وفاة طفل بإملشيل تثير غضبا واسعا وتكشف واقع التهميش الصحي بالمناطق الجبلية (فيديو)

خلّفت وفاة طفل مريض بمنطقة إملشيل، أمس الأحد، صدمة واسعة، بعدما عجز المستشفى المتنقل عن إنقاذ حياته، في حادثة اعتبرها الائتلاف المدني من أجل الجبل “تجسيدا صارخا لواقع التهميش الصحي الذي تعانيه المناطق الجبلية منذ سنوات”.
الائتلاف، وفي بيان احتجاجي شديد اللهجة، اطلعت عليه “العمق” عبّر عن تضامنه المطلق مع أسرة الطفل الضحية، مؤكّدا أن الحادثة “ليست معزولة”، بل تمثل دليلا جديدا على “فشل مقاربة ترقيعية” لم تنجح في ضمان أبسط الحقوق الأساسية، وفي مقدمتها الحق في الحياة والصحة والكرامة.
وأظهر شريط مصور، بثّته أسرة الطفل، لحظات مؤلمة وثّقت ما وصفه الائتلاف بـ”زيف شعارات القرب في الرعاية الصحية”، حيث عجز الطاقم الطبي في المستشفى المتنقل عن التدخل الفوري، ما أدى إلى وفاة الطفل وسط حالة من الغضب في المنطقة.
وحمل الائتلاف ضمن البيان ذاته، المسؤولية الكاملة للجهات المعنية، مطالبا بـ”فتح تحقيق عاجل وجاد” لتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل المتورطين، محذرا من اللجوء إلى ما سماها “التبريرات والتقارير الشكلية”.
كما دعا الحكومة ووزارة الصحة والمؤسسات العمومية إلى القطع مع ما وصفه بـ”الحلول المؤقتة والمناسباتية”، مطالبا باعتماد سياسات عمومية منصفة وشاملة، تعالج اختلالات البنية الصحية بالمناطق الجبلية، وتضمن عدم تكرار مثل هذه المآسي.
وأكد الائتلاف الوطني من أجل الجبل أن “استمرار الإقصاء المجالي والتمييز في الخدمات الصحية يشكل خرقا فاضحا لمبدأ العدالة الاجتماعية والمجالية، ويزيد من حدة الفوارق والاحتقان في صفوف ساكنة الجبل”.
ودعا كل القوى الحية، من إعلاميين وحقوقيين وفاعلين مدنيين وسياسيين، إلى جعل هذه الفاجعة “محطة وعي جماعي من أجل الانتصار لكرامة الإنسان الجبلي”، مشددا على أن ساكنة هذه المناطق “ليسوا مواطنين من درجات دنيا، ولا ينبغي أن يظل صبرهم على التهميش بلا حدود”.
المصدر: العمق المغربي