هل ينجح في تغيير موقف “المرادية” من ملف الصحراء؟.. بايدن يتجه لتعيين “هاريس” سفيرا في الجزائر
يبدو أن الولايات الأمريكية قد حسمت موقفها بخصوص ملف الصحراء المغربية، خصوصا أنها تعرف المصدر الحقيقي لهذا الصراع المفتعل، إذ اقترح الرئيس بايدن تعيين سفير جديد معروف بتصريحاته الواضحة في هذا الشأن، والتي كان يركز فيها على أن الحل يجب أن يكون بين الجزائر والمغرب دون الإشارة إلى جبهة البوليساريو الانفصالية، في إشارة واضحة على أن أمريكا ترى أن الجزائر هي الطرف الرئيسي في هذه القضية وليست البوليساريو.
واقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن تعيين نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال أفريقيا، جوشوا هاريس، سفيرا جديدا لدى الجزائر، حلفا للسفيرة إليزابيث مور أوبين، التي شغلت هذا المنصب منذ 9 فبراير من عام 2022، وفق بيان صحفي نشره الموقع الرسمي للبيت الأبيض.
وفي الـ29 من فبراير المنصرم، تم إرسال لائحة تتضمن العديد من الأسماء اقترحها الرئيس الامريكي لتولي مناصب عديدة إلى مجلس الشيوخ الامريكي، بما فيها اسم هاريس قصد المصادقة عليها من طرف لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
ويأتي افتراح بايدن، بحسب مراقبين، في إطار سعيه لطي ملف الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة أن هاريس قد يلعب دورا هاما في دفع الجزائر للخروج من تعنتها في قضية الصحراء والتوقف عن لعب الدور الذي تدعيه، بكونها ليست طرفا في النزاع، وبالتالي دفعها نحو التفاوض المباشر مع المغرب لطي هذا الملف بشكل نهائي.
وحسب ذات المصدر، فإن هاريس الذي يشغل حاليًا منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا في مكتب شؤون الشرق الأدنى، ويشرف على الدبلوماسية الأمريكية مع المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، هو من الأسماء المفضلة لبايدن للعمل معه في إدراته عبر تولي سفارة الجزائر خلفا لإليزابيث مور بين.
يشار إلى أن “جوشوا هاريس، هو من الأسماء الدبلوماسية الأمريكية الذين يعرفون الجزائر جيدا من النواحي السياسية والدبلوماسية، وبالتالي ببدو هو الشخص المناسب حسب رأي إدارة بايدن، لتولي منصب سفير واشنطن في الجزائر من أجل معالجة العديد من القضايا، خاصة قضية الصحراء التي تبقى سبب الخلاف الرئيسي بين الجزائر والمغرب، الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية”، وفق ما نشره موقع I24news نقلا عن تقارير إعلامية أمريكية.
وفي دجنبر 2023، قام هاريس بزيارة إلى الجزائر العاصمة لبدء جولة من المشاورات حول دفع السلام الإقليمي وتكثيف العملية السياسية للأمم المتحدة في الصحراء المغربية لتحقيق حل دائم وكريم دون مزيد من التأخير”.
وفي هذا السياق، أوضح جوشوا هاريس أثناء لقائه بوزير الخارجية الجزائرري أحمد عطاف، أن “واشنطن تدعم الحكم الذاتي لحل مشكل الصحراء، وتعتبره جديًا وذو مصداقية وواقعيا، وأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واضح في أن العملية يجب أن تعكس روح الواقعية والتسوية بشأن الظروف على الأرض في الوقت الحالي”.
وفي نونبر 2023، جددت الولايات المتحدة، موقفها الثابت إزاء قضية الصحراء المغربية، مجددة تأكيد دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره “جادا وذا مصداقية وواقعيا”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة “تواصل اعتبار مخطط الحكم الذاتي في الصحراء جادا وذا مصداقية وواقعيا”، من أجل وضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء.
المصدر: العمق المغربي