اخبار المغرب

“وحده الحب”.. كمال كمال يكسر الحدود المغربية الجزائرية بقصة إنسانية مؤثرة

نال الفيلم المغربي “وحده الحب” للمخرج كمال كمال تصفيقات حارة عقب انتهاء عرضه في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة في دورته الـ24، حيث سارع عدد من النقاد والمخرجين الذين تابعوا العمل على مدار 100 دقيقة إلى إبداء إعجابهم به في أروقة قصر الثقافة والفنون والإشادة بحبكته الدرامية وأداء ممثليه.

ويتناول الشريط السينمائي الجديد، قصة نورا وحميد، وهما شابان يقضيان غالبا عطلة نهاية الأسبوع في كوخ يقع على الحدود المغربية الجزائرية قبالة جبل عصفور، وفي يوم من الأيام طلب حميد من نورا أن تخبره كم تحبه فأجابته ببراءة أن حبها له كبير بقدر جبل عصفور.

قبل وفاتها تطلب نورا من شدة حبها لزوجها أنه يدفنها في قلبه، لكنه يدرك أن القلب الذي تعنيه هو جبل عصفور الذي لا يستطيع الذهاب إليه بسبب إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب، فتتطور الأحداث عن طريق رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين سيتأثرون بقصتهما ويقررون  كسر الحدود وتحقيق حلم أميرة جبل عصفور.

وفي هذا الصدد، قال المخرج كمال كمال، إنه قرر الاشتغال على فكرة “وحده الحب” بعد مشاهدته أثناء سفره لمدينة السعيدية لعائلات مغربية وجزائرية في منطقة بين الجراف تقف على الحدود وتحاول إلقاء التحية على بعضها البعض بسبب عدم قدرتهم على اللقاء المباشر.

وأضاف كمال كمال في تصريح لـ”العمق”، أنه تأثر خلال تمعنه للمشهد بشابة جزائرية في الجهة المغربية متزوجة من مغربي وتحمل رضيعها من أجل أن تراه والدتها التي تعيش في التراب الجزائر، ليقرر بعد وصوله للسعيدية كتابة سيناريو بهذه الزاوية.

وتابع كمال كمال، أن الفيلم يمثل كما عشرات الأسر في المنطقة الشرقية جزء من حياته وحياة الفنان يونس ميكري الذي شارك في بطولته، لأن لكليهما عائلات في الجزائر لا يستطيعان رؤيتها أو اللقاء بها.

واعتبر ذات المتحدث، أن “وحده الحب” يحمل رسالة مفادها أن الحب لا يعترف بالحدود الجغرافية والسياسية وعلى الإنسان أن يتبع الجانب الإنساني الجميل المتواجد داخله لأنه يسعى للبناء وأن لا ينجر وراء الكراهية التي يزرعها الذباب الإلكتروني والتي غالبا ما تكون مدمرة، وفق تعبيره.

وعبر المخرج المغربي، عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي حظي به فيلم “وحده الحب” في أول عرض جماهيري له لأنه دليل على أن مجهوداتهم كفريق فني وتقني لم تذهب سدى، معتبرا أنه ابن مهرجان الفيلم الوطني بطنجة الذي لطالما احتضن العديد من مشاريعه السينمائية سابقا.

من جهتها قالت الفنانة سحر الصديقي، إنها جسدت في فيلم “وحده الحب” دور مريم وهي فتاة جزائرية متزوجة من مغربي ولديهما طفل رضيع لم تستطع عائلتها رؤيته، مشيرة إلى أن العمل ككل يحكي عن معاناة سكان المنطقة الشرقية الذين لا يستطيعون رؤية عوائلهم في الجزائر بسبب مشكل الحدود.

ويسلط العمل، حسب سحر الصديقي، الضوء على قوة الحب الصادق الذي يحقق المعجزات ويتغلب على جميع العوائق والحدود في العالم وليس فقط تلك المتعلقة بين الجزائر والمغرب، وفق تعبيرها.

وأشارت ذات المتحدثة، إلى أن الشريط السينمائي الجديد، إنساني بالدرجة الأولى وتشعر بالفخر لمشاركتها فيه لأنها تسعى دائما لأن تكون داخل أعمال فنية تحمل رسائل توحد بين الناس وتحمل شعارات المحبة والتعاون.

واعتبرت سحر الصديقي، أن الفنان يجب أن يبتعد عن السياسة لأنه ليس سياسيا، لكنه في المقابل يجب أن يؤثر عليها لأنه يتحدث بلغة الشعوب، موضحة أنها لا تشارك في  المهرجانات لأنها تسعى لتحقيق الجوائز، لكنها سعيدة في المقابل بالمشاركة في المسابقة الرسمية لواحد من أهم المهرجانات في المغرب ولأنها تشعر بأنها تحصد ثمار جهدها في العمل الذي تحبه، حسب قولها.

يشار إلى أن فيلم “وحده الحب” سيناريو وإخراج كمال كمال، ويعرف مشاركة العديد من الوجوه الفنية المعروفة أهمها يونس ميكري، سحر الصديقي، فاطمة الزهراء بلدي، أحمد مداح، عبد الحق بلمجاهد، حفصة بنسماعيل، عبد الرزاق بنعيسى، إدريس الروخ، عبد الحق بلمجاهد، ربيع القاطي وآخرين.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *