قالت الممثلة المغربية فاطمة وشاي، إن انتشار مقاطع من الأعمال التلفزيونية القديمة على مواقع التواصل الاجتماعي دليل واضح على رغبة الجمهور في العودة إلى إنتاجات صادقة وقريبة من الواقع المغربي، معتبرة أن هذا التفاعل يعكس “حنين المتابعين لأعمال تلامس حياتهم اليومية وتنسجم مع ثقافتهم وهويتهم”، وأن الابتعاد عن هذا الخط يجعل بعض الإنتاجات الحالية تقع في فخ التقليد دون إضافة حقيقية.
وفي حديثها عن أزمة السيناريو في المغرب، أكدت وشاي أن هناك خلطا دائما بين كاتب السيناريو وكاتب الحوار، مشيرة إلى أن عددا من السيناريوهات الجيدة تضعفها حوارات غير محكمة.
وأضافت وشاي في تصريح لـ”العمق”، أن الحوار مسؤولية مشتركة بين الكاتب والممثل، إذ على الممثل بدوره أن يتدخل لتجويد الحوار عندما يلاحظ نقصا، وأن يعمل على بلورة الفكرة التي يريد السيناريست إيصالها، وفق تعبيرها.
وأوضحت ذات المتحدثة، أن الإشكالية لا تكمن في البناء الدرامي بقدر ما ترتبط بالحوارات التي تمنح الشخصيات صوتها الحقيقي وقدرتها على التأثير.
وحول معايير اختيارها للأدوار، أكدت وشاي أنه لم تكن لها فرصة لاختيار أدوارها كما يحدث في الصناعات الفنية في العالم، وأن المخرجين والمنتجين هم من يحددون لها ذلك، مشيرة إلى أنها تعتمد على البحث والقراءة قبل أي عمل، مستندة إلى معرفتها الدقيقة بالمجتمع المغربي وبطريقة عيش أفراده بمختلف شرائحهم، الأمر الذي يساعدها حسب قولها على تقديم أداء مقنع ومسؤول.
وبخصوص حضورها الفني، أكدت وشاي، أنها لم تغب عن الشاشة رغم تقلص ظهورها في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أنها شاركت مؤخرا في الفيلم التلفزيوني “النسيبة” للمخرج عبد الرحيم مجد، وهو عمل تناول علاقة الأصهار وقدمت من خلاله زاوية إيجابية مختلفة عن الصورة النمطية السائدة.
وتابعت وشاي، أنها حريصة على الاستمرار في سلسلة “مداولة” لما تحمله من بعد توعوي مهم، مؤكدة أن العمل يساهم في نشر الثقافة القانونية وتبسيط حقوق وواجبات المواطنين، معتبرة أن التجربة تثقيفية بالأساس لأنها ترفع منسوب الوعي القانوني لدى الجمهور، وتساهم في بناء معرفة مجتمعية يحتاجها المواطن.
ولم تقتصر تجربة وشاي على الأعمال الدرامية، إذ شاركت في فيديو كليب للمغني “سبعتون”، الذي وصفته بأنه تجربة مختلفة فتحت لها أفقا جديدا، كما خاضت تجربة النشر عبر منصة “تيك توك”، رغم الجدل الذي أثاره ظهورها هناك، بعدما اعتبر العديد من النشطاء الإلكترونيين هذه الخطوة “إساءة للصورة الاعتبارية للفنان”، لكنها ترى أن المنصات الرقمية اليوم جزء من حياة الجمهور ولا بد للفنان من التفاعل معها بوعي ومسؤولية.
وتطل فاطمة وشاي حاليا من خلال الفيلم السينمائي “الشلاهبية”، وهو عمل ينتمي إلى الكوميديا السوداء ويطرح قضايا اجتماعية وسياسية بطريقة ساخرة، إذ يروي الفيلم قصة مجموعة من الأشخاص الانتهازيين الذين يستغلون مواقعهم لخدمة مصالحهم والتلاعب بالصفقات ونهب المال العام، في إسقاط مباشر على ممارسات واقعية.
ويؤكد فريق العمل أن الهدف ليس الإضحاك فقط، بل تقديم نقد اجتماعي وسياسي يدفع المشاهد إلى التفكير. ويرتبط الفيلم، وفق تصريحات صناعه، بروح الخطاب الملكي الداعي إلى الإصلاح ومحاربة الفساد، موجها رسالة واضحة للمواطنين تدعوهم إلى الوعي عند اختيار ممثليهم وعدم التفريط في أصواتهم.
ويشارك في بطولة “الشلاهبية” عدد من الأسماء، من بينها: إلهام واعزيز، زكرياء عاطفي، فاطمة وشاي، الصديق مكوار، محسن ناشط، ومصطفى أبو قاسم، إلى جانب وجوه شابة.
المصدر: العمق المغربي
