هولندا تسجل تباطؤ انتشار “بوحمرون” رغم المخاوف من عودة المصابين من المغرب

أفادت وسائل إعلام هولندية، بأن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالحصبة في أمستردام شهد ارتفاعا طفيفا خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى 84 حالة مقابل 79 في الأسبوع الذي سبقه، مشيرة إلى أن هذه الزيادة تعتبر أقل من الزيادات التي سجلت في الأسابيع الأخيرة، مما قد يشير إلى تباطؤ في انتشار الفيروس في العاصمة الهولندية.
ونقلت صحيفة “بارول” عن متحدث باسم دائرة الصحة البلدية (GGD) في أمستردام قوله: “يبدو أن انتشار الفيروس آخذ في الاضمحلال، لكننا لا نعرف حتى الآن بالضبط تأثير انتهاء عطلة الربيع”، مضيفا أن الصورة الحقيقية للوضع لا تزال غير واضحة، حيث أن ليس جميع المصابين يبلغون عن حالاتهم، كما أن الأطباء العامين لا يسجلون دائمًا حالات الإصابة بالحصبة لدى مرضاهم.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى مخاوف من احتمال عودة حالات إصابة جديدة قادمة من دول تشهد تفشيا للحصبة، مثل المغرب، حيث سجلت بؤرة وبائية كبيرة. وبالنظر إلى أن فترة حضانة الحصبة قد تصل إلى أسبوعين، فإن السلطات الصحية تراقب الوضع عن كثب لتقييم أي تأثير محتمل لعودة المسافرين من هذه المناطق بعد انتهاء عطلة الربيع التي انقضى عليها أكثر من أسبوعين.
ونقلت “بارول” عن المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة (RIVM) ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بالحصبة بـ 15 حالة على مستوى البلاد في الأسبوع الماضي، ليصل الإجمالي إلى 416 حالة. وأوضح المعهد أن معظم هذه الحالات تتعلق بأشخاص أصيبوا بالمرض أثناء تواجدهم في الخارج أو من خلال مخالطتهم لأفراد غير محصنين عائدين من السفر، مشددا على عدم وجود وباء وطني، وأن الإصابات تقتصر على تجمعات منفصلة.
في غضون ذلك، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تسجيل أكثر من 25 ألف حالة مشتبه فيها بالإصابة بالحصبة في المغرب بين أكتوبر 2023 وأبريل 2025، منها 13.706 حالة مؤكدة و184 وفاة. ووفق النشرة الرسمية، سُجلت الإصابات في جميع جهات المملكة، حيث شكّل الأطفال دون 18 سنة نحو 68% من الحالات، بينما كانت نسبة غير الملقحين حوالي 49%. وبدأت موجة التفشي من جهة سوس ماسة مطلع 2024، قبل أن تنتشر وطنيا، لكن الحالات بدأت بالتراجع منذ فبراير 2025، مسجلة 995 حالة فقط في الأسبوع الأخير من أبريل. وقد كشفت التحاليل عن انتشار النمط الجيني B3، مع تسجيل حالة واحدة بالنمط D8 يُرجح أنها مستوردة.
وأشارت المنظمة إلى أن المغرب يعتمد لقاح الحصبة منذ 2003 بجرعتين، غير أن نسبة التغطية لم تبلغ العتبة الموصى بها (95%) خلال السنوات الأخيرة. استجابة للوضع، أطلقت وزارة الصحة حملة وطنية لتدارك التلقيح منذ مارس 2024، شملت جميع القاصرين دون 18 سنة، مع تشجيع تلقيح البالغين أيضا. حتى نهاية أبريل 2025، بلغ معدل التحقق من الوضعية التلقيحية 98.45%، لكن تغطية لقاح الحصبة لم تتجاوز 73.6%. وقد صنفت المنظمة خطر التفشي في المغرب بـ”المعتدل”، داعية إلى تعزيز المراقبة الوبائية وتوفير اللقاحات للفئات المعرضة للخطر، خصوصاً العاملين الصحيين والمسافرين الدوليين.
المصدر: العمق المغربي