وضعية المرأة المغربية في الأعمال الفنية الوطنية “غير سليمة”

قالت خولة أسباب بن عمر إنها لا تعلم الكثير عن كيفية دخولها ميدان التصوير والتلفزيون، وما إن كان لذلك علاقة بكونها ابنة المخرج الراحل شكيب بنعمر أو لأنها ترعرعت بين أحضان هذا الفن، مبرزة أنها لا تستطيع أن تفصل نفسها عن التربية والتنشئة والثقافة التي كانت سائدة داخل الوسط الأسري وأمدها بها والدها الذي وصفته بالمدرسة الأولى.
وأضافت خولة، خلال حولها ضيفة على برنامج المواجهة “FBM” الذي يعده ويقدمه الإعلامي بلال مرميد ويبث على قناة “ميدي1 تيفي”، أن والدتها، المنتمية لأسرة التربية والتعليم، قررت في مرحلة من المراحل منعها من ولوج بلاتوهات التصوير، حيث تدخلت للفصل بين الميدان المهني للأب والحياة العائلية وتربية الأبناء.
وتابعت خولة بن عمر بأنها كانت محظوظة لأنها ترعرعت وسط زنقة البريهي، بفضل والدها، وهو شيء غير عادي بالمقارنة مع أولئك الذين تواجدوا في ضاحية المدينة. لذلك، تضيف، “كنت أتوارى كثيرا ولا أثق في نفسي رغم قيامي بالكثير من الأمور والأشياء حتى أستحق مكانتي، إلا أني اخترت الرجوع إلى الوراء احتراما للذين اشتغلوا وتقاتلوا أكثر مني”.
وبخصوص فيلمها السينمائي “نور في الظلام”، قالت المخرجة المغربية إن زوجها، المخرج رؤوف الصباحي، كان يسألها باستمرار عن ميعاد وموعد إنجازها لفيلم قصير، مؤكدة أن رفيق دربها عاش معها لحظات التردد بسبب الخوف من هذه الخطوة وهي المغرمة والمتشبثة بالتلفزيون.
وأبرزت ضيفة بلال مرميد أن “رؤوف قام بكتابة سيناريو لم يتمكن من إخراجه، على اعتبار أنه يتضمن جزءا كبيرا من حياته وحياة والده، حيث رأى أنه لن يكون واقعيا”، لذلك أوكل إليها الإشراف على إخراجه، كاشفة أنها اشتغلت على الفيلم سنة 2017 “بإنتاج ذاتي خالص، وبدون تخطيط مسبق”.
وعن العائق الذي يمنعها من إخراج عمل درامي، سواء تعلق الأمر بمسلسل أو فيلم، أوضحت خولة أسباب أن نوعية هذه الأعمال لا تشبهها؛ فهي سيدة لها توازن في حياتها ولا تستطيع الاشتغال في ظروف معينة لإنجاز مثل هذه الأعمال التي قد تدوم أسابيع طويلة بمدة زمنية تصل 12 ساعة يوميا، وهو ما لا تستطيع تحمله.
وترى المخرجة بن عمر أن العوامل التي يجب التركيز عليها حتى تصبح الأعمال الرمضانية مقبولة، تتمثل في “تفادي تقديمها دفعة واحدة خلال رمضان”، متسائلة: “عْلاشْ رمضان بالضبط؟”، داعية إلى “الاجتهاد والاهتمام بالإنتاجات المغربية طيلة السنة”، محملة المشاهد والفاعلين في الميدان على حد سواء مسؤولية هذا الإشكال.
وتعليقا على تعيينها ضمن اللجنة الوطنية للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، قالت خولة أسباب إن اختيارها جاء بحكم ترؤسها جمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، التي تعنى بالترافع وتحسين وضعية المرأة بالمغرب، موردة أن “وضعية المرأة المغربية الممارسة في المجال الفني غير سليمة”.
وتابعت بأن “ظاهرة التحرش الجنسي لا تهم السينما فقط، بل تطال جميع المجالات”، مؤكدة أن “غياب عقاب للمتحرش ولوم المرأة على التحرش بها، عاملان يدفعان النساء إلى اختيار الصمت وطغيان المتحرش، مما يؤدي إلى استفحال هذه الممارسات”، موردة أنها لا تؤمن بالنضال الفيسبوكي؛ “لأن سيادة القانون وتطبيق المساطر أهم من كل ذلك”.
المصدر: هسبريس