وسط تصدع الأغلبية.. الميزانية تشعل “حرب الأرقام” بين الرميلي والمعارضة
في “تناقض صارخ” مع التصريحات الرسمية التي تؤكد قوة تماسك تحالف الأغلبية، تكشف الأحداث على المستوى المحلي، ولا سيما في مجلس جماعة الدار البيضاء، عن وجود خلافات عميقة وتصدع داخل هذا التحالف.
ويتجلى هذا التصدع في الخلافات المستمرة بين رؤساء فرق الأغلبية، لا سيما بين رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار ورئيس الفريق الاستقلالي، بالإضافة إلى الانتقادات الموجهة، من قبل النائب الأول لرئيس فريق الأصالة والمعاصرة لرئيسة مجلس الجماعة، ما يخرج الصراعات الداخلية التي تعاني منها الأغلبية على المستوى المحلي، والتي تحاول مكوناتها إخفاءها عن العلن.
ففي كل دورة عادية أو استثنائية لمجلس الجماعة الدار البيضاء، لا يفوت رئيسا فريق التجمع ورئيس الفريق الاستقلالي، فرصة لتبادل الاتهامات حول الخروقات المزعومة التي تشهدها مقاطعة المعاريف، التي يترأسها عبد الصادق مرشد، ويشغل فيها حيكر صفة عضو بالمكتب المسير.
وخلال أشغال الدورة المنعقدة بداية الأسبوع الجاري، شهدت الجلسة تصاعدا في حدة الصراع والخلاف بين رئيسي فريقي الأغلبية في مجلس جماعة الدار البيضاء.حيث قام رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، عبد الصادق مرشد، بمحاولة نسب الإنجازات التي حققتها المدينة إلى حزبه ومناضليه القدامى، مشيدا بجهودهم واعتبارهم رموزا تركوا بصمة واضحة في العاصمة الاقتصادية، وهو ما استفز رئيس الفريق الاستقلالي.
وردا على مداخلة مرشد، استلم حيكر الكلمة وركز في مداخلته على تكذيب ما جاء على لسان مرشد، نافيا أن “يكون التجمعيون قد ساهموا بشكل فعال في تنمية الدار البيضاء أو في إخراج مشاريع مهمة لا تزال قائمة حتى اليوم”، مشيرا إلى أن مناضلين استقلاليين رسخت أسماؤهم في الأذهان ضحوا بأرواحهم للنهوض بالمدينة، وذكر أمثلة لمشاريع أنجزها الاستقلاليون، إلا أن هذه المشادات والتبادل الحاد للاتهامات بين الرئيسين، عكس التوتر المتزايد داخل التحالف.
ملاسنات بسبب 5 مليار
في سياق متصل، تتواصل حدة الخلافات بين رئيسة مجلس الجماعة نبيلة الرميلي وبين أعضاء فريق العدالة والتنمية، الذي استغرب من تصريحات “العمدة” بقولها إن المجلس برئاستها استطاع الرفع من ميزانية 2025 إلى 5 مليار و40 مليون درهم، بينما لم تتجاوز3.2 مليار درهم خلال السنوات السابقة، في وقت تحدثت فيه الرميلي أن مجلسها تمكن من رفع قيمة المداخيل إلى 4 مليار و400 مليون درهم على أمل بلوغ هذه المداخيل لـ 4 مليار و600 مليون درهم في نهاية سنة 2024.
وأثارت هذه الأرقام أو الزيادات الضخمة في ميزانية مجلس الجماعة والتي جاءت بعد أن كان المجلس يشتكي إلى حدود السنة الجارية من محدوديتها وعجزها، ( أثارت) حفيظة المعارضة المسيرة للمجلس في الولاية السابقة، فقد اعتبر أعضاء “البيجيدي” أن هذه الزيادة تفوق التوقعات ولم يتم تبريرها بشكل كاف.
وفجرت هذه الأرقام، ملاسنات بين “العمدة” وبين أعضاء فريق العدالة والتنمية، خاصة رئيس الفريق عبد الصمد حيكر الذي ما لبث يصف الرميلي بأنها “تكذب على البيضاويين” مشككا في مصداقية الأرقام، لكنها ردت عليه بقولها “أوجعتكم أرقامنا”.
واستمرت الرميلي ترد بصوت عالٍ على رئيس فريق العدالة والتنمية، مشيدة “بالنتائج الإيجابية التي حققها فريقها في مجال تحسين الموارد المالية للجماعة”، مؤكدة أن “هذه النتائج هي التي أدت إلى الزيادة الكبيرة في الميزانية، والتي تعكس التحسن الملحوظ في الوضع المالي للجماعة”.
المصدر: العمق المغربي