هل تكفي 500 مليون متر مكعب من “غاز شيل” لسد خصاص المغرب من الكهرباء؟
لمدة 12 سنة، سيستقبل المغرب 500 مليون متر مكعب من الغاز المسال من الشركة البريطانية “شيل”، بموجب اتفاق بينها وبين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
هذه الاتفاقية ستهم بالأساس قطاع الكهرباء بالمملكة، الذي يعرف “خصاصا واضحا”، بعد توجه سابق لوزارة الداخلية لإقرار إجراءات لخفض نسب استعمال الطاقة، من بينها خفض استعمال الإنارة العمومية بنسب تتراوح ما بين 20 و30 بالمائة.
وتنص بنود الاتفاقية على أن غاز “شيل” المسال سيمر عبر خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، وذلك في استمرار واضح لاستغلال هذا الخط لصالح المملكة بعد إقدام الجزائر على وقف إمداده.
تغطية جزئية
هل تشكل الـ500 مليون متر مكعب من الغاز المسال سنويا كمية كافية لتلبية الطلب الداخلي على الكهرباء؟ يجيب الحسن اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، بأن “هذه الكمية ستلبي الطلب الداخلي بشكل جزئي”.
وقال اليماني، في تصريح لهسبريس، إن “المغرب ملزم بتعزيز إنتاجه من الكهرباء، والتحقق من الاكتشافات التي تعلنها الشركات الأجنبية، فضلا عن تطوير الطاقة المتجددة، خاصة الهيدروجين”.
وأضاف أن “الجزائر كانت غير موفقة في قرارها بوقف إمداد المغرب بالغاز، لأنها لم تكن تعلم أن المغرب انطلاقا من أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي انخرط في الشبكة الدولية للطاقة، وبالتالي فهو دائما سيحصل على الغاز”.
“تأخرنا كثيرا في موضوع الغاز بالمغرب”، يتابع الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، مؤكدا أن “مشروع الغاز كنا نتحدث عنه في فترة التسعينات، والعشرين السنة الماضية لم نكن موفقين إطلاقا”.
وبخصوص الأسعار، وإمكانية تأثرها إيجابا بالصفقة، شدد اليماني على أن “ذلك من الممكن أن يخفف على صندوق المقاصة الذي يدعم أسعار الكهرباء”.
الحاجة إلى الوقت
قال مهدي الفقير، محلل اقتصادي، إن “الخصاص الحاصل في الكهرباء بالمغرب لن تسده إمدادات شركة شل البريطانية، لكن سيكون لها أثر تخفيفي إيجابي”.
وتابع الفقير، في تصريح لهسبريس، بأن “التحول الطاقي بالمغرب يحتاج إلى وقت طويل الأمد، ولا يمكن استعجاله في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن “الانتقادات التي تطال تخزين غاز شيل بإسبانيا بحسب بنود الاتفاقية غير مبررة، لأن ذلك الحل الوحيد لتلبية الطلب الداخلي”.
وخلص المحلل الاقتصادي إلى أن “الوقت الراهن يستدعي الاهتمام بقطاع النفط والغاز قصد تلبية الطلب، أما الطاقات النظيفة، فهي بالطبع مهمة لكنها ستحتاج إلى وقت أطول”.
المصدر: هسبريس