اخبار المغرب

وحدة لتربية الإبل تستثمر ملايين الدراهم في تثمين موروث الصحراء بإقليم فكيك

تشكل تربية السلاسل الحيوانية بالجهة الشرقية للمملكة نشاطا اقتصاديا راسخا في ثقافة وتقاليد عدد من سكان الإقليم بهذه الجهة؛ وهو ما أكسب العديد منهم، على مدى عقود من الزمن، خبرة واسعة في هذا المجال الذي يعتبر موروثا ثقافيا وشعبيا لفئة مهمة من المجتمع المغربي.

وفي إطار برنامج تنمية سلسلة الإبل، أحدثت بمركز جماعة عين الشواطر وحدة لتربية الإبل، بتمويل من وكالة التنمية الفلاحية وجهة الشرق وعمالة إقليم فكيك (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) ووكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان والمجلس الإقليمي لفكيك ووكالة التنمية الاجتماعية والجماعة الترابية لعين الشواطر، بغلاف مالي يناهز 6 ملايين درهم.

ويطمح إقليم فكيك (جهة الشرق) إلى أن يصبح فاعلا أساسيا في سوق تربية الإبل الذي يعول عليه كثيرا للنهوض بالقطاع الفلاحي، خاصة في السنوات المقبلة. كما تراهن القطاعات المساهمة في هذا القطاع المرتبط ارتباطا وثيقا بالمجال الصحراوي على النهوض بسلاسل الحليب واللحوم، وفق المشرفين على هذا المشروع النموذجي.

نعيم موساوي من مؤسسي هذا المشروع (رئيس جماعة عين الشواطر حاليا) قال إن وحدة تربية الإبل تعتبر من المشاريع التي لها خصوصياتها بالإقليم، موضحا أن هذا المشروع سيساهم في تعزيز فرص الشغل سواء بالجماعة بالخصوص والإقليم بشكل عام بالإضافة إلى أنه يعتبر من المشاريع التي تهتم بالتراث اللامادي.

وأضاف موساوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا المشروع ستستفيد منه 8 تعاونيات مشكلة لمجموعة ذات النفع الاقتصادي، مشيرا إلى أن نشاط تربية الإبل فضلا عن كونه تراثا ثقافيا لفئة مهمة من ساكنة الشرق وإقليم فجيج سيساهم بالخصوص بشكل كبير في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية وسيساهم في تثمين القطاع الفلاحي بالمنطقة.

وأكد رئيس جماعة عين الشواطر أن محمد ضرهم، عامل إقليم فجيج، له الفضل في إخراج هذا المشروع إلى الوجود، مضيفا أن هذا القطاع الذي يساهم في إنتاج الحليب واللحوم والجلد والصوف يعتبر رمزا للفلاحة المغربية، مشيرا إلى أنه أضحى بفضل مخطط المغرب الأخضر ينتشر بشكل واسع ويتطور بشكل سريع وأصبح يتوفر على كل المقومات لولوج الأسواق الوطنية والدولية.

وأكد عدد من المستفيدين من وحدة تربية الإبل بجماعة عين الشواطر أن من شأن هذه الوحدة الأولى من نوعها بجهة الشرق لتربية سلسلة الإبل أن تساهم في تثمين منتوج الحليب واللحوم، موضحين أنه سيتم تطوير قطاع الإبل مستقبلا عبر تثمين الحليب وتنويع منتجاته “الحليب المبستر، والجبن الطري، الزبادي ومسحوق الحليب وغيرها من مشتقات الحليب”، لافتين إلى أن للقائمين على المشروع إرادة أكيدة وعزيمة قوية لتثمين هذا القطاع.

ووفق المعطيات التي توفرها وزارة الفلاحة عبر موقعها الرسمي، فإن تربية الإبل تلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا مهما وتمثل أحد المصادر الرئيسية للدخل بالنسبة للكثير من الأسر، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وعلى الخصوص بالنسبة للرحل.

وأضافت الوزارة ذاتها أن قطيع الإبل على الصعيد الوطني يتكون من 183 ألف رأس، مع تمركز كبير في الجهات الجنوبية بنحو 90 في المائة من القطيع، مشيرة إلى أن أهم سلالات الإبل الموجودة بالمغرب: المرموري (سلالة حليبية)، كرزني وخواري وجمل الجبل (سلالات خصوصا لحمية). وترتبط تغذية قطيع الإبل أساسا بالموارد الرعوية التي تتجاوز مساحتها في الجهات الجنوبية للمملكة 21 مليون هكتار، ويهيمن نمط الرعي والترحال بالمراعي على ممارسة نشاط تربية الإبل في المغرب، كما يتمركز عدد قليل من وحدات تربية الإبل المكثفة بجوار المدن (الحوش)، والتي تتكون على الخصوص من النوق الحلوب.

وكشف القطاع الحكومي ذاته أن قطاع تربية الإبل عرف، منذ سنة 2008، نموا كبيرا؛ فقد ارتفع عدد رؤوس الإبل من 160 ألفا سنة 2008 إلى 183 ألفا سنة 2019، مسجلا زيادة بنسبة 14 في المائة. أما إنتاج لحوم الإبل فارتفع بدوره من 1930 طنا سنة 2008 إلى 3 آلاف و598 طنا سنة 2019، بزيادة 86 في المائة. كما عرفت القيمة المضافة للقطاع ارتفاعا بنسبة 84 في المائة بين 2008 و2019، لتصل إلى 225 مليون درهم في 2019، كما ارتفعت فرص الشغل بالقطاع من 1511 يوم عمل في 2008 إلى 2744 يوم عمل في 2019.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *