رغم مواصلة سلسلة انتصاراته بقيادة المدرب وليد الركراكي، التي بلغت 12 مباراة متتالية من خلال الفوز وديا على تونس والبنين بهدف دون رد، إلا أن الانتقادات مازالت تلاحق أداء المنتخب المغربي قبل أشهر قليلة من نهائيات كأس إفريقيا.

ورغم أن هذه النتائج تعزز ثقة الجماهير في قدرة “أسود الأطلس” على المنافسة في كأس أمم إفريقيا المقبلة، فإن الأداء الجماعي للفريق يثير جدلًا واسعًا بين المحللين والجماهير، معربين عن مخاوفهم بشأن بعض الثغرات التي ظهرت خلال المباريات الأخيرة، فضلا عن ضعف الأداء والحلول الهجومية رغم الثبات الملحوظ على الجانب الدفاعي.

الانتقادات تركزت على عدم تطور الأداء الجماعي بالشكل المطلوب خاصة في مواجهة منتخبات متوسطة المستوى مثل تونس والبنين، حيث مازالت الخطط التكتيكية والفعالية الهجومية تحتاج إلى تحسين كبير، مع غياب الانسجام بين الخطوط الثلاثة للمنتخب. هذا الأمر أثار تساؤلات حول مدى جاهزية المنتخب المغربي لخوض غمار كأس أمم إفريقيا المقبلة

وفي الوقت الذي يحتفي فيه البعض بسلسلة الانتصارات، يطالب آخرون بمراجعة جادة للأداء، خاصة في خط وسط الميدان، الذي يعاني من مشاكل في التدرج وبناء اللعب وخلق فرص سانحة للتسجيل، كما أثيرت الشكوك حول قدرة وليد الركراكي على تصحيح هذه الأخطاء في الوقت المتبقي قبل انطلاق البطولة القارية، خاصة وأنها ستكون على الأراضي المغربية، ما يضع ضغطًا إضافيًا على الناخب الوطني.

ويرى الناخب الوطني وليد الركراكي أن لقاء بنين شكل بالنسبة إليه فرصة لتجريب عدد من اللاعبين بغرض الوقوف على مؤهلاتهم الفنية والبدنية، لهذا، افتقد المنتخب المغربي لجودة اللعب، وفق تعبيره، وأضاف: “ما يهمني، مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، وتحقيق رقم قياسي في عدد الانتصارات بـ 12 فوزاً متتالياً. والآن سنبدأ التركيز على بطولة كأس أمم أفريقيا بعد أن يأخذ اللاعبون قسطاً من الراحة”.

شوائب الأداء الجماعي

وفي هذا الصدد، أكد المحلل الرياضي والإطار الوطني مهدي كسوة أن النتائج كانت دائمًا في صالح المنتخب الوطني، ولكن الأداء الجماعي لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب. وقال كسوة: “المنتخب الوطني حقق سلسلة انتصارات متتالية تُعد الأكبر في تاريخه، لكن هذا لا يجب أن يحجب النقاش حول الأداء الجماعي الذي لا يزال يعاني من العديد من الشوائب”.

وأوضح كسوة، في تصريح لجريدة “”، أن المنتخب واجه في الماضي صعوبات دفاعية واضحة، لكن المباراتين الأخيرتين كشفتا عن إيجابية كبيرة بفضل ثنائية آدم ماسينا والياميق، اللذين قدما أداءً لافتًا في قراءة اللعب وبنائه، مضيفا أن “أرقامهما كانت إيجابية من حيث قطع الكرات، افتكاكها، وقراءة اللعب”، مشيرًا إلى أن هذا الجانب يُعد من النقاط المضيئة في المباراتين.

وردا على هذه الانتقادات، قال الناخب الوطني، وليد الركراكي، في الندوة الصحفية: “ليس من السهل القيام بتغييرات واسعة وخلق التجانس بين اللاعبين في آن واحد. لقد لاحظنا أن الانسجام قلّ نسبياً. كان بإمكاني إشراك حكيمي أو لاعبين آخرين لضمان التوازن، لكن في مثل هذه المباريات الودية يبقى منح الفرصة لأسماء صاعدة أهم شيء”.

معالجة الأخطاء قبل “الكان”

وأشار المهدي كسوة إلى أن هناك تحديات كبيرة على مستوى وسط الميدان، حيث لا يزال المنتخب يعاني من مشاكل في التدرج بالكرة وبناء اللعب، وأوضح أن توظيف سفيان أمرابط في مركزه الحالي يحد من فعالية الفريق، قائلاً: “طريقة توظيف أمرابط تؤدي إلى إبطاء اللعب وخلق فجوات بين الدفاع والهجوم”، منتقدا عدم استغلال العمق التكتيكي للملعب، وهو ما يؤثر على تسريع وتيرة اللعب، وفق تعبيره.

وشدد على أن “المنتخب الوطني بحاجة إلى لاعب قادر على تقديم حلول إيجابية وربط الخطوط بطريقة فعالة”، مؤكدًا أن تحسين هذا الجانب يجب أن يكون على رأس أولويات المدرب وليد الركراكي، داعيا الطاقم التقني للمنتخب إلى عقد جلسات مكثفة لمعالجة هذه الإشكاليات قبل انطلاق البطولة القارية. وقال: “إذا أراد المنتخب المنافسة على أعلى مستوى في كأس أمم إفريقيا، فعليه أن يطور الأداء الجماعي ويعالج الأخطاء التكتيكية التي ظهرت في المباريات الأخيرة”.

وأبرز الإطار الوطني المهدي كسوة على أن “الوقت لا يزال متاحًا لإجراء التحسينات المطلوبة”، معربًا عن أمله في أن يظهر المنتخب الوطني بأفضل صورة ممكنة عندما يواجه تحديات أكبر في البطولة المقبلة”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.