وائل الدحدوح لـ”العمق”: مشاعرنا مختلطة بين الفرح والألم ونأمل بناء قطاع غزة جديد

بعد شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا مدمرة ضد  قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ردًا على عملية “الطوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية حماس، توصل الطرفين إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع توقيع صفقة تبادل الأسرى عبر مراحل، بداية من يوم الأحد 19 يناير الجاري.

وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في ندوة صحفية بالعاصمة القطرية الدوحة: “يسر قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة”.وأوضح المسؤول ذاته أن فرقًا من قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة أي خروقات قد تحدث.

وتعليقا على قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قال مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح،”نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يكون قرار وقف إطلاق النار خطوة حقيقية لبداية حياة أفضل داخل قطاع غزة.

وأعرب الدحدوح في تصريح لجريدة “العمق” الإلكترونية، عن الأمل في أن تلتزم إسرائيل بهذا القرار الذي سينهي مسلسل الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023″.

ونجا وائل من قصف إسرائيلي استهدفه رفقة زميله المصورسامر أبودقة أثناء محاولتهما نقل صور الدمار التي خلفها قصف إسرائيلي على مدرسة في خانيونس، مما أدى إلى إصابة وائل بجروح متفرقة واستشهاد زميله المصور سامر.

وفي يوم 25 أكتوبر 2023، استهدفت طائرات الاحتلال بيتا توجد فيه أسرة الدحدوح بمخيم النصيرات وسط القطاع، فاستشهدت في الغارة زوجته وابنه وابنته. كما استشهد نجله الصحفي حمزة الدحدوح يوم 7 يناير 2024، إثر استهدافه بصاروخ من طائرة إسرائيلية مسيرة قصفت سيارة كان يستقلها مع صحفي آخر في  جنوبي غربي قطاع غزة.

وقال الدحدوح للجريدة، “نطالب فقط بعودة الهدوء والاستقرار والاطمئنان إلى الشعب الفلسطيني المكلوم، الذي تجرع مرارة الفقد والألم والحسرة لمدة سنة ونصف تقريبًا، جراء الصواريخ والقنابل وأطنان المتفجرات، بالإضافة إلى باقي الممارسات اللاإنسانية مثل منع المساعدات وقطع المياه وقصف المستشفيات والمراكز الصحية”.

وتابع الإعلامي الفلسطيني أنه “بعد تنفيذ قرار وقف إطلاق النار من الطرفين، ننتظر بدء عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة من القصف الصهيوني، رغم أن هذه الخطوات جاءت بعد أوجاع كثيرة خلفت آلاف الضحايا ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين”، مؤكدًا أن “مشاعر الفلسطينيين مختلطة بين الفرح والألم، خاصة في صفوف العائلات التي فقدت أبناءها المدنيين العزل”.

وزاد: “نأمل من خلال هذه الخطوة أن يعود النازحون الفلسطينيون إلى ديارهم الحقيقية، لبناء قطاع جديد تعود فيه الحياة الطبيعية إلى مجاريها، رغم أن أغلب الأسر والعائلات داخل غزة فقدت أعزّ الناس والأحباب في معركة انتصر فيها الشهداء الفلسطينيون الذين ضحوا بدمائهم من أجل فلسطين”.

وخلص الدحدوح قائلًا: “همنا نحن كإعلاميين في قطاع غزة هو أن نرى الشعب الفلسطيني سعيدًا مثل باقي الشعوب العربية، وأن يعيش حياة كريمة داخل فلسطين، عاصمتها القدس، دون حروب أو نزاعات مسلحة، ونطالب بمعاقبة كل المجرمين الذين ساهموا في إبادة الفلسطينيين طوال هذه الحرب الضروس”.