وإلى ربك فارغب
هل تعلم أن قوتك في تماسكك وصلابتك وفي عبادتك لله وتعظيمك لأوامره بفعلها ولنواهيه باجتنابها وتركها، معنى أن تستقيم على دين الله هو أن تثور على نفسك وتلزمها بالشرع ) القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة ) وتكون سيدا لها” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”، وأن تكون كلك لله:” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”، معنى أن تتوب إلى الله توبة نصوحا صادقة وخالصة أن تغير حياتك 180 درجة فتمتثل للأوامر وتجتنب النواهي، من أصول الوصول إلى الله حسب الداعية حسين يعقوب:” أن تكون واحدا لواحد على طريق واحد والشكر أساس المزيد” قال الله تعالى:” فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص”، قال الله تعالى:” لئن شكرتم لأزيدنكم”.
عندما تتعلم على أعلى مستوى، وتحب العلم والمعرفة وتقبل على طلب العلم النافع الذي يورث العمل الصالح فإن الله سيفتح لك أبواب رحمته ورزقه الواسع، وستكون غني النفس راضيا عن الله ومحبا له، المسلم الحق يدور حول الأفكار المبدعة والملهمة الراقية فقط، ويدافع عن القيم والمثل والأخلاق والمبادئ وهمه أن يرضى الله عنه.
طريق الله مليئة بالمطامح والمطامع، ولن ننجو من كيد ومكر وتآمر ،وغدر الشيطان وجنده إلا بالإعتصام بحبل الله المتين”، قال الله تعالى:” ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم”، وستسعد كلما توكلت على الحي الذي لا يموت وقويت صلتك بالله، التخلص من كثير من الأعمال التي لا تستفيد منها لا ماديا ولا معنويا سبيل راحة نفسك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” وإن لبدنك عليك حقا”، إهتم بإصلاح نفسك وقدها برفق إلى الله.
كلما ركزت في تحقيق أهدافك وابتعدت عن عامة الناس وجلبت الخير لنفسك وأسرتك فستعيش هادئ البال ومطمئنا، وابتعادك عن الأمور التي تغضب الله وقيامك بالأوامر الإلهية والنبوية، والتقرب إلى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة سبيل نجاتك. الله سبحانه خلقك في أجمل صورة:” ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم” وكرمك بالعقل كي تعبده وتعرفه، قال الله تعالى :” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، فركز فيما خلقت له عما خلقه الله لك، وسع دائرة اهتمامك وثق بالله وارض بقضائه فهو خير الناصرين، أصدر عفو شامل اتجاه خلق الله وسيعفو عنك ربك وسينجيك من الضنك والتعاسة بقدرته، إجعل علاقتك بالآخرين لوجه الله، وتحرر من وصاية الآخرين عليك واهتم بشؤون : نفسك وحياتك واعتز بإيمانك بالله وقدراتك وبأفراد اسرتك وأصدقائك المخلصين، نظف ماضي حياتك بتوبة نصوحا خالصة، وتنازل عن إصلاح الناس لشهرين وأصلح نفسك أولا، لأنه ليس مطلوبا منا هداية العالم بل أن نطهر ونجاهد أنفسنا أولا وأن نقبل على الله وطاعته بشوق ومحبة.
عندما تصلح ما بينك وبين الله سيصلح الله ما بينك وبين الناس، إحرص أن يكون سرك مثل علانيتك، وسافر بقلبك إلى الله بصلوات خاشعة في جوف الليل وصم عن الدنيا و أفطر على الموت.
لا تتعلق بالدنيا وزينتها وزخرفها فستفنى يوما ما، وقوي صلتك بالناس المتعلمين جدا والمتفوقين والمبدعين، وأعرض عن الفارغين والسادرين في الغي والنكرات.
أقبل على شؤونك ولا تضيع وقتك في كثرة الجدال مع زيد أو عبيد، لم يخلقك الله لتسلي خلقه لأن كل شخص منهم مزود بعقل جميل ويمكن أن يدافع عن حقوقه ويجلب الخير لنفسه بنفسه.
ستسعد أكثر كلما ابتعدت عن العالم الإفتراضي، وراكمت تجارب وخبرات كثيرة في حياتك، إرض بمواهبك وقدراتك وعملك ولا تتطلع لما يملكه غيرك ولا تحزن واسعد واطمئن.
لا تحمل نفسك ما لا تطيق، تعالى عن سفاسف الأمور وعش حياتك عابدا لله ولا تكن عابثا، إقطع صلتك بكل شخص لا يراك بعيني الإكبار لأن من يهتم بك ويريدك سيبحث عنك فأغل ثمنك..
ليس مطلوبا منا أن نتعامل مع جميع الناس يكفي أن نتعامل مع المحترمين والأبرار ونجالس الصالحين، وعلينا أن نبتعد عمن تتجارى وتتلاعب بهم الأهواء.
