توفي الإعلامي والروائي المغربي سعيد الجديدي، أحد رواد الصحافة الناطقة بالإسبانية في المغرب، وأول من قدم نشرات الأخبار بهذه اللغة في التلفزيون المغربي، وذلك بعد مسار إعلامي وثقافي حافل.
وأكدت نجلة الراحل، في اتصال مع جريدة “العمق”، أن والدها توفي قبل قبل منتصف ليلة 27 شتنبر، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بخصوص ظروف الوفاة.
وينحدر سعيد الجديدي من مدينة تطوان، وتحديدا من حي عين خباز، وينتمي إلى أسرة علمية عريقة لها جذور دينية وثقافية عميقة في المنطقة.
وكان الراحل من المؤسسين الأوائل للإعلام الإسباني في المغرب بعد الاستقلال، وبرز لسنوات طويلة كمقدم لنشرات الأخبار بالإسبانية، حيث تميز بصوته الهادئ وحضوره المميز على الشاشة.
بدأ مشواره الإعلامي أواخر الستينيات وبداية السبعينيات حيث كان مراسلا من الرباط لجريدتين إسبانيتين هما “إنفورماسيونيس” (أخبار) و”بويبلو” (الشعب).
التحق الراحل بالإذاعة الوطنية من بوابة برنامج نسائي يحمل عنوان “أصداء نسائية”، وانتقل بعدها إلى الفريق الصحفي وقسم الأخبار ومنذ ذلك التاريخ لم يغادر التلفزة إلا بعد أن قضى فيها 39 سنة من العمل.
إلى جانب مساره الإعلامي، كان الراحل مترجما بارعا وكاتبا أدبيا، إذ نقل إلى اللغة الإسبانية عددا من المؤلفات الإسلامية الكلاسيكية، من بينها: الشمائل المحمدية، صفة الصلاة لابن العثيمين، حصن المسلم، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني، كما أثرى الساحة الثقافية المغربية بإبداعاته الأدبية باللغة الإسبانية.
وقد حظي الجديدي بتقدير وطني ودولي لمساره المتميز، حيث نال سنة 2018 وسام الاستحقاق من إسبانيا، اعترافا بدوره في تقريب اللغة والثقافة الإسبانية إلى الجمهور المغربي، وتعزيز جسور التواصل الثقافي بين المملكتين.
وكان الراحل يُذكر بين معاصريه بدماثة خلقه وبشاشته، وحرصه على عباداته، إلى جانب مكانته كجسر ثقافي بين المغرب والعالم الناطق بالإسبانية، ليس فقط عبر الإعلام، بل أيضا من خلال الأدب والترجمة.
المصدر: العمق المغربي