“وشم بالشوكولا” يدخل إلى سجن بني ملال
في خطوة تعكس التزام المؤسسات السجنية بتعزيز الثقافة والإبداع، استأنف المقهى الثقافي في سجن بني ملال أنشطته الثقافية، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، حيث نظّم لقاءً مميزًا لنزيلات ونزلاء المؤسسة مع الشاعرة والأديبة المبدعة أمينة الصيباري للحديث عن تجربتها الشعرية والأدبية، وعن ديوانها الشعري الموسوم “وشم بالشوكولا”.
افتتح اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت أحد النزلاء في المؤسسة، ثم ألقى مدير المؤسسة كلمة ترحيبية بالحضور وأثنى على الدور المحوري للأستاذة أمينة الصيباري في تعزيز التواصل والانفتاح بين المؤسسة ومحيطها الخارجي.
وعرض الأستاذ عبد الغني بلقصير خلال اللقاء لوحةً كرونولوجيةً عن حياة الكاتبة، ووصفها بأنها هدية مدينة القصر الكبير لبني ملال، وأشار إلى أهمية الديوان الشعري الذي يحمل مجموعة من القصائد التي تعبر عن مختلف المواضيع بأسلوب شعري متقن ومؤثر. كما ذكر بالمراحل التاريخية التي قطعها الشعر العربي، لافتا إلى أن اليوم العالمي للشعر كان باقتراح مغربي فلسطيني عام 1999م.
وتحدثت الأستاذة أمينة الصيباري عن أدوار المؤسسة السجنية في دعم الإبداع الأدبي والفكري، قائلة إن هذه الجهود تمثل جزءًا من برامج التأهيل التي تهدف إلى إعادة إدماج النزلاء في المجتمع. كما عبرت عن فخرها واعتزازها بالاحتفال باليوم العالمي للشعر من خلال مناقشة ديوانها الشعري “وشم بالشوكولا”، الذي يضم 58 قصيدة تتنوع مواضيعها بين الحب والحياة والأمل والحنين.
وفتح باب النقاش أمام الحضور، حيث تفاعل النزلاء والنزيلات بشكل ملحوظ مع المواضيع والأفكار التي طرحت. وتميز النقاش بجودة الأسئلة والمداخلات، ما جعل الأستاذ عبد الغني بلقصير يعرب عن صدمته ودهشته بالمستوى الثقافي وبجودة ودقة الأسئلة حتى خيل له أنه في حرم جامعي.
وفي ختام اللقاء، تمتع الحضور بفقرات فنية متنوعة، أدتها مجموعة من نزلاء ونزيلات المؤسسة، حيث قدمت فرقة “ابن العربي للمديح والسماع” أداءً مميزًا، إلى جانب مجموعة فكاهية وإبداعات في الشعر والزجل.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج المقاهي الثقافية في السجون، الذي أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في عام 2017، يأتي في إطار البرامج التأهيلية الجديدة التي تسعى لتمكين النزلاء والنزيلات من التواصل مع أصحاب الخبرات الثقافية والفنية والعلمية.
ويعكس هذا البرنامج اهتماما متزايدا بتحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة إدماجهم في المجتمع، ويسهم في تطوير قدرات النزلاء وفتح آفاق جديدة لهم تمهيداً لعودتهم إلى الحياة الطبيعية.
المصدر: هسبريس