وجيه يحلّل “راهنية تجديد الخطاب الديني”
الأحد 9 أبريل 2023 15:28
أكّد عبد الواحد وجيه، رئيس مؤسسة التوجيه للبحوث والمعرفة، أنّ القرآن الكريم في فهمه ومدلولاته وشمائله يرتكز على جوانب أربعة محدّدة: قارئ، عالم، فقيه، وفاهم؛ فليس كلّ قارئ عالما، وليس كلّ عالم فقيها، وليس كلّ فقيه قد يفهم…
وأضاف وجيه: “قد يختلف القرّاء ويختلف العلماء ويختلف الفقهاء، ولا يختلف الفهماء، وبالتالي لمّا كان الفهم أدقّ ما في التّنزيل ذكره الله عزّ وجلّ مرّة واحدة”.
وزاد المتحدث نفسه، في سياق لقاء تربوي نظمته مساء أمس السبت 8 أبريل (17 رمضان) جمعية المنتدى الصوفي العالمي بمدينة شفشاون، بمناسبة مهرجان ليالي رمضان، في موضوع “راهنيّة الخطاب الديني والمجتمع المعاصر”، (زاد) أنّ الخطاب ومنذ آدم عليه السّلام إلى قيام السّاعة ينبغي أن يتناسب مع كلّ عصر، معتبراً في هذا الصّدد أنّ العالِم لا يكون عالماً حتّى يكون مرتبطاً بالأصل متّصلا بالعصر.
واستدلّ المحاضر على ذلك بنوح عليه السّلام الذي عاش أكثر من ألف سنة، إذ كان يجدّد خطابه الدّيني ورسالته في كلّ مائة سنة مع كلّ جيل جديد، دون خدش للعقيدة.
وحللّ المتحدث نفسه تجليات ومقاصد فهم القرآن الكريم، مبرزاً أنّ الفهم هو زبدة الفقه، أو ما يعرف باللّب، ومتوقّفاً في هذا الصّدد على شمائل القرآن الكريم وغاياته ومقاصده؛ فمن حيث بلاغته إن أوجز كان كافياً، وإن بيّن كان شافياً، وإن حكم كان عادلا، وإن أكثر كان مذكّراً، وإن وعظ كان مؤثّراً.
واستطرد وجيه: “القرآن بصيغة المبالغة جمعان، جمع بين ماضٍ وحاضر ومستقبل، فقيل له قرآن… وفي فهمه واستنباط جواهره يحتاج المرء إلى أربعة أقسام لا بدّ منها: رجاحة التفكير وفصاحة التّعبير وجياشة التّدبير وسلامة التّيسير”.
ووضّح المحاضر ذلك بأنّ رجاحة التفكير تكون من قلّة الذّنوب، وفصاحة التّعبير من الإعراض عن العيوب، وجياشة التّدبير من نقاء القلوب، وسلامة التّيسير من علاّم الغيوب.
المصدر: هسبريس