احتفت مؤسسة وسيط المملكة، اليوم الثلاثاء، لأول مرة باليوم الوطني للوساطة المرفقية، خلال لقاء تواصلي جمع رئيس المؤسسة بالمخاطبين الدائمين داخل الإدارات والمؤسسات العمومية، وذلك غداة اعتماد هذا اليوم بقرار ملكي سام اعتبرته المؤسسة التفاتة ذات رمزية قوية ومسؤولية مشتركة لتعزيز الوساطة المؤسساتية وترسيخ قيم العدل والإنصاف.

وقال وسيط المملكة حسن طارق في كلمته الافتتاحية إن هذا الموعد يشكل اللقاء الثامن من نوعه منذ تأسيس هذه الدينامية التواصلية، مؤكدا رغبة المؤسسة في ترسيخ هذا الموعد كتقليد سنوي قار، يعزز الحوار المنتظم بين الوساطة والإدارة، ويمكّن من تتبع ملفات التظلم ومعالجة الإشكالات التي تعترض المرتفقين.

في ذكرى تأسيس ديوان المظالم.. الملك يقر “9 دجنبر” يوما وطنيا للوساطة المرفقية

وأوضح الوسيط أن اختيار يوم 9 دجنبر له دلالات متعددة، منها تزامنه مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، واستحضاره للخطاب الملكي المؤسس لديوان المظالم سنة 2001، الذي أعلن فيه الملك محمد السادس عن إحداث المؤسسة ضمن رؤية تروم نقلها من دور استقبالي للشكايات إلى سلطة اقتراحية تسهم في إصلاح الإدارة وتكريس المفهوم الجديد للسلطة.

وأكد حسن طارق أن السنة المقبلة، التي تدخل فيها الوساطة المؤسساتية عامها الخامس والعشرين، ستُعتمد “سنة للوساطة”، وسيتم خلالها إطلاق برامج إشعاعية وتواصلية وتكوينية سيتم الإعلان عنها قريبا، بهدف تعزيز مكانة الوساطة داخل مسار تحديث الإدارة المغربية.

وأوضح وسيط المملكة أن اللقاء السنوي مع المخاطبين الدائمين يعتبر محطة مركزية في تقوية التنسيق والتعاون بين المؤسسة والإدارات، مؤكدا أن هذه الفئة المهنية تلعب دورا محوريا في ضمان حسن سير العلاقة بين الإدارات والمرتفقين.وأشار إلى أن مهام المخاطب الدائم تشمل تحسين جودة الاستقبال، وتوفير المعلومات، وتبسيط المساطر، إضافة إلى ضمان تفاعل الإدارات مع مراسلات مؤسسة الوسيط بما يستجيب لروح القانون ولمعايير الحكامة الجيدة.

وشدد الوسيط على أن حضور المخاطبين الدائمين ينسجم تماما مع التوجيهات الملكية التي دعت إلى تعزيز التواصل بين هيئات الحكامة وباقي المؤسسات، ومع منشور رئيس الحكومة الصادر قبل ثمانية أسابيع بشأن تعزيز التنسيق والتعاون مع مؤسسة الوسيط، والذي وصفه بأنه وثيقة مرجعية تؤطر علاقة الإدارة بالمؤسسة، وتكرس فلسفة المفهوم الجديد للسلطة.

وفي خطوة جديدة لتعزيز الجانب العملي للوساطة، أعلن وسيط المملكة عن إطلاق منصة رقمية جديدة تحمل اسم “MOUKHATAB”، أعدتها أطر المؤسسة بهدف تمكين الإدارات من التواصل الفوري والآمن مع المؤسسة، وتسهيل تبادل ملفات التظلم وتتبع مآلاتها.

وأوضح الوسيط أن هذه المنصة تتميز بالسرعة، وتضمن اقتصادا في التكلفة والوقت، وتستجيب لمعايير متقدمة في الأمن المعلوماتي. كما ستسمح بتطوير العمل المؤسساتي المشترك، وتمكن من رصد مواطن الخلل ومعالجتها بفعالية أكبر.

وأكد أن الرقمنة أصبحت اليوم ركيزة أساسية في تحديث عمل مؤسسة الوسيط وتحسين علاقتها بالإدارة وبالمرتفقين، مشدداً على أن نجاح مشروع الوساطة المؤسساتية رهين بعلاقة قائمة على الشفافية والتعاون الفعلي.

وفي سياق استحضاره لمهام المؤسسة، شدد وسيط المملكة على أن الوساطة جزء من منظومة وطنية لحماية الحقوق والحريات، إلى جانب القضاء والمؤسسات الدستورية الأخرى، مؤكدا أن دورها يتجاوز النظر في الشكايات ليشمل توجيه الإدارة نحو تبني سلوكيات قائمة على احترام القانون والمساواة وتكافؤ الفرص.

وأبرز أن المؤسسة تعمل على تطوير برامج جديدة في مجالات التكوين، والتثقيف على قيم الوساطة، وتعزيز الحوار العمومي عبر مبادرات مثل “منتديات الحكامة المرفقية”و”إدارة المساواة”، وهي برامج تهدف إلى جعل الوساطة ثقافة مؤسساتية وممارسة يومية داخل المرافق العمومية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.