جعل الله ميزان التفاضل بين الناس في الدنيا والآخرة هو التقوى فقط، وعلينا أن نكون أقدار الله التي من خلالها يتحقق العدل والقسطاس ، وتنتشر قيم الرحمة والرأفة والعفة والحياء والستر والحشمة، وأن نقوي صف الفضيلة ونعلي الهمم ونصالح الناس مع خالقهم.
عندما ندمن على القراءة في التخصصين الذين نحبهما فسنكون مؤهلين للحديث عنهما بدون أوراق، وكلما قرأنا أمهات الكتب فسنفهم معنى الحياة.
عندما نضع ما نعرفه في نقطة الفعل ونتعامل مع الآخرين بتلقائية و بدون تكلف، ونضع حواجز ومسافة بيننا وبينهم فسنأمن من تجرؤهم علينا يوما ما..
مهما كانت صعوبات الحياة فإن المسلم يشعر بمعية الله معه ويكون متفائلا بأن الغد سيكون أفضل لأن عسر لن يغلب يسرين، والشدة تجعل من الإنسان رجلا حقيقيا له آمال كبيرة في الحياة، ويسعى بكل ثقة وإصرار ذكي ليفرض وجوده في واقع مدينته وجهته.
المسلم الحق دائم الرجوع إلى الله، ويحرص أن يصلح فيما بينه وبين خالقه، ويدعو مع إخوته في الله بظهر الغيب ويعيش متوازنا في حياته. ولا يخشى في الله لومة لائم.
كلما ذكر المسلم ربه فإن قلبه يحيى ويطمئن قال الله تعالى:” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”،المسلم الحق خفيف الظل وبشوش، ورباني الغاية والوجهة.
حريص أن يستغل وقته في فضائل الأعمال، ولا يستكين ولا يتثاقل إلى الأرض قال الله تعالى:” ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”.
المسلم الحق قوي ومصدر قوته خالقه، يعبده ويستعين به باستمرار، ويعتبر وجود الناس مثل عدمهم في حياته.
على المسلم أن يطهر قلبه من جميع الشركيات ومن مساوئ الأخلاق وأن يجمل باطنه بتقوى الله ومراقبته، وأن يتوب إلى الله توبة نصوحا من سالف الذنوب والأوزار ،قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :”الندم توبة”.
قال الله تعالى في حديث قدسي :” عبدي أطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء”،سكينة النفس وطمأنينة القلب بلسم يداوي جراح القلوب المتعبة بسبب مصاعب الحياة، وكثرة قراءة القرآن الكريم تنظف القلب مما علق به من لمم.
قال الله تعالى:” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا، وأبشركم بيومكم الذين كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الدنيا والآخرة”.
قال الله تعالى:” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين”.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام”، ويحيي العزة في النفوس، ويورث المسلم الجرأة والإقدام والتحرر من الخوف. ومن جهاد الكلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، والدعوة إلى الله بتفان وصدق وإخلاص وبالتي هي أحسن. وصدق من قال:” رب همة أحيت أو أيقظت أمة” وعلو الهمة يوصل إلى القمة..على المسلم أن يعتبر من خلال الإستماع للمواعظ والدروس الدينية، وأن ينقي سريرته بصدق التوكل على الله والتخلص من : كثرة العلائق وفضول الكلام والنظر…إلخ.
المسلم الحق لا يرى لنفسه فضلا على أحد ولا ينتظر شكرا من أحد، يعيش في الدنيا غريبا أو عابر سبيل ولا يعول في نجدته، والوقوف معه في المحن والأزمات إلا على مولاه رب العالمين.
كلما توقف المسلم عن اتباع أهوائه وشهواته وقام بواجباته، وقطع صلته بالأشخاص الذين لا يتقون الله، ولا يعبدونه فسيرتاح من إزعاجهم قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي”.
الاعتزال الحقيقي للناس الذي ورد في الحديث النبوي سيحصل عندما تبتعد عن الأنترنيت وتعبد ربك بصدق وإخلاص حتى تلقى الله، للأسف الأنترنيت أفسد حياة الناس وجعلهم يجرون ليلا ونهارا خلف السراب، وجعلهم يعيشون في غفلات طويلة الأمد ويسوفون أعمالهم، وبسببه غاب الأمن والراحة النفسية والاطمئنان عن حياتهم. قال الله تعالى:” لا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون “..
من كليات الدين الخمس المحافظة على صحة الجسم والطريق لذلك ممارسة رياضتك المفضلة، شيء جيد أن تنظم بعض الجمعيات دوري في كرة القدم للفتيان والشباب مع ضرورة الحرص أن يكون نفس السن عند الفرق، وشيء جيد أن يقوم أفراد الساكنة في الصباح برياضة الجري والمشي والقيام بحركات رياضية والحرص على تغذية متوازنة واتباع حمية ناجعة كل ذلك سيعود على أجسامهم بالخير ،ومما يساهم في تقوية أجسادنا تجنب السهر والإجهاد ونحرص أن نعيش متوازنين في حياتنا بين مطالب العقل والروح والجسد، وسيمكننا الجلوس في الحدائق من استنشاق هواء كثير نقي، وممارسة هواياتنا مثل القراءة والكتابة وتصفح الأنترنيت، وتنظيم أوقاتنا سبيل رقينا ومراكمتنا لعدة تجارب وخبرات في الحياة، حرصنا على التعامل مع الناس المتعلمين جدا والمتفوقين ،والمبدعين والمتدينين والراقين فكريا فقط، وبعدنا عن عامة الناس سبيل طمأنينة قلوبنا وراحة أنفسنا.
