اخبار المغرب

يلتهم غابة القريعات بتيفلت.. مطرح أزبال يخنق جيرانه ويجثم على أرض سلالية (الفيديو)

على بعد حوالي أربعة كيلومترات جنوب مدينة تيفلت، يجثم مطرح أزبال على غابة القريعات، ممتدا على أكثر من 100 هكتار، بينما تزكم الروائح المنبعثة منه أنوف سكان تيفلت، وتحول حياتهم إلى جحيم، خصوصا في فترات الحر حيث لا يستطيعون إغلاق نوافذ منازلهم.

تستقبل غابة القريعات الزائر من الجهة الغربية بطريق نحتته عجلات شاحنات الأزبال وعربات “ميخالة”، الذين يجمعون النفايات القابلة لإعادة التدوير. يمر هذا الطريق بجانب أشجار الأوكاليبتوس، وتكتنفه أكوام من مخلفات البناء. أما مطرح الأزبال فترشد إليه روائحه الكريهة وأعمدة الدخان المتصاعدة منه، وأسراب طائر البلوش الأبيض التي تحوم فوقه.

رئة تيفلت تختنق

بالنسبة لرئيسة فرع المركز المغربي لحقوق الإنسان بتيفلت، صباح سجيع، فإن هذا المطرح يشكل كارثة بيئية وخطرا كبيرا على سكان المدينة، حيث تحولت الغابة، وهي المتنفس البيئي الوحيد بالمنطقة، إلى كومة من الأزبال، وهو ما تسبب في حرمان الكثير من الساكنة من ممارسة الرياضة واستنشاق الهواء العليل بهذا المكان.

وقالت سجيع، في تصريح لـ”العمق”، إن السكان خاضوا أشكالا احتجاجية، كما راسلت جمعيتها السلطات المحلية ومختلف المسؤولين، “وطرقنا جميع الأبواب لكن دون جدوى.. لم نحصل على أي توضيح أو معلومة بشأن مستقبل هذا المطرح، فهل سيتم إزالته أم سيظل هنا؟”.

ولاحظت جريدة “العمق”، خلال زيارتها للمطرح، وجود عدد من “الميخالة”، الذين يبحثون عن مواد مثل البلاستيك والنحاس وغيرها وسط الأزبال، ويجمعونها في أكوام داخل الغابة، ناهيك عن وجود أغنام ترعى وسط النفايات.

شاحنات الأزبال التي تدخل إلى المنطقة تفرغ حمولتها بشكل عشوائي في أماكن متفرفقة من الغابة، وهو ما اعتبرته سجيع أمرا متعمدا، لكي يتمدد المطرح على أكبر مساحة ممكنة. أما النيران التي تشتعل في الأزبال بين الفينة والأخرى فإن آثارها بادية على بعض الأشجار التي خالط السواد لونها الأخضر.

وطالبت الفاعلة الحقوقية مجلس جماعة تيفلت، الذي يرأسه عبد الصمد عرشان، بالتدخل وإيجاد حلول وبديل لهذا المطرح، ووضع حد لهذه الكارثة البيئية، قائلة إنه “من غير المعقول أن تتحول الغابة، التي كانت قبل عقود المتنفس الوحيد للساكنة بالمنطقة، إلى نقطة سوداء.

أحد سكان تيفلت صادفته جريدة “العمق” بإحدى أحياء المدينة، اشتكى من الضرر البليغ الذي يحدثه له ولأسرته هذا المطرح، قائلا إن الروائح المنبعثة منه والأدخنة التي ينفثها تخنق أنفاسهم، خصوصا في ظل الحرارة المفرطة في المدينة خلال الصيف، التي تجعل إغلاق نوافذ المنازل أمرا صعبا.

سلاليون

بالنسبة لأحمد الشباري، فإن المساحة التي تقع عليها غابة القريعات، وضمنها مطرح الأزبال، ملك لهم ومحفظة في اسم أبناء قبيلته كسلايين، مطالبا المجلس الجماعي بإزالة هذا المطرح من فوق هذه الأرض “المغتصبة”.

وتأسف الشباري، في حديث لجريدة “العمق”، عن الحالة التي تحولت إليها هذه المساحة من الأرض، حيث ترمى النفايات المنزلية ومخلفات البناء بطريقة عشوائية، مشيرا إلى أن هذه المساحة من الأرض تقع في مكان استراتيجي مهم، بحيث تحاذي على الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء وفاس، وقريبة من مدينة تيفلت.

وطالب الشباري ببيع هذه المساحة لكي يستفيذ ذوو الحقوق، لأن أغلبهم في أوضاع مادية واجتماعية مزرية، قائلا إن المندوبية السامية للمياه والغابات تستغلها عن طريق عقد لمدة محدودة، منذ سنة 1969.

وقال الشباري إنهم كذوي الحقوق نظموا عددا من الوقفات الاحتجاجية وبعثوا مراسلات إلى مختلف الإدارات والمسؤولين، مشيرا إلى أن وضع الأزبال بهذا المكان بدأ قبل أربعة عقود تقريبا.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *