بعد أن أثار توجيه وزارة التربية الوطنية مدراء الأكاديميات الجهوية باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إحداث مسالك ومسارات “رياضة ودراسة” ـــ تخصص كرة القدم ـــ في عدد من الإعداديات والتأهيليات، “انتقادات لعدم وجود مؤسسة واحدة مستفيدة بعدد من الجهات”، وضّح عبد السلام ميلي، مدير مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، أن “ذلك لا ينطوي على أي إقصاء، وأن المشروع في مرحلته الأولية”.

وخلّف عدم وجود أي مؤسسة تعليمية بجهات: درعةتافيلالت، كلميم واد نون، الداخلة وادي الذهب، والعيون الساقية الحمراء ضمن قوائم الإعداديات والتأهيليات التي أفادت الوزارة بأنها سوف تحتضن مسالك “رياضة ودراسة” ـــ تخصص كرة القدم ـــ ابتداء من الموسم الدراسي المقبل 2025/2026، تساؤلات عدد من الفاعلين عن أسبابه، فيما ذهب بعضهم إلى اعتباره “إقصاءً”.

وفي هذا الصدد، أكد عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية، أن “هذا المشروع الجديد، الذي اختمرت فكرته منذ نحو شهر ونصف، ويندرج في إطار الشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، يهم في مرحلتها الأولى المدن التي بها نوادي القسم الأول، والمتوفرّة على بنية تحتية رياضية مؤهلة، أساسا ملاعب ومرافق مؤاتية لرياضة كرة القدم”.

وأضاف ميلي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ثمّة مدنا أخرى بها مؤسسات تعليمية مستفيدة، تتوفّر على مراكز التكوين الفيدرالية (FMRF) كما هو الحال، على سبيل المثال، بالنسبة لمراكش والسعيدية وبني ملال والدار البيضاء.

وبالنسبة لمدينة العيون، أشار مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية إلى “قرب افتتاح مركز التكوين الفيدرالي بها”، مضيفا بشأن مدينة الداخلة، عاصمة جهة الداخلةوادي الذهب، أنها “لا تمتلك البنية التحتية المؤاتية، وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة الرشيدية (عاصمة جهة درعةتافيلالت)”.

وشدد المصدر المسؤول على أن “قوائم المؤسسات المستفيدة المعلن عنها من قبل المديرية، لا تثير بتاتا أي إقصاء”، موضحا: “نحن فقط بصدد المرحلة الأولى للمشروع، على أساس أن يشمل لاحقا مدنا أخرى، وبالأساس تلك التي بها نواد تتوفر على مرافق رياضية في مستوى كرة القدم”، بتعبيره.

وكشف المتحدث نفسه، في هذا الجانب، أن الجامعة تؤكد أن المشروع سيهم لاحقا مدن العيون والداخلة والرشيدية ومدنا أخرى عدة. وزاد أن “هذه التجربة ليست سهلة في نهاية المطاف”.

وقال ميلي بشأن مسطرة انتقاء المؤسسات التعليمية المستفيدة، إن “الوزارة في تواصل مع الجهات الأخرى، أساسا النوادي الرياضية؛ بحيث يعمد النادي إلى تقديم لائحة للمديرية الإقليمية لتقوم الأخيرة بالنظر في المؤسسة المؤهلة لاحتضان المسارات المذكورة”.

وشدد بهذا الخصوص على أن “هذه اختيارات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في نهاية المطاف، على أن دور الوزارة هو اختيار الثانوية التأهيلية أو الإعدادية التي ستستفيد، بناءً على معايير عدة تتمثل أساسا في قربها من النادي، وكذلك توفرها على الداخلية من عدمه ومعايير أخرى”.

كما أفاد مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية بأنه “تجري حاليا زيارات خبراء من الجامعة إلى المديريات الإقليمية من أجل الإطلاع على الأوضاع بالمؤسسات المعنية”.

وتفاعلا مع سؤال هسبريس حول عدد التلاميذ المرتقب استفادتهم من المشروع، قال ميلي إن “العدد غير محصور الآن”، مضيفا: “سوف يكون ثمّة اختلاف ما بين المؤسسات المستفيدة على صعيد عدد الأقسام، بحيث قد تحتضن قسما أو قسمين، حسب الطاقة الاستيعابية للنادي المحلي”.

على صعيد متصّل، ذكّر المسؤول ذاته بوجود “4974 من التلاميذ يدرسون كرة القدم حاليا، ضمنهم 1075 تلميذة”، مشيرا إلى “وجود 276 تلميذا بجهة كلميمواد نون، يتوزعون على المستويات من الأولى إعدادي حتى الثانية بكالوريا. بينما بالنسبة للرشيدية، يوجد 60 تلميذا يدرسون هذه الرياضة، أساسا بثانوية ابن طاهر التأهيلية”.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، من خلال مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، قد طلبت من مديري الأكاديميات الجهوية، “اتخاذ الإجراءات الإدارية والتنظيمية اللازمة من أجل إحداث هذه المسارات (“رياضة ودراسة”تخصص كرة القدم) في المؤسسات التعليمية المعنية”.

ويندرج هذا القرار، وفق الوزارة، “في إطار التعاون القائم بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمكتب الشريف للفوسفاط، الرامي إلى تجويد وتوسيع قاعدة مسالك ومسارات ‘ياضة ودراسة’تخصص كرة القدمالمزمع انطلاقها ابتداء من الموسم الدراسي 2026/2025”.

المصدر: هسبريس

شاركها.