هل تنجح المساعي الأمريكية والأوروبية في كسر تمدد الصين بالقارة الإفريقية؟
“يعتبر مؤشر إعلان أمريكا وأوروبا إطلاق دراسات جدوى مشروع ممر “لوبيتو”، الذي يربط جمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال غرب زامبيا بالأسواق العالمية من خلال ميناء “لوبيتو” بأنغولا، مؤشرا قويا على تزايد التنافس العالمي على القارة السمراء”، كانت هاته خلاصة ورقة بحثية جديدة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.
الورقة، المعنونة بسؤال “هل تنجح المساعي الأمريكية والأوروبية في كسر تمدد الصين في إفريقيا؟”، بينت أن “ممر “لوبيتو” يتميز بكونه شريانا للنمو الاقتصادي، حيث يشهد عديد من القطاعات الصناعية القاطنة على مساره، مثل الصناعات الثقيلة والتعدين والزراعة”.
وأفاد المصدر ذاته بأن “مشروع الممر حظي باهتمام عالمي متزايد في الآونة الأخيرة، خاصة مع إعلان الغرب دعمه لإطلاق دراسات للجدوى، والذي يتزامن مع استثمارات صينية مهمة على خط السكك الحديدية بالممر، تتمثل في إعادة بكين سنة 2019 بناء خط سكة حديدي يمتد عبر أنغولا من الغرب إلى الشرق بتكلفة تجاوزت المليار دولار”.
في المقابل، تشمل الاستثمارات الغربية بالممر سالف الذكر، حسب مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، ” استثمارات البنية التحتية للنقل؛ وتدابير لتسهيل التجارة والتنمية الاقتصادية والعبور، بالإضافة إلى دعم القطاعات ذات الصلة لتحفيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام واستثمار رأس المال في أنغولا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على المدى الطويل”.
وتفسيرا لهذا التحرك الغربي حول ممر “لوبيتو”، وضعت الورقة البحثية سياقات متزامنة؛ من بينها ” استضافة الصين لمنتدى الحزام والطريق الثالث”، إذ بينت أن “إطلاق أمريكا وأوروبا لدراسات الجدوى جاء لكبح النفوذ الصيني ومواجهة انعقاد قمة”، إضافة إلى “تزايد التنافس العالمي على القارة الإفريقية سواء سياسيا أو عسكريا أو أمنيا واقتصاديا، كما أن هذا الدعم الغربي جاء بعد انعقاد قمة البريكس الذي شهدت ضم دول جديدة”.
وتبعا لذلك، قدم المصدر ذاته مجموعة من الانعكاسات المحتملة لهذا التنافس؛ أولها “زيادة حدة التنافس الدولي على القارة الإفريقية، في ظل تحول الصين للشريك التجاري الأول للقارة الإفريقية”، وثانيها “تزايد الاهتمام الأوروبي بالقارة السمراء من خلال البوابة العالمية لسنة 2022، والتي تهدف إلى مواجهة النفوذ الصيني من خلال مضاعفة الاستثمارات بالبنيات التحتية”.
ويشكل “التنافس حول الموارد الطبيعية” بممر “لوبيتو” أحد أهم الانعكاسات المحتملة بعد هذا التنافس، إذ ترى الورقة عينها أن “جمهورية الكونغو تنتج ما يصل إلى 70 في المائة من الكوبالت بالعالم الذي يستخدم في صناعة السيارات. كما أن زامبيا من أكبر منتجي مادة النحاس التي تستخدم في الصناعات الكهربائية، ومع وجود توقعات لارتفاع طلب الاستهلاك على هاته المواد سيحتد التنافس الذي بدأ يظهر مع رغبة أمريكا في زيادة نسب الاستفادة من المواد الإفريقية”.
في الأخير، خلص المصدر ذاته إلى أن “الدول المنخرطة في مشروع ممر “لوبيتو” ستكون هي الأخرى متأثرة بالتهافت العالمي على ثروات هذا المشروع”.
المصدر: هسبريس