحاج.
فبعد النتائج المخيبة للآمال التي تحققت في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، اتجهت الجامعة الملكية للملاكمة إلى حل إدارتها التقنية. وعقب الإخفاق في نسخة باريس 2024، كررت الجامعة نفس الخطوة، حيث أعلنت في بلاغ لها أمس الأحد عن إقالة المدير التقني الوطني، عثمان فضلي، والطاقم التدريبي للمنتخب.
وقالت الجامعة أنه تم “حل الإدارة التقنية الوطنية التي يرأسها المدير التقني للمنتخبات الوطنية عثمان فاضلي، مع تشكيل لجن وطنية مؤقتة للإشراف على المنتخبات الوطنية لجميع الفئات، مع الإعلان عن طلب عروض الترشيح على المستوى الدولي لتحمل مسؤولية قيادة الإدارة التقنية الوطنية”.
وبهذه الخطوة، يعود رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، عبد الجواد بلحاج، إلى تكتيك “كبش الفداء”، حيث يضحي بأعضاء الإدارة التقنية الوطنية للجامعة لتبرير فشله في قيادة الملاكمة المغربية لمنصات التتويج وتمكين الملاكمين المغاربة من التنافس على الصعيد العالمي.
المصدر: العمق المغربي