علينا أن نعيش حياتنا بوسطية واعتدال ونحن عابدين لله وعلينا أن نقطع مع كل أشكال العبث والفوضى، والطريق لذلك أن نعيد ترتيب أولوياتنا في الحياة وأن نرفع سقف طموحنا وأن نعلي هممنا، وأن نقطع صلتنا مع الأشخاص السادرين في الغي والفارغين ومن رأسمالهم الكذب والمماطلة.
أكيد أننا سنعيش في الدنيا مرة واحدة فلنعشها على أحسن وجه وأنبل غاية( نأكل أفضل أكل ونلبس أفضل لباس)ونحقق أحلامنا ومشاريعنا على أرض الواقع، وننمي الخير في أنفسنا ونسعى لإصلاح قلوبنا من خلال توبة نصوحا صادقة وخالصة، نتصالح مع الله ثم مع أنفسنا ومع الآخرين، ونصلح ذات بيننا ونتعاون على الخير مع الغير، من التدين الصحيح سلامة الصدر من الأحقاد، والطريق لذلك أن تصدر الساكنة عفوا شاملا اتجاه بعضهم البعض، وحينما يركز كل شخص في أموره ومصلحته الشخصية، ويترك الخلق للخالق ولا يحشر أنفه في شؤون الأخرين فستقل المشاكل قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”.
عندما يقوم كل شخص من الساكنة بواجباته قبل أن يسأل عن حقوقه، ويكون الإحترام المتبادل إلزامي بين جميع مكونات الساكنة أفقيا وعموديا فسيرتاح الجميع، يقال أن الناجحين أعينهم على أهداف يسعون لتحقيقها والفاشلين أعينهم على الناجحين يتصيدون أخطاؤهم وعتراتهم ويسلطون عليها الضوء ليحبطونهم، وفرق شاسع بين من ينام ليحلم بالنجاح وبين من يستيقظ مبكرا لتحقيقه في الواقع.
الإنسان الإيجابي والفاعل يراكم منجزات على أرض الواقع فيقرأ بدل الكتاب عشرة،ويكتب مقالات كثيرة تناقش الأفكار ويحللها بموضوعية، ويعلي بكلامه وحلو منطقه همم أقرانه،هدفه أن يرضى الله عنه وأن يسير بقية حياته مع الرفقة المؤمنة التي تعظم الله سبحانه وأوامره ونواهيه وتعبده حق العبادة.
عندما نوظف الأنترنيت في اكتساب تعلمات وأفكار جديدة تساهم في تيسير عيشنا، ونبحث فيه عن الأمور التي تشغل بالنا من وجهة نظر المتخصصين فسننام مبكرا قريري العين،
المسلم الحق النبيه يذلل صعوبات ومحن الحياة ويقلبها بالاستعانة بالله إلى منح ونقط قوة، ويسعى جاهدا لتقوية شخصيته وينمي الخير والحب في نفسه، ولا يحقد على أحد إلا من أصر على عداوته والتطاول عليه دون وجه حق.
دورنا في الدنيا أن نؤدي مهمة الاستخلاف على أعلى مستوى وأن نمر من القرآن إلى العمران وأن نعبد الله بصدق وإخلاص وتفان، ونضحي ونسخر كل ما نملك ونتقرب به إلى الله كي يرضى عنا، ويغفر لنا سالف الذنوب والأوزار ،قال الله تعالى :” وتوكل على الحي الذي لا يموت “وعلى المسلم أن يخالط الناس ويصبر على أذاهم، ويساعدهم في تخصصه وعمله، ولا يبخل عليهم بشيء.
سقف الأعمال البناءة والهادفة أن تقبل بشغف على قراءة أمهات الكتب وتفهمها وتضع ما تعرفه في نقطة الفعل وتشارك ما استفدته منها مع أصدقائك، وأن تكون حسن الخلق وتتصف بالرجولة والمروءة، وتتحرر من الخوف من غير الله لأنه وهم ولا أصل له على أرض الواقع، شيء جميل أن تحافظ على أداء الصلوات الخمس في المسجد، وان تحضر مجلس للعلم كل أسبوع، وأن تكثر من التوبة والإستغفار قبل فوات الأوان.
عندما تجاهد نفسك وتطهرها من منكرات الأخلاق والأهواء وتلزمها بالشرع( القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة) فستكون سيدا عليها” من كان سيد نفسه فكأنما فتح مدينة”،
يأمرنا الدين الإسلامي أن نسيء الظن بأنفسنا ونتهمها وأن نحسن الظن بالمسلمين، وكلما عمقنا المحبة بين أفراد المجتمع
المصدر: العمق المغربي